تساؤلات صيفية

نصير النهر              

واسألُ ..

يا هَواها .. أيّنا اكبرْ؟

واسألُ ...

كيف تنفتح الثواني بعد حزنكَ يا هَواها ..

كيف؟

وأي حكاية في الأعينِ المترصدات – بلا غدٍ – تسهرْ؟

 * * *

 وأوصدت الليالي بابَ وحدتها الثقيلة ،

وهي تعبرُ ،

وهي تحفر في جبيني ..

أنني غبتُ

وأني قد كبرتُ ضنى

كبرتُ أنا

كبرتُ ..

وحين عادَ الصيفْ

حملاتُ تنفس الصحراء في وجهي .. وعدتُ

جراحاً ..

يا جراحي ليسَ يُزهرُ فيك غير الشوكِ نَبتُ

وتنكرني الشفاه السائحات ..

مَن الغريب ..؟

وتنكرني العيون الطائحات ..

مَن الجراح العالقات على الصليبْ ..؟

وتنكرني الوجوه المستعارة حيثما رحتُ

أتنكرُ بي جراحَ أعزّةٍ لم يؤوها بيتُ ..!؟

كأنَّ دروب حارتنا القديمة لم يخضّبهْا دمي مرّه

أم القار البليد مَحا على عتباتها أثري..؟

كأنَّ مساءها بالامس لم يَتَمرأ بالاشعار ،

حين حببتُ عارمة الهوى فيها

وحين وهبتُها ما تشتهي البصرهْ

وكانت حلوتي الغجرية العينين ..

كانت ..

شَعرها ليلٌ

فأعقد في جدائله الرخيّة زهرة القَمَرِ

أتنكرُ وجهيَ المخضوب حتى زهرة القمرِ ..؟

اذا كانت ..

فلا حَلِمَتْ صحارى الملح بالزَهَرِ

ولا اشتاقت حقول القمح للمطرِ

ولا كانت ..

ولا كنتُ ..

***

مساءً .. وهي تنتظرُ

وكان لقلبها في الباب متّسَدٌ

وكان من العروق تفصّد النَظَرُ

تُرى من سوف يأتي؟

هل أنا؟

أم زائر غيري..؟

أم القَدَرُ..؟

* * *

احسّ بانني شبتُ

احسُّ بان وجهي لم يَعُد وجهي

وتلهث فوقه الحُفَرُ

ولكني انا .. مازلتُ نفس أنا

ومازالت خطاي المثخَنات يحثّها الأثّرُ

وتعرفني الجراح النافخات النارْ

ويعرفني تراب الحارة المغلول تحتَ القارْ

وتعرفني الرياح ،

حملتُ حرقتها       

حملتُ تنفّسَ الصحراء في وجهي ..

وعدتُ

مساءً .. وهي تنتظرُ

* * *

أتعرفني ..؟

أنا نفسي ..

أنا غيري ..

أنا القَدَرُ ..

* * *

أتعرفني ..؟

أما كنت تعشش في كهوف دمي؟

أما كانت ترابَ الحارة المعطاء فوقَ فميِ؟

اما كانت رياحَ الصيف في قلبي.. وأكثر؟

ويكبر ملءَ غربتنا هوانا ،

رغم غربتنا ..

ويكبرْ

وتعرفني .. وتعرفني .. وأكثرْ

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,413,165

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"