في #قمة_البحر_الميت طفح أنف وزير الخارجية (العراقي) وهو يمضغ العلكة

علي الكاش

الكثير من المراقبين السياسيين للمؤتمر الميت او ما يسمى بـ(قمة البحر الميت) لم يتابعوا ‏مقررات القمة التي ستكون كالعادة حبرا على ورق، فالجامعة العربية وقممها الهشة صارت بعيدة ‏جدا عن الهموم العربية، وصارت إجتماعاتها الدورية روتينية الغرض منها إثبات فرضية بائسة ‏وهي أن تحت سقفها الآيل للسقوط يجتمع عدد من الرؤساء العرب رغم ان ما يفرقهم أكثر مما ‏يجمعهم داخل وخارج القمم.

 

الذي تابعه المراقبون يتجسد في ثلاثة مواقف، أحدهما مثير للإنتباه، والآخران يثيران التقزز، ‏اولهما منظر الرؤساء اليمني والجيبوتي الكويتي وهم يغطون في نوم عميق، دلالة على أهمية ‏الكلمات الملقاة التي جعلت الرؤساء ينامون على أنغامها المملة، وموقفان مميزان محسوبان ‏للعراق حصريا، اولهما قيام وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بنزح أنفه الطافح أمام ‏الكاميرات، والثانية وهو يمضع العلكة بين أسنانه الصناعية. هذان الموقفان يحسبان بكل إعتزاز ‏سابقة نادرة للجعفري كأول وزير خارجية في تأريخ العراق يمارسهما بمهارة وجهارا أمام العالم. ‏واتحدى اي عراقي ان يخرج لنا صورة أي مسول عراقي منذ العهد الملكي ولغاية الغزو عام ‏‏2013 وهو يمارس هذين التصرفين الشائنين في مؤتمر محلي او عربي أو دولي. وحددنا الفترة ‏لما قبل الغزو، لأن بعد الغزو ظهر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهو ينزح أنفه أيضا ‏أمام الكامرات، والصورة موجودة في الكثير من المواقع يمكن الرجوع اليها لغرض التقزز، ولعن ‏الزمن الذي تقيأ بهؤلاء الشراذم على العراق المحتضر.‏

الحقيقة ان الجعفري المشرف على الثمانينات من عمره وعلى فكيه تخم من الأسنان الصناعية، ‏وهو جد، وله أحفاد ناهيك عن منصبه الذي لا يتشرف به، يحيرنا بعلكته، فهل مضغ العلكة ‏يناسب سنه وعقله والمكان الذي يمضغها فيه؟ وهل هذا البروتوكول الجديد للوزير؟ وهل سيتمكن ‏لاحقا من محاسبة أحد موظفية إذا ظهر أمام الكاميرات وهو يمضخ العلكة أو يبزق على الأرض ‏أو ينزح أنفه؟ للعلم حدثنا احد السفراء بأنه سبق أن حصلت هذه الحالة مرة واحدة في تأريخ وزارة ‏الخارجية، عندما ظهر أحد المستشارين في مؤتمر دولي (نيويورك) وهو يمضخ العلكة أمام ‏الكاميرات، وفورا جاء إستفسار من الرئاسة عن تصرفه غير اللائق، وقد عُوقب بالتوبيخ، ومنع ‏من المشاركة في أي مؤتمر لاحق، بل حُرم من النقل الى البعثات لغاية الغزو الغاشم مع أنه مثقف ‏جدا، ويتقن عدة لغات ومترجم ماهر في اللغة الأنكليزية ، لكن هذه المواهب لم تشفع له.‏

