إبراهيم الزبيدي
من منكم يتذكّر الجنرال مانويل نورييغا الذي نصّبته أميركا حاكماً لبنما باعتباره أقرب الموالين لها، وأشد المعادين لخصومها اليساريين المتمردين على نفوذها في جمهوريات الموز التي كانت تعرف بأنها الحديقة الخلفية لأميركا، فلم تمض إلا سنة واحدة حتى أصابته حمى الدكتاتورية، فتنكر لوَليَّةِ نعمته الأم أميركا، واعتقد بأن جبروت مخابراته وجيوش المرتزقة التي أحاط بها نفسه كفيلة بحمايته، وإلى الأبد. ثم راح يبطش بمعارضيه، على اختلاف مبادئهم وعقائدهم وشعاراتهم، ومنهم رفاقُ أمسه في "العمالة" للمخابرات الأميركية، ويساريون متشددون وليبراليون. وما زال شعب بنما يتحدث عن مقابره الجماعية إلى اليوم.