28 ألف يهودي يقتحمون الأقصى وتهويد 22% من البلدة القديمة

أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره السنوي «حصاد» حول الانتهاكات الصهيونية في المدينة المقدسة خلال عام 2017 الماضي. ورصد التقرير أبرز انتهاكات الاحتلال من الشهداء والمعتقلين والاستيطان والمشاريع التهويدية، وهدم المنازل وغيرها من جرائم الاحتلال بحق القدس والمقدسيين.

 

المشاريع التهويدية

واصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة خلال عام 2017 لتغيير طابعها العربي الإسلامي والمسيحي، وتزوير الرواية التاريخية. وافتتحت أنفاقاً استيطانية تربط بين مدينة القدس المحتلة وتل أبيب بمدة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة، وتم افتتاح نفق في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى على مسافة 200 متر من باب المغاربة، بالإضافة الى بدء تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بالقطار القادم من تل ابيب من خلال حفر نفق بعمق 50 مترا ويصل طوله الى كيلومترين، وبناء قطار هوائي يصل حائط البراق بجبل الزيتون. ونشرت شركة «موريا» تصورا لمشروع في منطقة التلة الفرنسية يشمل شبكة أنفاق بطول 4.5 كيلومترات منها أنفاق ذات مسارين باتجاه مستوطنة معاليه ادوميم الى الشرق. 
وصادقت بلدية الاحتلال على ميزانيتها السنوية التي بلغت 7.37 مليار شيكل، وهي أضخم ميزانية في تاريخ المدينة منذ احتلالها عام 1967، فيما أُسس صندوق «ميراث جبل الهيكل» بمبلغ مليوني شيكل لترويج ارتباط اليهود بالمسجد الأقصى، وطرح ما يسمى بـ»صندوق تراث حائط المبكى» عطاء لتشييد البنية التحتية الخاصة بالمشروع التهويدي «بيت هاليباه» الذي سيخصص لأغراض سياحية ويشمل هذا المشروع على بناء تصل مساحته إلى 4 آلاف متر.

أسرلة التعليم

وفرض الاحتلال عطلة الربيع على مدارس مدينة القدس في إطار محاربة المنهاج الفلسطيني، وأضربت المدارس العربية في القدس رداَ على فرض قرارات بلدية الاحتلال عليها. وتمت المصادقة على خطة خماسية طرحتها الحكومة (الاسرائيلية) تتضمن بناء غرف صفية جديدة في شرق القدس بغية زيادة عدد صفوف الأول الأساسي التي تعمل وفقاً للمنهج (الاسرائيلي) وزيادة نسبة الحاصلين على شهادة «البغروت» (الإسرائيلية)، حيث سيتم تخصيص حوافز مالية أكبر للمدارس في شرق القدس التي ستعمل وفقا للمنهاج (الاسرائيلي)، فيما قامت بلدية الاحتلال بإغلاق مدرسة النخبة في بلدة صور باهر بحجة أن منهاجها يعادي دولة الاحتلال.

سلوان والشيخ جراح

وتواصلت عمليات المصادرة والتهويد للعقارات في أحياء سلوان والشيخ جراح خلال 2017. ففي بلدة سلوان افتتح كنيس يهودي داخل عقار تمت السيطرة عليه عام 2015، وافتتحت السلطات (الاسرائيلية) ما يسمى بمطاهر الهيكل «المغطس» على أرض القصور الأموية، وقرر رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إقامة مركز تاريخي يهودي في سلوان تحت اسم مركز «كيدم» الذي سيعرض فيه آثار وتاريخ ما يسمى «مدينة داوود»، فيما أبطل أهالي سلوان مشروعا استيطانيا لصالح جمعية «عطيرت كوهنيم» في حي بطن الهوا. 
وفي حي الشيخ جراح أخلت شرطة الاحتلال عائلة شماسنة من منزلها الذي تقطنه منذ عام 1964، وصادرت 5 دونمات من أراضي الحي قرب ما يسمى «قبر شمعون» بادعاء تقديم خدمات لفندق سياحي لم يبن بعد، رغم إقرار بنائه قبل 20 عاما. 
وكشف النقاب عن 4 مخططات بناء للمستوطنين في حي الشيخ جراح. وبحسب أحد المخططات سيتم إخلاء عائلة فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 3 طوابق، يضم 3 وحدات سكنية. وبحسب مخطط آخر سيتم إخلاء 4 عائلات فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 5 طوابق، يضم 10 وحدات سكنية. كما ناقشت اللجنة اللوائية مخططا لإقامة مدرسة دينية تلمودية في الحي قرب محطة الوقود، أما المخطط الرابع فهو إقامة مبنى لمكاتب يتألف من 6 طوابق، من قبل مستثمرين صهاينة في داخل الحي.

الاعتداء على المقابر الإسلامية

ولم تسلم المقابر الإسلامية في مدينة القدس من الاعتداءات ومن محاولات تهويدها خلال 2017، حيث أجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر وتجريف في المقبرة اليوسيفية وإنشاء بنى تحتية لإقامة حديقة على مساحة من المقبرة التي تم تسييجها، وخلال أعمال الحفر تم نبش عدد من القبور، بالإضافة إلى هدم جزء من سور مقبرة الشهداء والتي تعد جزءا من المقبرة اليوسيفية.

