شاكر محمود الفلاحي
قيل إن جنوداً غزاةً دخلوا قرية واغتصبوا نساءها اللواتي استسلمن لقوتهن الطاغية بالباطل، إلا واحدة منهن أبت بل وقاومت مغتصبها الذي أراد أن يسلبها حقها بباطله الضعيف، فقتلته وقطعت رأسه ثم خرجت إليهن تحمل رأس الباطل المقطوع وتختال بلباس العز والشرف بإباء، في حين أنهن كنَّ مكللاتٍ بعار ضعفهنَّ، ومقيدات بسوء استسلامهنَّ، يلملمن ملابسهنَّ التي مزقها المحتل بعدما فعل ما فعل.... نظرت إليهن وصاحت بقوة صوت الحق:
ما ظنكنَّ أني كنت فاعلة، أأتركه ينتهكني دون أن أقتله أو يقتلني؟!
نظرن لبعضهن نظرة استصغار، ثم توحَّدت نظراتهن إليها حقداً وحسداً، واستكبرن في نفوسهن شرفها المصان أمام شرفهن المنتهك المنهار، فما كان منهن إلا أنهن قتلنها غيلةً على حين غفلة منها، رغبة منهن في طمس عارهنّ، قتلنها ظناً منهن أنهن سيسترن عوراتهن التي انكشفت بخنوعهن أمام المحتل الغدار، ليغطين وجه الشمس بغربال.