لكن تصرف الوزير ليس غريبا على من يعرفه حق المعرفة، هذا الرجل المهووس عقليا توقع منه ‏أي تصرف خارج حدود اللياقة والمنطق، ومرضه يبرر تصرفه، لكن منصبة لا يبرر تصرفه. فقد ‏أتحفنا بنكات سياسية جعلت العالم يقف باهتا من ضحالة معرفته وضيق ثقافته، حينما صرح مثلا ‏بإنفتاح الحكومة العراقية على داعش! وان نهري الفرات ودجلة ينبعان من إيران. بالطبع العتب ‏ليس عليه، ولكن على مارد القمقم اللعين الذي يوسوس له بمعلومات خاطئة، فيبثها على الناس بثا ‏مباشرا. لكن مع هذا الوزير فقد قدم الجعفري حجة وافية لزميله في حزب الدعوة نوري المالكي، ‏الذي أنفرد بصورة له وهو ينزح أنفه، الآن صار له ندا في النزح من نفس حزبه، وربما يكون ‏نزح الأنف ممارسة عقائدية في حزب الدعوة، لكنهم لم يعلنوا عنها، وجعلوها مفاجأة لأتباعهم ‏على الشاشات. لكن من المؤكد بعد ظهور الجعفري بهذه الصورة المقززة، سوف يعزف نظرائه ‏عن مصافحته باليد خشية التلوث بالمواد اللزجة، الجعفري خطر على البيئة بسبب تلوثه العقلي ‏والبدني.‏

من المعلوم أن وزارة الخارجية فقدت بريقها العربي عندما أرتدت الشروال الكردي في عهد ‏الوزير السابق هوشيار زيباري، وتكاد أن لا تفارق الذهن صورة أحدى مؤتمرات القمة العربية ‏التي حضرها الرئيس الكردي السابق جلال الطالباني، ووزير الخارجية الكردي هوشيار الزيباري ‏ومدير مكتبه وبقية الوفد وكانوا جميعا من الأكراد، مع إنهم يحضرون قمة عربية، وهم يناصبون ‏العرب العداء! بل هم أنفسهم الذين رفضوا أن يُكتب في الدستور المسخ ان العراق دولة عربية! ‏إنتشر الفساد في العهد الهوشياري كالسرطان في ديوان الوزارة والسفارات والقنصليات العراقية ‏في الخارج، وتوالت الفضائح بشكل مقزز من قبل الدخلاء على الدبلوماسية العراقية الذين أوصلوا ‏العراق إلى الحضيض على كافة الأصعدة. وصار الجواز العراقي شر لابد منه، ولا يشرف حمله ‏أي عراقي. ثم تبين لشلة المنطقة الخضراء بعد ثمانة أعوام دبلوماسية عجاف أن إختيار وزير ‏كردي لوزارة الخارجية كان خطئا فادحا ولا بد من معالجة هذا الخلل، وليتهم لم يعالجوه! فقد ‏إستبدلوا الوزير الكردي العاقل الفاسد بوزير عربي مهووس أفسد منه.  قال حيدر الحلي" يقال ‏للمتساويين في الرداءة: هما كحماري العبادي، لأنّه قيل له: أيّ حماريك شرٌّ؟ فقال: هذا ثمّ قال هذا!‏

لاتزال وزارة الخارجية العراقية قسما تابعا لوزارة الخارجية الإيرانية، وهم الوزير الجعفري ‏الدفاع عن المصالح الإيرانية وأذرعها في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين، أما مصالح ‏العراق فقد أقسم على أن لا يقترب منها لأن تثير شياطينه اللعينة. وكان من الطبيعي ان يقف ‏وزير خارجية حزب الدعوة ضد الإجماع العربي أزاء رفض التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، ‏فإيران ومصالحها خط أحمر، بمعنى ان ثقل جميع الدول العربية في ميزان الجعفري لا تعادل ثقل ‏إيران، بل يمكن الجزم ان حضور العراق في القمم العربية والإسلامية، الغرض منه الدفاع عن ‏المصالح الإيرانية فقط!‏

المصيبة ان إبراهيم الجعفري رمز العراق!!!‏

ليست هذه نكتة، ولا أحدى وساوس مارد القمقم! إنها حقيقة جاءت على لسان أكبر قيادات العراق ‏الجديدة. تصوروا الى أي مدى إنحدر العراق ليكون هذا الوزير المهووس رمزا له!‏

