القطط الميتة تحكم البلاد!

شرح الصورة: قنافذ سياسية في الزمن الرث.

كرم نعمة

يستخدم مايك كوري من صحيفة فايننشيال تايمز التشبيهات الحيوانية في عالم الاستثمار ويقول دع عنك الثيران والدببة.. المستثمرون إما ثعالب وإما قنافذ، فيرى في عالم الاستثمار أن القطط الميتة يمكن أن تعود إلى الحياة مؤقتا، وهو تشبيه واقعي جدا عندما يتعلق الأمر بعالم السياسة التي دخل عليها الدين، هناك قطط ميتة عادت إلى الحياة لسوء الحظ!

 

في “مزرعة الحيوان” السياسية التي لم يكتبها جورج أورويل، من الممتع والواقعي جدا أن نجرب هذا التشبيه مع السياسيين ونستبدلهم بالمستثمرين، لكن علينا أن ندرك أن التشبيه بالحيوانات ليس أمرا شائنا في كل المجتمعات، باستثناء المجتمعات العربية! أتذكر أن معلمي في الدراسة المتوسطة كان يلجأ إلى تشبيه الطالب الكسول بالبومة، فهي بالنسبة إليه أفضل من الكلب وأقل إهانة.

فمن هو البومة في عالم السياسة اليوم؟

أعتقد أن رجال الدين المتسيدين المشهد السياسي اليوم بومات، دع عنك القرضاوي وخامنئي وآل الشيخ والسيستاني ومقتدى وعمار الحكيم والعريفي وحسن نصرالله، هناك بومات دينية نشطة عملها الأصلي الدفاع عن اللصوص والفاسدين في الحكومات العربية.

الهدهد حيوان نسيه مايك كوري في عالم الاستثمار، لكنه موجود في السياسة ويعبر عن حضوره الدائم، ووجوده ليس تعبيرا عن نقاء البيئة السياسية، أليس دونالد ترمب هدهدا؟ المثير أن هناك الكثير من هذا الحيوان اللامع مرشح للحضور في عالم السياسة كظل لترمب، وربما بعده لإعادة سلسلة التاريخ الشعبوي.

أما الثعلب فهو حيوان سياسي بامتياز رسم حضوره في أروقة الحكومات مثلما كان حاضرا في المعارك، لا يمكن أن ننسى أفين روميل ثعلب الصحراء، هناك ثعالب كثيرة، لكن القنافذ عددها يتزايد عندما نشبه بها السياسيين، فالثعلب يعرف الكثير، لكن القنفذ حيوان ليلي يعرف شيئا واحدا ومهما، وفق الشاعر اليوناني أرخيلوكوس. فمن هو قنفذ السياسة اليوم؟

لدى القنافذ فلسفة انتهازية محددة وواضحة تستثمرها وفقا لذلك، عندما يتعلق الأمر بالدين فهي من رجال الدين وإن ارتدت رغما عنها ربطة العنق، وإن كان الأمر مرتبطا بالاقتصاد فهي قادرة على فلسفة الأمور وفق أن تعود الأموال في النهاية إلى جيوبها وجيوب أحزابها.

القنافذ كائنات سياسية بامتياز يمكن أن تكون واضحة جداً ومقنعة في تفسير الأمور وفق مشيئتها، القنافذ السياسية خرجت من جحورها بشكل لم يتوقعه أحد منذ أن سادت الرثاثة وانتصر التخلف في العالم العربي، ستجد قنافذ ليبيا واليمن وتونس وسوريا ولبنان ومصر أقل جشعا عندما تراقب قنافذ العراق.

إبراهيم الجعفري كان قنفذاً سياسياً، ولأنه يجهل مهمته الحيوانية، تراجع إلا عن أن يكون الشيء الوحيد المفهوم فيه أنه غير مفهوم.

القنفذ الآخر الذي يصر على البقاء بشجاعة الرافض للعودة إلى جحره، نوري المالكي، لذلك سيبقى مفضلا عند الانتهازيين والأميين على حد سواء، لأنه لم يحدث أن كان عسير الفهم على الناس، تعلم بمهارة طريقة الكذب السياسي وفق تقية رجال الدين.

وما ينتظر العراقيون قنفذ بجلد شوكي سام لا يحمله إلا هادي العامري.

في كل الذي يحصل بمزرعة الحيوان السياسية لا توجد أفكار عظيمة، بل توجد أموال هائلة، وشعوب جائعة وتخلف مريع يرفع أعلاما معبرة عن انتصاره!


نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,041

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"