عبداللطيف السعدون
أمر ملفت حقاً أن تنبري صحف وفضائيات عراقية لرسم صورة وردية لواقع الحال في البلد الذي اجتاز العام الخامس عشر بعد "تحريره"، مؤشرة إلى جملة ما تسميها "انتصاراتٍ" و"إنجازاتٍ" و"مكاسب"، ومبشّرة المواطنين المهمومين بحياتهم اليومية بأن ثمّة عاماً قادماً سوف يكون أكثر إشراقاً وأملاً، وأن يجري تمرير هذه الحفنة من الأكاذيب التي يضطر لتكرارها صحافيون مذعورون، وتدعمها تحليلاتٌ قاصرةٌ ورخيصةٌ لمحللين مأجورين، بسهولةٍ وراحة بال، في حين تزخر تقارير لمنظمات دولية معتبرة، وحتى منظمات مدنية محلية شجاعة، بوقائع وأرقام فضائحية، يصعب على المراقب المحايد تجاهلها، أو النأي بنفسه عنها.