التأريخ لا يصنع نفسه إنما هو صنيعة الشعوب، والشعوب مهما كانت واعية ومتحضرة فإنها ‏بحاجة الى رمز قيادي يستنهض همتها ويحشد طاقتها ويوجه مسيرتها وفق بوصلة التغيير ‏الإيجابي. والتأريخ يشهد بأن الصراعات والثورات والإنتفاضات لا يمكن أن تتم دون قيادة واعية ‏ومخلصة لقاعدتها الجماهيرية على أن يقف أحد الرموز على هرم القيادة؟ ولا أحد يجهل ‏مواصفات الرمز، انه المفكر الثوري الملهم، والقادر على إستقطاب الجماهير حوله، يتنبى ‏طلعاتهم وآمالهم ويجهد للعمل على تحقيقها، وهو أول من يقدم نفسه قربانا في محراب مصلحة ‏الجماهير، وآخر من يفكر بكرسي الحكم والإستفادة من تضحياته، إنسان مصلح، ويضطلع ‏بإصلاح مواطن الفساد والخلل في المسيرة الجماهيرية. والتأريخ مليء بالثوريين، أنظر الى صور ‏جيفارا فهي ما تزال حاضرة في قلوب وعقول الناس في جميع قارات العالم على الرغم من مضي ‏نصف قرن على مقتله.‏

هذا الوزير المهووس أعتبره رئيس البرلمان العراقي أسامة الجبوري (من سنة المالكي) رمزا ‏للعراق وعليه لا يمكن محاسبته على فساده، فقد سنٌ قاعدة دستورية جديدة" الرموز الفاسدة لا ‏تحاسب فهي معصومة". لكن كيف يكون الرمز فاسدا؟  إذا كان المقصود أنه رمز للفساد، فهو ‏رمز فعلا ولا غبار عليه.‏

فقد رفض رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في13/3/2017 استجواب ابراهيم‎ ‎الجعفري ‏والاكتفاء باجابة وزارة الخارجية على اسئلة استجواب وزيرها بشكل‎ ‎تحريري، مشيرا إلى أن ‏الحاجة انتفت لحضور الجعفري الى البرلمان، لأن وزارة الخارجية‎ ‎أجابت على الأسئلة بشكل ‏تحريري ولاداعِ  لحضور الجعفري الى البرلمان " لانه‎ ‎رمز وطني مقدس"! مع ان الرمز ‏المقدس متهم بعشرات الملفات الفاسدة في مقدمتها‎ ‎تعيين اقربائه وأعوانه في قناته الفضائية في ‏وزارة الخارجية وتوزيع الدرجات الدبلومسية المتقدمة عليهم، علاوة على استلامه 60 مليون ‏دولار عن مخصصات ايفاداته‎ ‎الخارجية غير مبررة وغيرها الكثير‎.‎‏ بالطبع جاء رفض الجبوري ‏إذعانا لمطلب  الهيئة القيادية للتحالف الوطني في 8/3/2013  بإبعاد‎ ‎الاستجوابات داخل مجلس ‏النواب عن الرموز، ذكر بيان‎ ‎لمكتب رئيس التحالف عمار الحكيم أن " الهيئة القيادية للتحالف ‏الوطني‎ ‎عقدت أجتماعاً موسعاً برئاسة عمار الحكيم رئيس التحالف في لبحث ملف‎ ‎الاستجوابات ‏واهمية مهنية الاستجواب واستيفاء الاستجواب للشروط القانونية،‎ ‎داعية الى ابعاد الاستجوابات ‏عن الاستهداف السياسي وطالبت الهيئة القيادية‎ ‎من مجلس النواب بعدم استجواب ابراهيم ‏الجعفري وعلاء الموسوي رئيس الوقف‎ ‎الشيعي لانهما من (الرموز المقدسة). ‏

علما أن رئيس الوقف الشيعي ـ منصب وزير ـ لا يمتلك شهادة الدراسة الإبتدائية، وقد عُيين ‏بتوجيه من محمد السيستاني تثمينا لعلاقة الصداقة‎ ‎بينهما. ‏

الخلاصة:‏

لقد تفوق الرمز الجعفري على الرمز جيفارا، فالأخير كان رمزا ثوريا، لكنه لم يكن معصوما ولا ‏مقدسا كالجعفري! ‏

صدق مالك بن دينار بقوله: ما أشد فطام الكبير! ونقول ما أصعب فطام رموز العراق.‏

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,192

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"