ثلاث سونيتات إلى هيروشيما العراق التاريخ: 2017-08-18 05:00:58 Tweet سعدي يوسف (1) تدخلُ الـمَوصِلُ الآنَ بين السطور تدخلُ الموصلُ الآنَ بين السطورِ العميقةْ لن ترِفَّ الطيور بعدَ أن هجَرَتْها الحديقةْ. * الروافصُ من مَنْقعٍ في الجنوب ومن كل أكواخِه الطينِ جاؤوا يهْدِمونَ المنارةَ قبلَ الغروب مُطِيعينَ ما يأمُرُ الغُرَباءُ. * غيرَ أنّ البيوتَ هنا من حَجَرْ والروافصُ لا يعرفونْ أنّ مَن يتحدّى الحَجَرْ سوف يَلْقى الجنونْ. * فلتكُنْ لكِ، أُمَّ الربيعَينِ، آيةْ أنتِ نُعْمى البدايةْ. (2) كنتُ، قبلَ سنينَ، أُطَوِّفُ في الجامعةْ كان عندي رفيقُ صِبا عُمَرُ الطالبُ: البسمةُ الرائعةْ عمَرُ الطالبُ، السفْحُ أخضرَ، والمرتَبى. * كانت تحومR.A.F طائراتٌ يقالُ هي وكانت تراقبُ ما يفعلُ النملُ والسالكون وكانت سماؤكِ، أُمَّ الربيعَينِ، ليستْ بذاتِ غيوم كأنّ السماءَ مُوَطّأةٌ ، كي نهون. * كيفَ أنسى الحَجَرْ كيف أنسى المنارةَ، حيثُ المنارُ العتيقْ حيثُ كانت مُطَوّقةٌ تحتمي بالشجرْ حيث غنّى الـمُغَنّي الأنيقْ ... * لكِ، يا مَوصلُ، الأغنيةْ لكِ ما يصِلُ الموتَ بالأُمْنيةْ (3) كيف يَحْدثُ هذا؟ كيفَ يَحْدثُ أن تُمسَحَ الموصلُ العربيّةُ مسْحا؟ كيف يَحدثُ هذا؟ هل بأيدي وحوشٍ سماويّةٍ غزت الأرضَ صُبْحا؟ * للّواتي يَمُتْنَ وأطفالهنّ للّذين يموتون تحت الرُّكامْ للمؤذِّنِ لا يَطْمئنّ... للصنوبرِ... مني السلامْ * هل سنمضي بعيداً، وأبعدْ؟ هل سندخلُ في مَهْمَهِ العرَبِ البائدةْ؟ هل سنقصِفُ بيتَ محمّدْ كي نبرِّرَ أن نذبحَ الوالدةْ؟ * سوف يمضي العراقُ سعيدا سوف يمضي العراقُ، سعيداً، إلى حتفِهِ سوف يمضي العراق! المصدر