إيران تدمّر بلاد الرافدين.. الأنهر العراقية جفاف ومخلَّفات نووية

إيهاب الجبوري

لم تعد إيران تُخفي مشاركتها العسكرية في ربوع العراق، فميليشيا الموت باتت قوة موازية للدولة، في فتكها وبطشها وتغولها الاقتصادي، حتى تحوَّل العراق ‏إلى إحدى ولايات "الولي الفقيه" عمليا.‏

 

لكن إيران برغم ذلك لم تراع (أبناءها) الذين يدينون لها بالولاء والانتماء الأيديولوجي، فأهدت أطعمتها وأدويتها الفاسدة ‏للشعب العراقي بكل طوائفه.‏

وأخيرا تسببت السياسات التي تنتهجها طهران بقطع المياه عن العراق في ارتفاع نسب التصحر ‏في المحافظات الجنوبية والوسطى وزيادة الملوثات بسبب كثرة رمي المخلفات، بما في ذلك المخلّفات النووية. ‏

 

التصحر يرتفع إلى 70% في العراق

وأعلنت مديرية الكوارث البيئية في وزارة الصحة العراقية، أن نسبة التصحر في العراق وصلت ‏إلى 70 % في المحافظات الوسطى والجنوبية. ‏

وقد تسبب صمت العديد من السياسيين العراقيين -الذين كانت بأيديهم سلطة القرار منذ 2003 وحتى ‏الآن- عن أفعال إيران التي تمثلت في منع 75% من المياه من الصب بشط العرب في محافظة البصرة، ‏جنوب العراق، إلى تمادي الجانب الإيراني في حربه ضد العراق من خلال استخدام ملف المياه في شط ‏العرب كورقة ضاغطة ضد أبناء الشعب العراقي، وكذلك ضد اقتصاد البلد بشكل عام.، حيث أدَّت قلة المياه إلى جفاف العديد من الروافد التي كانت تنبع من شط العرب. ‏

وقال خبراء إن إيران قامت بإغلاق بعض الروافد التي تنبع من أراضيها تجاه الأراضي ‏العراقية، مما جعل المحافظات الجنوبية، ومحافظة ديالى أيضا، تتأثر كثيرا بهذا التصرف الغريب، لذلك لا ‏بد من تحرك حكومي عراقي على مستوى كبير، للتفاهم مع إيران حول هذا الموضوع للحد من الأزمة ‏المقبلة التي ستصيب تلك المحافظات خلال الأعوام المقبلة. ‏

 

نهر دجلة في طريقه للجفاف ‏

وكشف الخبراء عن مفاجأة مدوية، بأن نهر دجلة في طريقه إلى الجفاف، وإيران أرسلت مخلفاتها النووية ‏للعراق، مشيرين إلى أن أزمة المياه التي ستصيب البلاد خلال المدة المقبلة أكدتها مراكز الأبحاث العراقية ‏في بداية تسعينيات القرن الماضي، وكانت تعقد العديد من الندوات خلال تلك الحقبة لوضع الحلول وعقد ‏المباحثات مع الدول المعنية، وأن نهر دجلة بدأت الأزمة فيه الآن، وسيجف إذا لم تطلق تركيا الحصة ‏المائية للعراق، خصوصًا أنها قامت ببناء السدود. ‏

 

نهر الفرات في نفس الطريق ‏

وأشار الخبراء إلى أن الأزمة الحقيقية ستكون في نهر الفرات تحديدا، وهي لم تبدأ الآن بسبب الحرب التي ‏تجري في سوريا. لو انتهت الحرب لأصبحت المياه لا تكفي الحد الأدنى من العيش.‏

 

مخلفات مفاعلات إيران النووية في مياه العراق

وكشف الخبراء أن إيران قامت بتغيير جميع الروافد التي تصب بشط العرب، وقامت بإرسال مخلفات ‏المواد الكيميائية لمفاعلها النووي، مما أدى إلى قتل الكثير من الحيوانات والطيور في الأهوار وغيرها. ‏

وأشاروا إلى أن هدف إصرار إيران على بناء منشآتها النووية، بما فيها المفاعلات، قرب الحدود ‏العراقية الجنوبية، هو محاولة السيطرة على العراق والخليج العربي بناء على استراتيجية قديمة تتحكمها ‏أحلام ونوازع السيطرة الإقليمية، واستخدامها أداة للابتزاز والتهديد، وكذلك افتقار إيران لأبسط المسالك ‏التكنولوجية وغياب أسس السلامة النووية، نظرًا لاعتمادها على تكنولوجيا قديمة بسبب شروط الحصار ‏وفق قرارات مجلس الأمن. ‏

 

دعوات للحد من ظاهرة التصحر

وقال معاون مدير الكوارث البيئية في وزارة الصحة، كاظم اللامي، في تصريح صحفي إن "المحافظات المتضررة ‏بالتصحر هي بغداد والأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين وواسط والنجف وكربلاء والبصرة وذي قار ‏والمثنى والقادسية وبابل وميسان". ‏

وأكد أنه "لا يمكن معالجة التصحر إلا عن طريق توفير ‏المياه وزرع الآلاف من الأشجار وفيرة الخضرة لصد الكثبان الرملية". ‏

من جانبه، قال عضو لجنة الأهوار والمياه، محمد الصيهود، "حتى الآن، لم تقم الحكومة الاتحادية ‏بأي إجراءات للحد من ظاهرة التصحر في البلد". ‏

وأكد أنه "لا توجد لدى الحكومة أي رؤية حقيقية للحد من التصحر خلال السنوات التي مضت"، مضيفًا أن ‏‏"ظاهرة التصحر في العراق تعد ظاهرة مهمة وتجب معالجتها لما لها من تأثيرات سلبية على الواقع ‏الاقتصادي والصحي والبيئي". ‏

وأوضح أن "لجنة الأهوار والمياه النيابية تتوقع من الحكومة الاتحادية أن يكون لها دور كبير في ‏المرحلة المقبلة لمعالجة التصحر في البلد"، لافتًا إلى أن "معالجة التصحر ليست قضية زمنية، بل هي ‏قضية إجراءات حكومية". ‏

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,404

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"