أمنستي: قوات #المنطقة_الخضراء و #الحشد_الشعبي تعذِّب العرب السنّة الفارّين من #داعش

الصورة: الميليشيات الطائفية الارهابية أثناء اقتحام منطقة الصقلاوية القريبة من مدينة الفلوجة في تموز الماضي. أرشيفية.

بلال ياسين

قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن العرب السنة يواجهون "هجمات انتقامية وحشية" على يد الميليشيات والقوات العراقية؛ بسبب الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة.

 

وتشير الصحيفة إلى تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشونال"، الذي جاء في وقت بدأت فيه قوات الحكومة العراقية عملية استعادة الموصل من يد تنظيم الدولة، لافتة إلى أن المنظمة الحقوقية اتهمت الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية باعتقال آلاف من الأطفال والرجال وتعذيبهم وتغييبهم وقتلهم فورا.

ويقول تقرير المنظمة، المكون من 70 صفحة باسم "العقوبة بسبب جرائم تنظيم الدولة: العراقيون المشردون الذين انتهكتهم الميليشيات والقوات الحكومية"، إن "دعم القوات العراقية للميليشيات يعني أنها متواطئة "في الهجمات الانتقامية".

وتلفت الصحيفة في تقريرها، إلى أنه منذ منتصف عام 2014، شرد حوالي 4.2 مليون مدني من أراضيهم نتيجة للنزاعات المسلحة وجرائم تنظيم الدولة، ويقول التقرير "هرب الكثيرون منهم دون أخذ أي شيء سوى ملابسهم التي كانت عليهم، في الليل حتى لا ينبهوا أحدا، ومشوا ساعات طويلة في طرق خطيرة"، ويضيف "لم يستطع كل من هرب الوصول إلى الوجهة الآمنة، فقد أطلق مقاتلو تنظيم الدولة النار على المدنيين الهاربين، فيما انفجرت الألغام في بعضهم، وغير ذلك من المتفجرات الباقية من الحرب دون تفجير".

وتذكر الصحيفة أن منظمة "أمنستي" تعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين شُرِّدوا بالقوة من منازلهم على يد القوات الحكومية والبيشمركة العراقية وغيرها من الميليشيات، ونتيجة للعمليات العسكرية، مشيرة إلى زعم التقرير بأن الكثير منهم منع من العودة إلى بيوتهم، وتحت ذريعة الأسباب الأمنية.

وينوه تقرير "إندبندنت" إلى أن رئيس وزراء النظام، حيدر العبادي، قد أنشأ لجنة للتحقيق في مزاعم انتهاكات ارتكبت في الفلوجة، حيث قامت القوات العراقية باعتقال عدد لم يتم تحديده من سكانها، مستدركة بأن العبادي قال إن هذه الممارسات هي "حالات فردية"، ولا تعد جزءا من انتهاكات منظمة!

وتنقل الصحيفة عن عدد من المسؤولين، قولهم إن هذه التقارير لا تعكس الممارسات الأوسع، في حين تنفي السلطات الكردية مزاعم "أمنستي"، منوهة إلى أنه أحد الحوادث التي ذكرها التقرير، قال إن 12 رجلا وأربعة أولاد من قبيلة جميلة، الذين هربوا من بلدة السجر قرب الفلوجة، وأعدموا دون محاكمة، بعدما سلموا أنفسهم لرجال يرتدون الزي العسكري ولباس الشرطة، في 30 أيار/ مايو، وتم فصل الرجال الكبار عن الأطفال والنساء، قبل أن يتم صفهم وإطلاق النار عليهم، وتم إلقاء القبض على حوالي 73 رجلا من القبيلة ذاتها بعد أيام، ولا يزال مصيرهم مجهولا.

ويؤكد تقرير المنظمة أن الميليشيات اختطفت وعذبت وقتلت أطفالا من قبيلة المحامدة، وتم اعتقال حوالي 1300 رجل وطفل في 3 حزيران/ يونيو، بعدما فروا من الصقلاوية ومدينة أخرى شمال الفلوجة، وقال ناجون لـ"أمنستي" إنه تم اعتقالهم  في مزرعة، وضربوا باستخدام عدد من الأدوات، بما فيها المجارف، وقال أحد الناجين لـ"أمنستي" إنه "كان هناك دم على الجدران.. وضربوني والبقية بأي شيء تصل إليه أيديهم، معاول حديدية ومجارف وأنابيب وأسلاك.. ومشوا على أجسادنا ببساطيرهم، وشتمونا وقالوا إن ذلك انتقام لمذبحة سبايكر، وشاهدت شخصين وهما يموتان أمام ناظري"، بحسب الصحيفة.

وتفيد الصحيفة بأن آلاف الرجال والأطفال الذين فروا من مناطق سيطرة تنظيم الدولة اختفوا بشكل قسري على يد قوات الأمن العراقية والميليشيات، بحسب ما ورد في التقرير، وقال المعتقلون الذين تحدثوا مع "أمنستي" إنه تم وضعهم في أوضاع غير مريحة ولأوقات طويلة، وتعرضوا لضربات كهربائية، وضربوا بوحشية، وهددوا النساء بالاغتصاب، وقال رجل إنه عذب في مكان تابع للقوات العراقية قرب قرية الحاج علي في حزيران.

وبحسب تقرير "إندبندنت"، فإن تقرير المنظمة أكد أن أكثر من 50 شخصا اعتقلوا في غرفة واحدة، وتعرضوا لضرب مستمر، ويقول أحد هؤلاء "ضربوني بسلك سميك على قدمي، ورأيتهم وهم يطفئون أعقاب سجائرهم في جسد آخر، وتم صب الشمع على ولد في عمر الـ15 عاما، وكانوا يريدون منا الاعتراف بأننا من تنظيم الدولة".

وتبين الصحيفة أن منظمة "أمنستي" أكدت في تقريرها أنه لا يمكن تجاهل مسؤولية الحكومة العراقية عن الانتهاكات المزعومة، وتنقل عن مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "أمنستي" فيليب لوثر، قوله "بعد هروبهم من رعب الحرب، وطغيان تنظيم الدولة، واجه العرب السنة انتقاما وحشيا على يد الميليشيات وقوات الحكومة، وعوقبوا على جرائم ارتكبها التنظيم". 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول لوثر "مع بداية معركة الموصل، فإنه من المهم أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات حتى لا تحدث انتهاكات مهولة مرة أخرى، وعلى الدول التي تدعم الجهود العسكرية لمواجهة تنظيم الدولة في العراق أن تظهر أنها لن تغمض عيونها عن الانتهاكات".

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,944,463

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"