عوني القلمجي
لم يعد في العراق اليوم انتفاضة شعبية، لا بالمفهوم العام ولا بالمفهوم الخاص. فهي من جهة، اصبحت بعيدة كل البعد عن الشمولية والاستمرارية والتطور والتجديد، ولم تشمل مساحتها الجغرافية والجماهيرية عموم العراق. ولا حافظت على شيئا مما حققته انتفاضة الامس. حيث تحولت الى مجرد تظاهرات محدودة وغير مجدية، واحيانا عبثية. ومن جهة اخرى، لم يبق من اهدافها او شعاراتها السياسية، التي تمحورت حول احداث تغيرات جذرية باتجاه بناء دولة مدنية، سوى شعار اصلاحي واحد يتيم لم ير النور، رغم تفاهته، وهو تطعيم سلطة الفساد والسرقة بوزراء جدد من صنف حرامية تكنوقراط. مع العلم بأن اعضاء السلطة في العراق، حسب اعتراف اغلبهم، وبالصوت والصورة، كلهم فاسدين ولصوص. الامر الذي ادى الى تراجعها بشكل كبير ومقلق، جعلها غير قادرة على تحقيق حتى ابسط مطالبها الخدمية، التي هي شرط من شروط الحياة الضرورية، مثل توفير الماء والكهرباء. بل وفشلت في اجبار الحكومة على محاسبة فاسد او حرامي.