الفساد وضعف القيادات الأمنية وراء تفاقم النزاعات العشائرية المسلحة في البصرة

مشرق ريسان

تفاقمت ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة في محافظة البصرة، جنوب العراق، وسط ضعف وفساد بعض القيادات الأمنية، وامتلاك تلك العشائر لسلاح «لا تمتلكه القوات الرسمية»، فضلاً عن تلقيها دعماً من دول مجاورة.

 

وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس نواب المنطقة الخضراء في العراق، حاكم الزاملي، إن «الصراعات بين عشائر البصرة لا تتعلق بالقضايا العشائرية، بل إنها ترتبط بأمور أخرى، من بينها تهريب النفط، والمخدرات والاغتيالات، والاستيلاء على الأراضي وأملاك الدولة»، مضيفاً إن «هذه العمليات تتم بالاستعانة بسيارات مظللة وهويات مزورة بطريقة لا يمكن كشفها».

وعدّ انتشار السلاح في العراق، «حتى أصبح البلد شبيهاً بالصومال»، أحد الأسباب الرئيسة أيضاً في تفاقم ظاهرة النزاعات العشائرية في البصرة.

وأكد أن «أغلب قيادات العمليات ضعيفة، ومنشغلة بجباية المال ومتابعة العقود».

وكشف أيضاً عن «وجود فساد كبير في صفوف بعض القيادات الأمنية (!) لا يوجد قائد عمليات شجاع يتمكن من ضرب هذه العشائر المسيئة، وعدد من الفصائل المسلحة التي تستغل أسم الحشد».

وتابع «بعض أفراد هذه العشائر ينتمون للأجهزة الأمنية في الدولة العراقية، كالجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات، ويتملكون العجلات والسلاح».

وبيّن الزاملي إن «ملف الأمن في البصرة تفاقم بعد هرب المحافظ (ماجد النصراوي)، والتزاحم من أجل الاستحواذ على ملف البصرة (!) ما يحدث في المدينة أمر خطر ويحتاج إلى إعادة نظر».

واعتبر أن تفاقم هذه الظاهرة في البصرة، أدى إلى امتلاك العشائر سلاحاً لا يوجد عند الجيش العراقي، بكونهم «يهرّبون النفط والمخدرات، ويسيطرون على المشاريع والمنافذ الحدودية»، ويسخرون تلك الأموال «لشراء السلاح وتجنيد العصابات أيضاً».

وفي السياق ذاته، أشار الزاملي إلى تلقي بعض عشائر البصرة «دعماً من دول مجاورة للعراق، لا سيما تلك المستفيدة من بقاء الوضع العراقي متدهوراً، في ظل التقدم الميداني في عمليات التحرير»، لافتاً إلى إن «هذه الدول لم تنجح في ضرب الجانب الأمني في العراق، لذلك بدأت تلجأ إلى الملف الاقتصادي».

وطبقاً لرئيس لجنة الأمن والدفاع فإنه أبلغ رئيس وزراء النظام، حيدر العبادي، بضرورة "تشكيل قوة خاصة، تضم جهاز مكافحة الإرهاب، لضرب أي جهة أو عشيرة أو فصيل مسلح ينتهك قوانين الدولة».

وتابع «العصابات في البصرة متنوعة، منها تابعة لإحدى العشائر، بغيّة تنفيذ أعمالها غير القانونية، ومنها من تستند وتُدعم من جهة سياسية أو ترتدي ثوب الحشد، وتعمل تحت مظلة هذه الجهات».

وأضاف «ينتمي جميع الضباط والمنتسبين في القوات الأمنية بالبصرة إلى عشائر من داخل المحافظة، وقد يكونون مرتبطين بهذه العصابات أو يخشون منها (العشيرة) عشائرياً (!) الأمر يحتاج إلى تنقلات للقادة والمنتسبين بين المحافظات».

وعن كيفية الانتهاء من ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة في البصرة، والعصابات، أوضح أن «اختيار قيادات أمنية شجاعة، وتتمتع بالكفاءة والنزاهة، ودعمها بأفواج من مكافحة الإرهاب أو التدخل السريع»، كلها أمور تسهم في فرض الأمن والقانون في البصرة.

ولفت إلى أن «انتشار العصابات والمخدرات في البصرة، له تأثير سلبي مباشر على الاستثمار والمشاريع الاستثمارية، بكون إن أكثر من 90٪ من واردات العراق المالية تأتي من محافظة البصرة، سواء كانت نفطية أو من خلال الموانئ».

وكشف الزاملي، عن سعي الحكومة لـ«مكافحة العصابات والقبض على أفرادها وإحالتهم للقضاء، بعد الانتهاء من ملف داعش وتحرير جميع الأراضي من سيطرته».

في السياق، أقرّت قيادة عمليات البصرة بـ«صعوبة» مهمتها في فرض القانون في المحافظة، مؤكدة في الوقت عينه اتخاذها قراراً يقضي باعتقال شيخ العشيرة التي تتسبب بنزاعٍ مسلح.

وقال قائد عمليات البصرة الفريق الركن جميل الشمري في تصريح لـ راديو المربد، «مهمتي في البصرة صعبة، نظراً لقلة القطعات الموجودة في المحافظة»، عقب سحب قوات من المحافظة إلى الجبهات للمشاركة في عمليات التحرير، مشدداً على أهمية «تعويض تلك القطعات بجهد إضافي (!) قمنا بالاستعانة بالقطعات الخاصة بقيادة العمليات (الحمايات) وإنزالها إلى الشارع لفرض الأمن والاستقرار ومنع حالات التسيب».

وأكد إن «حل ملف النزاعات العشائرية في البصرة يكمن في تحميل المسؤولية لشيخ العشيرة التي تتسبب في النزاع المسلح، بكونه المسؤول عن كل ما يجري في منطقته (!) لماذا يكون بعيداً عند حدوث النزاعات المسلحة؟».

وطبقاً للقائد العسكري فإنه «أعطى أمراً لجميع الوكالات الأمنية سواء في الشرطة والجيش، يقضي باعتقال المتسبب في النزاع العشائري إضافة إلى شيخ العشيرة».

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,369

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"