هيثم الشيباني
المقدمة
لغرض تناول كارثة الجوع بشكل دقيق نتاول ما صرحت صدر من أعلى جهات رسميه أمميه وهي أن الأمم المتحدة قد صرحت بأن عدد الجوعى في العالم وصل إلى 815 مليونا.
أما منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) فقد صرحت بأن العالم يهدر 1.3 مليار طن من الغذاء سنوياً. وهو ما يعادل ثلث إنتاج الغذاء العالمي تقريبا ، ويكفي لإطعام نحو ملياري شخص.
وقالت (فاو) إنه يجري إهدار المواد الغذائية بسبب التلف أو السكب قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية أو أن تبلغ مرحلة التجزئة ويهدر الغذاء ما لم يستهلك إذ يفسد أو يلقى به كنفاية من قبل تجار التجزئة أو المستهلكين.
وبحث وزراء زراعة مجموعة الـ20 في الاجتماع الذي عقدوه في مدينة إسطنبول التركية، تلبية احتياجات الأمن الغذائي والتغذية لسكان العالم ، حيث يتوقع أن يبلغوا تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050.
وفي البيان الذي اعتمده الاجتماع ، أشار وزراء زراعة مجموعة العشرين بقلق بالغ إلى المدى الخطير للخسائر الغذائية وإهدار الغذاء في جميع مراحل سلسلات القيمة الغذائية ، ووصفوا ذلك بأنه (مشكلة عالمية ذات دلالات اقتصادية وبيئية واجتماعية خطيرة).
وتشير تقديرات منظمة (فاو) إلى أن تلبية الاحتياجات الكمية المتعاظمة لتلك الأعداد، إنما تتطلب زيادة في إمدادات الغذاء العالمية بنسبة 60 %.
واتفق وزراء الزراعة بمجموعة العشرين على أن الأمر يتطلب نظم إنتاج غذائية مستدامة ومتجاوبة ، عبر مراحل الإنتاج والتجهيز والتوزيع وتجارة التجزئة والاستهلاك ، مؤكدين أن هذه النظم من شأنها أن توسع نطاق الإمدادات الغذائية ، وتخلق فرصا لائقة للعمالة في المناطق الريفية، وخاصة في صفوف صغار المزارعين الأسريين والنساء والشباب.
وقال الوزراء إن النظم الغذائية المستدامة ستساعد على معالجة تغير المناخ ، على اعتبار أن تحسين خصوبة التربة ، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء ، واستعادة الأراضي المتدهورة ، هي عناصر أساسية لتحسين الإنتاجية الزراعية ، لغرض تحقيق الأمن الغذائي في ظل المناخ المتغير.
وأوضح البيان أن ملايين الأشخاص في العالم لا يزالون يعانون من الجوع وسوء التغذية واسعة الانتشار ، بينما يوجد نحو ملياري شخص مصابون بقصور المغذيات الدقيقة ، في حين تتفاقم ظاهرة البدانة والسمنة باستمرار ، خصوصاً لدى بلدان الدخل المتوسط.
كما جاء في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة عن وضع التغذية والأمن في العالم خلال العام 2017 أن عدد الجوعى في العالم يتزايد لأول مرة منذ اكثر من 10 سنوات.
وأشار التقرير إلى أن نحو 815 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم لا يتلقون الغذاء الكافي ويعانون من الجوع المستمر، وهو ما يعادل نحو 11 % من عدد سكان العالم تقريبا.
وأكد التقرير أن أغلب هؤلاء يعيشون في مناطق فقيرة في أفريقيا وآسيا ، كما أن هناك نحو 155 مليون طفل يعانون مشاكل في النمو بسبب نقص الطعام وأغلبهم يعيشون في مناطق تعاني من صراعات مسلحة.
وأضاف أن هذه المؤشرات تقرع ناقوس خطر لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهله.
وحذر التقرير من أن الهدف الذي حددته المنظمة العالمية سابقا بالقضاء على الجوع وآثاره على الأطفال ونموهم بحلول عام 2030 لايمكن تحقيقه إلا بتوفير المزيد من الاموال وبذل المزيد من الجهد.
وتعد هذه الدراسة الاولى من نوعها منذ إعلان الأمم المتحدة سعيها للقضاء على ظاهرة الجوع بحلول 2030 وتهدف إلى تقييم الجهود التي تمت خلال الفترة الماضية ضمن مبادرة (التنمية المستدامة (.
وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد الجوعى في العالم يزيد منذ عام 2014 .
وأكد الامين العام للجنة الدولية التي أشرفت على التقرير وشارك فيها ممثلون عن خمس منظمات تابعة للأمم المتحدة إن (الصراعات المسلحة تزايدت في عدة دول ونشبت في دول أخرى وأصبحت أكثر تعقيدا وتاثيرا على البيئة ومصادر الغذاء) .
