قراد وفيروسات بشرية، بعيدا عن البيولوجيا قريبا من السياسة والتواصل الاجتماعي

عبد الكاظم العبودي

أكثر ما يضايقني في استعمالي وسائط التواصل الاجتماعي ظاهرة نمو وانتشار وانتقال خراب القراد والفيروسات البشرية.

وتسهيلا لتوصيف هذين الكائنين البيولوجيين وأدوارهما الخبيثة سألجأ إلى مساعدة العم جوجول ليعرفنا بهما باختصار مركز للوصول إلى المقارنة المقصودة لبعض البشر في تصرفاتهم القرادية والفيروسية لهذا سأدعوكم إلى التخلص من أمثال هؤلاء من صفحاتكم قبل فوات الأوان.

القرادة اسم يُطلق على أحد الكائنات المفصلية الأرجل ، صغيرة الحجم ، وهي مثل العناكب والعث والعقارب ، تنتمي إلى فصيلة " لوكسويد " التي تقسم للمئات مِن الأنواع .

والقرادة حشرة طُفيليّة تعيش على دم الحيوانات المضيفة لها، وهي ذات ثماني أرجل ، أمّا مِن ناحية شكلها الخارجي فهي بيضية الشكل .

تستطيع القرادة وَضع ما يُقارب 18 ألف بيضة بالمرّة الواحدة ، حيث تضع القرادة بيضها في الميّت من أوراق الشجر ، الغابات ، الحدائق أو نفايات الأرض المختلفة ، وتنشط غالباً في فصل الربيع وفصل الصيف ، وبعد أن تتم عمليّة الفقس تخرج اليرقات المسطحة التي تكون بسِت أرجل ، باقيَةً على الحشائش والشجيرات تنتظِر الحيوانات كي تقوم بلصق نفسها بهم .

 أنواع القراد كثيرة تَقرُب إلى 800 نوع منها ذات أسماء خاصة مثل قرادة البقر، قرادة الكلاب، قرادة الدجاج، قرادة الأغنام، واغلب الحيوانات المنزلية، وهناك قرادة تصل إلى البشر أيضا حال تواجده في نفس بيئة القراد في ظروف الفقر والجهل والإهمال.

وهي حشرات ناقلة للأمراض الخطيرة ، من خلال قيامها بنقل الدم الذي حملته في فمها من كائِن لآخر .. ويُنصح في حالة اللّسع منها القيام بغسل مكان اللّسع أو الجرح بشكل سريع، ومن ثُم التوجه لتلقي العلاج الطبي بمساعدة الطبيب حتى لا ينكسر ضلع القرادة في جسم المُصاب، مِن أعراض الإصابة بها: التقيؤ، الإسهال، الحمى، الفشل المُتعدد لأعضاء الجسم، بالإضافة لمشاكل تتعلّق بالدّم.

عرف الإنسان منذ القدم أضرار هذه الحشرة الطفيلية البشعة،فكما لاحقته في فقره ومصادر رزقه في حيواناته فإنها لاحقته ببشاعتها في حلمه وتفكيره.

كل كتب المفسرين العرب اهتمت برؤيا وحلم  القراد, ومنامه  يؤول بعدو مسلط خائن طماع، فمن رأى أنه يدافع قراداً فإنه يدفع من يقصد أكل ماله ، ومن رأى: أنه قتل قراداً فإنه يظفر بإنسان بذلك الصفة، وقيل القرادة في الأحلام  إنسان يملأ جوفه حراماً لأن القراد ليس له أكل إلا الدم، ورؤيته تدل على الأعداء الأخساء.

أما فيروس الحاسوب أو فيروس الكمبيوتر (بالإنجليزية: Computer virus) هو نوع من أنواع البرامج التخريبية الخارجية، صُنعت عمداً بغرض تغيير خصائص ملفات النظام. تتكاثر الفيروسات عن طريق توليد نفسها بنسخ شفرتها المصدرية وإعادة توليدها، أو عن طريق إصابة برنامج حاسوبي بتعديل خصائصه بإصابة البرامج الحاسوبية يتضمن، ملفات البيانات، أو قطاع البوت في القرص الصلب.

مصطلح "الفيروس" يشيع استعماله خطأً بقصد أنواع أخرى من البرامج الخبيثة. والبرامج الخبيثة تشمل الفيروسات إلى جانب العديد من البرمجيات التخريبية الأخرى، كديدان الحاسوب، وحصان طروادة، وبرمجيات الفدية، وراصد لوحة المفاتيح، والروتكت، وبرمجيات التجسس، وغيرها، وغالبية تهديدات البرمجيات الخبيثة الأخرى تندرج تحت نفس مفهوم حصان طروادة أو ديدان الحاسوب بدلاً من تصنيفهم كفيروسات.

الفيروسات غالباً ما تنفذ نوع من أنواع الأنشطة التخريبية على الحواسيب المصابة، كالاستحواذ على مساحة القرص الصلب أو على جزء من المعالج، أو الوصول إلى معلومات خاصة أو سرية أو شخصية، كأرقام البطاقة الائتمانية، إفساد البيانات، إظهار رسائل سياسية أو رسائل هزلية مزعجة على شاشة المستخدم، رصد لوحة مفاتيح المستخدم ومعرفة ما يكتب، إرسال رسائل بريدية غير مرغوب فيها لجهات اتصال المستخدم. وبالرغم من ذلك، إلا أن ليس جميع الفيروسات تحمل الطابع التخريبي أو طابع إخفاء نفسها.

في عالمنا الافتراضي وخاصة في تعاملاتنا اليومية على صفحات التواصل الاجتماعي تبرز وتتعاظم ظاهرة تجمع القراد البشري الطفيلي الملتصق بصفحات الكثير منا، حيثما توفرت له الفرصة للالتصاق في أجساد صفحاتنا وانتقال مقالاتنا وتبادل أخبارنا وكتاباتنا، فهناك فئات قردية بشرية فعلا،  ليس لها من هم سوى نقل أمراضها الطفيلية، وهي تعتاش وتنشط على الهامش المتاح لها للتسلل من صفحة اجتماعية إلى أخرى، شأنها شأن الفيروسات التي تنتقل بقصد أو من دون قصد عبر هذا القراد البشري الموظف لنفسه الكترونيا لخدمة التخريب والإيذاء والتشويه والعبث.

لقد بات علينا تنظيف صفحاتنا ومحيطها الاجتماعي من أمثال هذا القراد البشري وقطع الطريق عليه من امتصاص دمائنا وكتاباتنا ونقلها إلى هنا وهناك مشوهة وممرضة بشكل مقصود ، ولا بد من القيام الفوري بالتطهير المطلوب قبل ان تعشعش مثل هذه الطفيليات وتتناسخ فيروساتها في قوائم أصدقائنا وذاكرة حواسيبنا ونشاط صفحاتنا الاجتماعية.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,410,443

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"