وفي مقبرة باب الرحمة الإسلامية التي تضم أضرحة صحابة رسول الله، بدأت سلطات الاحتلال بأعمال تجريف واقتلاع الأشجار على طول جدار الشرقي للمسجد الأقصى، ويهدف المشروع الى إقامة حديقة توراتية، وصب قواعد خرسانية لتنفيذ مشروع القطار الهوائي «التلفريك». 
وفي مقبرة مأمن الله أجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر في المقبرة بذريعة تنفيذ أعمال خدماتية مما أدى لنبش عدد من القبور وظهور رفات الموتى، فيما قامت مجموعة من اليهود المتطرفين بتدنيس مقبرة الدجاني وتحطيم بعض شواهد القبور، وقامت سلطات الاحتلال بتسييج المقبرة المحاذية لحوش عويس في حي رأس العامود.

هدم بيوت المقدسيين

وهدمت جرافات الاحتلال 199 بيتاً ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال 2017، منها 95 بيتاَ و104 منشآت، وشملت عمليات الهدم معظم أحياء وبلدات المدينة المقدسة، وأدت الى تشريد نحو 76 أسرة من ضمنها 250 طفلا، فيما بلغت عمليات الهدم الذاتي 18 بيتا و12 منشأة قام أصحابها بهدمها ذاتياً تجنباَ لدفع غرامات مالية باهظه، وهدمت روضة للأطفال في تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، وصادرت كل محتوياتها.

المشاريع الاستيطانية

وصادقت سلطات الاحتلال على بناء نحو 5500 وحدة استيطانية في القدس ومحيطها، كما قررت ضم 250 دونما تقع قرب مستوطنة «ارنونا» التي كانت حتى عدوان 1967 ضمن ما كان يسمى بالمنطقة الحرام قرب بلدة صور باهر ونقل هذه الأراضي وضمها لما يسمى بمنطقة «سيادة» بلدية القدس. 
وستنقل سلطات الاحتلال من خلال بلديتها في مدينة القدس، حاجز عين يالو إلى عمق الأرض الفلسطينية في قرية الولجة المحتلة عام 1967 وذلك بمسافة كيلومترين، ما يعني مصادرة أكثر من ألفي دونم من أراضي القرية، بما فيها منطقة الحنية الأثرية، والتي تحتوي على نبع المياه الوحيد الذي تبقى في القرية.

الشهداء والمعتقلون

وقتلت سلطات الاحتلال الصهيوني 12 مقدسيا من بينهم سيدة، وذلك خلال مواجهات أو عمليات أعدام على الحواجز الشرطية داخل المدينة المحتلة. وتصاعدت المواجهات داخل المدينة، نتيجة قيام سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، فيما عرف «بمعركة البوابات»، بالإضافة إلى إعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس كعاصمة لما يسمى دولة (إسرائيل).

وشهدت القدس أعلى نسبة اعتقالات باعتقال 2436 فلسطينيا، ثلثهم من القاصرين، علماً أن معظمهم كانوا قد تعرّضوا للاعتقال سابقاً وأُفرج عنهم بشروط، إما بغرامات مالية وكفالات مالية، أو ضمن ما يسمى بـ»الاعتقال المنزلي».

المسجد الأقصى والبلدة القديمة

وتعرض المسجد الأقصى لهجمة تهويدية غير مسبوقة، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني بمحاولة وضع بوابات الكترونية على مداخله التي أفشلها المقدسيون من خلال الامتناع عن الصلاة داخل المسجد والاعتصام بالالاف على أبوابه حتى تمت إزالتها فيما بعد، وافتتح كنيس يهودي أسفل أساسات مصلى قبة الصخرة المشرفة بعد اثني عشر عاما من الحفر والتنقيب، وتكثفت اقتحامات المسجد الأقصى، حيث سجل اقتحام نحو 28 ألفا من المستوطنين والطلاب المتدينين ورجال المخابرات خلال العام المنصرم في ظل الاحتفالات بالأعياد اليهودية. 
وفي البلدة القديمة استولى المستوطنون على محل تجاري لعائلة صب لبن، بالإضافة الى محل آخر في عقبة الخالدية بموجب قانون «الجيل الثالث» الذي يمهد للاستيلاء على مزيد من العقارات داخل البلدة القديمة، واجبرت بلدية الاحتلال مواطنا على إغلاق مطعمه بحجة تراكم الضرائب عليه.
وقامت جرافات الاحتلال بأعمال تجريف واقتلاع أشجار في ساحة باب العامود التي قام بالتجول في داخلها الرئيس الصهيوني رؤوبين ريفلين، كما تم إنشاء وحدة شرطة جديدة قوامها 200 شرطي خاصة بالمسجد الأقصى ومحيطه، فيما كشف تقرير خاص أن عدد الكنس داخل البلدة القديمة وحولها بلغ 104 منها 75 داخل أسوار البلدة القديمة، وأن 22% من مساحة البلدة القديمة تم تهويدها.

 المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,484,561

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"