وأشار التقرير إلى أن المجاعة اجتاحت دولة جنوب السودان في مطلع العام الجاري ويمكن أن تشمل المنطقة نفسها في وقت لاحق ،كما أن هناك مخاطر بحدوث مجاعة أخرى في مناطق مثل شمال غرب نيجيريا والصومال واليمن مما يهدد بنقص موارد الغذاء عن مئات الملايين من سكان المعمورة.
ولا شك أن تفشي الجوع في العالم يمشي بشكل مواز مع كوارث الحروب والنزاعات المحلية، والأمثلة كثيرة.
معروف ان الجسم بحاجة الى كمية معينة من الطعام والفائض منها يتخلص منها الجسم وهذا ما يسمى بالفضلات لذا لا ضرورة أن نأكل أكثر من حاجاتنا. ان موائد الطعام الطويلة والعريضة ليست من مظاهر السخاء والكرم وإنما هي من مظاهر الترف والجشع، لأن هذا البذخ والاسراف في النهاية سوف يؤدي الى مكبات النفايات الكبيرة، وهذا يعني أننا خسرنا مبالغ مالية من الممكن ان تخصص في اطعام المساكين والفقراء ، ممايقتضي عمل الندوات الصحية حول اضرار التبذير وأثره على الصحة وعلى المجتمع .
احصائيات عالمية وحقائق
تشير الحقائق أن حوادث الطائرات والسيارات وبعض الأوبئة، والارهاب بمختلف صوره تؤدي الى خسائر جسيمة في الأرواح أقل مما يسسبه الجوع في العالم.
من الناحية الإنسانية إن آفة الجوع هي أخطر ما يهدد البشرية على كوكب الأرض، حيث
نشر برنامج الغذاء العالمي مجموعة من الاحصائيات عما وصل إليه الجوع خلال العام الماضي، على النحو التالي:
-
إن عدد الجياع في العالم يبلغ 815 مليون نسمة تقريبا ، مما يعني أن توفير ربع الطعام المهدر سنوياً فقط يكفي للقضاء على الجوع .
-
الغالبية العظمى من أولئك الذين يعانون من الجوع موجودون في مناطق جنوب آسيا، تليها مناطق جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، ثم مناطق شرق آسيا.
-
في الدول النامية يتسبب الجوع في وفاة 45% من إجمالي عدد الأطفال الذين يموتون سنويا في سن تحت الخمس سنوات.
-
في الدول النامية يعاني ربع الأطفال من تأخر في النمو الجسدي والعقلي نتيجة نقص الغذاء.
-
المبلغ الذي يحتاجه الطفل للحصول على كامل ما يحتاجه من فيتامينات وتغذية يبلغ ربع دولار يومياً فقط.
-
بحلول عام 2050، سيتسبب التغير في المناخ في إضافة حوالي 24 مليون طفل إلى قائمة الجوع نتيجة تأثر المحاصيل الزراعية ، ونصف هؤلاء سيكونون من منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى وحدها.
-
ان نسبة كبيرة من إجمالي سكان الدول النامية يعانون من الجوع.
-
القارة الآسيوية بمفردها تحتوي على ثلثي عدد الجوعى في العالم.
-
القارة الآسيوية بمفردها تحتوي على ثلثي عدد الجوعى في العالم.
-
يعاني ربع السكان من الجوع في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.
-
يوجد حوالي 100 مليون طفل يعانون من نقص الوزن نتيجة الجوع في الدول النامية.
-
ان عدد حالات الوفاة نتيجة الجوع أكبر من عدد حالات الوفاة نتيجة أمراض الإيدز والملاريا والسل مجتمعة كل عام.
-
ان حوالي 60% ممن يعانون الجوع هم من النساء.
-
المشكلة الكبرى هي أن حوالي ثلث الغذاء الذي ينتجه العالم لا يتم استهلاكه، بل يتم التخلص منه كفوائض خصوصا في الدول المتقدمة.
-
جعلت الحروب مشكلة الجوع تتفاقم على نطاق العالم بصورة أفضع، حيث صدر تقرير عن الأمم المتحدة يشير الى حدوث 65.3 مليون مهجر على نطاق العالم وهذا ما يعادل عدد نفوس فرنسا تقريبا.
-
صرحت لجنة المهجرين في مجلس النواب العراقي أن أعداد النازحين بلغت نحو خمسة ملايين نازح، وأن هناك بحدود مليون شخص من أهالي الموصل شمال العراق ، يضاف اليهم النازحون من الأنبار،وقد وضعت الأمم المتحده هذه الأعداد الثالثه عالميا.