بالفيديو، مقاتلون بحرينيون وكويتيون ضمن عصابات #الحشد_الشعبي في #العراق

أحمد الجميلي

في مطلع حزيران/ يونيو من العام الماضي، ظهر رجل بلهجة خليجية قريبة للعراقية، يقف بملابس عسكرية وعمامة بيضاء حاملاً سلاحاً رشاشاً ومن حوله عناصر من ميليشيا "حزب الله العراقي"، وأفراد من الحرس الثوري الإيراني، على مقربة من مدينة الفلوجة غرب بغداد، متوعداً على طريقة زعماء الميليشيات، دولاً خليجية عدة، رافقها سيل كبير من العبارات الطائفية والتحريضية على العنف.

 

حادثة فتحت الباب واسعاً أمام سلسلة أسماء وكنى لشخصيات مسلّحة من البحرين والكويت متواجدة بالعراق، وتقاتل إلى جنب ميليشيات "الحشد الشعبي" وتتلقى دعماً مالياً ومعنوياً من الحكومة العراقية، وكذلك المرجعيات الدينية في النجف وكربلاء، وجميعهم مطلوبون للقضاء في دولهم الأم بتهم أعمال عنف وإرهاب، والتورط بقتل أفراد أمن ومدنيين، أو تهريب سلاح وتعاون مع خلايا إيرانية، وتمكنوا من الاستقرار في العراق الذي وفّر لهم الملاذ الآمن.

ومن أبرز تلك الشخصيات، المدعو ميثم الجمري، وهو بحريني الأصل ومطلوب بتهم إرهابية مختلفة في بلاده، ويعيش بالعراق ويعمل مع ميليشيات "الحشد". وفي الفترة الأخيرة، افتتح معسكراً لتدريب غير العراقيين الذين يقاتلون مع ميليشيات "الحشد"، في بادية النجف، وأطلق عليه اسم (أحرار المنامة)، ويتواجد داخله مقاتلون غالبيتهم من المتورطين في أعمال إرهابية أو جنائية.

ووفقاً لمصادر خاصة مقرّبة من ميليشيات "الحشد الشعبي"، فإن عدد المواطنين البحرينيين الذين يقاتلون مع "الحشد" يبلغ أكثر من 40 شخصاً، غالبيتهم دخلوا عن طريق الكويت بعد الأحداث التي شهدتها البحرين عام 2011، بصفة سائح ديني. ويأتي الكويتيون بالمرتبة الثانية بواقع 30 مقاتلاً، بعضهم يمكنهم المغادرة لزيارة الكويت والعودة مرة أخرى.

وتبرز أسماء أخرى لمقاتلين من تلك الجنسيات، غالبيتهم يحرصون على عدم كشف وجوههم أو الإفصاح عن أسمائهم الحقيقية، كون عوائلهم موجودة في بلدانهم الأم. ومن تلك الأسماء حميد السعد (بحريني) يعمل ضمن ميليشيا حزب الله العراقي، والشيخ نعمة الجهرمي (بحريني) ويعمل مع ميليشيا "كتائب الإمام علي"، وجابر الهلالي (سعودي) وكذلك عبد الرضا غرّاش (كويتي).

ولا تعد مشاركة مقاتلين من دول عربية مع الميليشيات أمراً جديداً، فقد سبقهم مقاتلون من لبنان وسورية واليمن، لكن ما يجمع هؤلاء هو أنهم مطلوبون للقضاء في بلدانهم، ومتورطون بجرائم قتل واغتصاب وسرقة، أو بالقيام بأعمال عنف وإرهاب بدوافع طائفية.

وأخيراً، وافق رئيس ميليشيات "الحشد"، فالح الفياض، على ضم هؤلاء المقاتلين إلى الميليشيات وتوزيعهم على فصائل مختلفة، أبرزها ميليشيات "حزب الله" و"الخراساني" و"بدر" و"العصائب" و"كتائب الإمام علي"، ويبلغ مجموعهم العشرات، ويتلقون مرتبات تصل إلى 1000 دولار شهرياً، فضلاً عن تأمين مسكن خاص وبعضهم تم تزويجه بحسب ما ذكرت مصادر.

ويشارك ضباط إيرانيون في إعداد وتهيئة المسلحين، الذين يتلقون رعاية خاصة عمن سواهم.

وكانت وسائل إعلام عراقية محلية كشفت، في مطلع العام 2016،عن مقتل شاب كويتي قالت، إن اسمه هو (ص. ع). قرب تكريت، كان يقاتل ضمن صفوف ميليشيا "فيلق بدر" المدعومة من إيران خلال معارك مع تنظيم "داعش".

واستمرت الحكومة العراقية في نفي وجود مقاتلين غير عراقيين ضمن ميليشيات "الحشد"، رغم مجاهرة الجمري وغيره في القتال معها، إضافة الى إعلان قادة عراقيين بارزين في ميليشيات "الحشد" عزمهم تدريب وتسليح ما وصفوها بـ"الثورات المسلحة" في الخليج العربي.

وصرّح عضو بارز بميليشيا "حزب الله العراقية" بوجود مقاتلين خليجيين في صفوف "الحشد الشعبي". وأضاف حسين اللامي، أن عددهم أكثر من 150 مقاتلاً، ولا يضطلعون بأدوار قتالية صعبة حرصاً عليهم، لكن لهم دور إعلامي ومعنوي كبير"، على حد زعمه.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,411,415

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"