هل فعلها بوتين لوحده؟

سلام مسافر

أسقط الروس الاتحاد السوفيتي، قبل أن يسقط باحابيل الأعداء؛ حين أطلقوا كل النكات على القيادة السوفيتية المترهلة؛ صباح مساء، فأصابوا فيها مقتلا.

وفيما يراقب العالم بهلع، التهديدات المتبادلة بالحرب بين العملاقين النوويين؛ يبدو الروس غير عابئين بما يجري.

بل أن الإقبال على مشاهدة البرامج السياسية في القنوات التلفزيونية وأغلبها حكومية؛ لم يتعاظم.

لعل العالم العربي، الأكثر ترقبا للمواجهة المُحتملة؛ ليس لأن ساحتها سوريا فحسب، بل ولأن الولع العربي بالحرب، عادة لا تضاهيها في القوة، غير عادة الفرنسيين مثلا؛ في تناول الجبن بعد وجبات الطعام 
أو الشاي مع الحليب لدى الإنكليز أو البهارات في طبخ الهنود.

أما نحن العرب؛ فإننا نفطر وتتغذى ونتعشى ونغفو على جرعات السياسة المرة .

وما أن فرضت واشنطن عقوبات طالت أغنى أثرياء روسيا؛ حتى انتشرت النكات بين الروس كالزيت.

ومع أن عقوبات ترمب؛ طالت شركات ضخمة يعتمد عليها جزء هام من الاقتصاد الروسي، فإن المواطن العادي غير المحب للأثرياء، وغالبا الحاقد عليهم؛ يجد في النكتة مصدا للحرب الإعلامية والنفسية التي يشنها ترمب على روسيا في تغريدات تهز العالم كل صباح.

أول تعليق شعبي على أن 3 من مليارديري روسيا خسروا 12 مليار دولار في اليوم الأول من إعلان العقوبات؛ كان:

لاتهتموا، ستعاملون معاملة قدامى الحرب، النقل العمومي مجاني مع تخفيض خمسين بالمئة على القطارات.

أو: الرد الروسي على العقوبات الأميركية؛ سيكون امتناع رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف عن شراء أيفون جديد!

ويطلق الروس الظرفاء على رئيس الوزراء لقب "ديمتري إيفاونا" نكاية عن ولعه بالأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، خلافا لبوتين المحافظ الذي لا يملك حسابا في أي منها، فهو من جيل القلم والقرطاس.

ورغم تدهور سعر صرف الروبل مقابل اليورو والدولار، والمخاوف من ارتفاع معدلات التضخم؛ فإن الطوابير أمام محلات تصريف العملة، تتعايش مع النكات من قبيل:
شاطر ..بوتين، دائما يحقق أرقاما قياسية، آخرها ارتفاع فلكي في عدد الممتنعين عن الاصطياف في الخارج بسبب شح العملات الصعبة!

ولأن الشارع الروسي تعود على الاتهامات الأميركية والغربية بأن أجهزة بلاده تتدخل في الانتخابات خارج الحدود، حتى ولو جرت في الواق واق؛ فقد اجتاحت النكات تلك الاتهامات من مثل:

متى سيفرضون عقوبات جديدة على روسيا بسبب استفتاء كاتالونيا بالانفصال عن إسبانيا؟! .

وإذ يترقب الروس، ارتفاعات في الأسعار وفِي معدلات التضخم؛ فإن السخرية طالت فريق بوتين الاقتصادي الذي لا يكف عن ترديد أننا لن نتأثر بالعقوبات ولن نرضخ ..ولن ..ولن ؛؛

سين: لماذا لا يتأثر الاقتصاد الروسي بالعقوبات الأميركية؟ 
جيم: لأنها موجهة ضد الاقتصاد وفِي روسيا لا يوجد اقتصاد!

أو: على المتزوجين والمتزوجات من أجانب تقديم كشف ليلي عن حركة التصدير والاستيراد امتثالا لعقوبات ترمب!

واقتحمت النكتة عرين سيرغي لافروف المعروف عن مجالسه الاكتظاظ بدخان السجائر والنوادر:

بعد تصويت الكونغرس بأغلبية 99% لفرض عقوبات على روسيا؛ الخارجية الروسية تؤكد صحة تحليلها بأن المؤسسة المؤسسة الأمريكية الحاكمة تعيش حالة تشظ وانقسام!

وتعتقد غالبية الروس أن بلادهم صارت في نظر الغرب عدوا، بسبب التدخل العسكري في سوريا ودعم حكومة بشار الأسد ويتندّرون ؛؛

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على روسيا لأن موسكو تعرقل تحقيق الازدهار في سوريا وفق النمط العراقي والليبي!

وتدخل إيران في خزائن نكات العقوبات الروسية:
إذا لم تدفع طهران تعويضات لواشنطن بقيمة عشرة مليارات وخمسمئة مليون دولار عن هجمات11 سبتمبر فإن واشنطن ستفرض عقوبات جديدة على موسكو!

وأخيرا؛ 
دخل السكرتير الصحفي على الرئيس بوتين محتقن الوجه قائلا:
- فلاديمير فلاديمروفيتش وصل خبر بأن تيريزا ماي تعرضت لحادث اغتصاب. 
تساءل بوتين على الفور:
- هل اتهموني وحدي بالحادث أم كل روسيا؟ 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,412,810

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"