الموصل بلا جسور.. معاناة في التنقل وسكان الجانب الأيمن الأكثر تضرراً

الصورة: عدوان التحالف الدولي والحشد الشعبي دمّر كل معالم الحياة في الموصل.

عمر الجبوري

لا تزال مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى في شمال العراق، تعاني من سوء الخدمات، وتدهور الوضعين الصحي والخدمي فيها، على الرغم من استعادتها منذ أشهر من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إذ إن أبرز المعوقات، تدمير الجسور وقطع جانبي المدينة.

 

وعبر مواطنون عن امتعاضهم من تردي الخدمات ومعاناتهم أثناء عبورهم بين ضفتي المدينة أثناء تأدية أعمالهم اليومية، مطالبين بسرعة إعادة البناء وتأهيل الجسور، لأهميتها في تسهيل حركة سير الأهالي، وإعادة وصل جانبي المدينة.

أحمد ياسين، أحد سكان المدينة، قال «هناك إهمال متعمد من قبل الجهات المسؤولة عن إعادة إعمار المدينة، وتقصير في سرعة تأهيل الجسور التي تربط ضفتيها».

وأضاف «يجب أن تكون إعادة إعمار الجسور الأساسية والفرعية على أولويات برنامج الحكومة لأهميتها في تنقل الأهالي»، داعياً إلى «الإسراع في رصد أموال من الموازنة العامة للدولة خلال العام المقبل لأن الوضع في المدينة يتطلب السرعة في إنجاز المشاريع».

أما موسى، وهو أيضاً من سكان الموصل، فقد قال إن «الجانب الأيمن من المدينة، هو الأكثر تضررا، بسبب تدمير الجسور، إذ أن سكانه بحاجة دائما إلى الذهاب إلى الساحل الأيسر بعد الدمار الذي تعرض له وانعدام الحياة فيه». وتابع: « أنتظر ساعات للعبور إلى الضفة الأخرى من النهر عبر الجسر الوحيد الذي ينقلنا إلى الساحل الأيسر».

المعاناة، وفق المصدر «ستتفاقم مع قدوم فصل الشتاء وهطول الأمطار ما لم تتم إعادة بناء الجسور»، مشيراً إلى أن «الجسور الخمسة التي كانت سابقاً تربط طرفي المدينة، كانت تشهد ازدحامات خانقة، واليوم قد ازدادت الازدحامات أكثر بعد تدميرها».

وحسب موسى «بإمكان الحكومة توفير جسور عامة مؤقتة لتسهيل حركة المرور لحين إعادة بناء الجسور».

أبو مصطفى، انضم كذلك إلى المشتكين من تقطيع جزئي المدينة، قائلاً «يجب أن تسمح القوات الأمنية لأصحاب القوارب بالتنقل عبر ضفتي النهر والسماح لقوارب الأجرة بنقل الأهالي ذهاباً واياباً لحين إعادة إعمار الجسور المدمرة».

وبين أن «أغلب الحكومات المحلية تحولت مقارها إلى الجانب الأيسر، وأصبح على جميع موظفي المدينة الساكنين في الجانب الأيمن عبور النهر للذهاب إلى أماكن عملهم، الأمر الذي يزيد من صعوبة تحركهم ووصولهم إلى دوائرهم متأخرين، فضلاً عن طلبة المعاهد والكليات الذين سيخسرون سنوات دراسية أخرى لعدم تمكنهم من الوصول إلى كلياتهم في ساعات الدوام الأولى».

وتعرضت جميع الجسور الرابطة بين جانبي المدينة للتدمير من قبل الطيران «التحالف الدولي» خلال المعارك التي شهدتها المدينة ضد مسلحي تنظيم «الدولة»، بغية قطع الإمدادات عن الأخير من خلال تقطيع جميع الأوصال الرابطة بين جانبي الموصل، وعزل الساحل الأيسر عن الأيمن، وتسهيل عملية استعادته.

إلى ذلك، قال مسؤول عراقي محلي، إن مجلس محافظة نينوى (شمال) يستعد لاستجواب المحافظ المقال، نوفل العاكوب، مجدداً بعد أن ردت المحكمة الإدارية في بغداد قرار المجلس السابق والذي أقيل من خلاله الأخير.

وقال عضو مجلس نينوى علي خضير، إن «مجلس محافظة نينوى أبلغ المحافظ نوفل العاكوب، لحضور جلسة استجواب الإثنين المقبل؛ تمهيدا لإقالته مرة أخرى في مقر المجلس في مدينة الموصل (مركز نينوى)».

وأضاف «إعادة إقالة المحافظ تأتي بعد أن اعترضت المحكمة الإدارية على الإقالة السابقة، والطريقة الشكلية المتضمنة عقد جلسة المجلس التي أقيل بها المحافظ سابقا بناحية القوش شمال الموصل».

وأوضح أن «المجلس ماض بإقالة المحافظ ورد القرار من قبل المحكمة الاتحادية سابقا ليس بسبب براءة المحافظ وإنما الاعتراض كان على الطريقة الشكلية للجلسة، من خلال عقدها في القوش».

وصوّت مجلس محافظة نينوى بالأغلبية، في جلسته التي عقدها في بلدة القوش، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، على إقالة المحافظ نوفل العاكوب، غيابياً على خلفية تهم فساد وإهدار المال العام.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,412,891

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"