بهدف التغيير الديموغرافي، منطقة الطارمية تتعرض لأكبر عملية تهجير طائفي

الصورة: الميليشيات الطائفية وجيش النظام يصرّون على ترحيل السنة النازحين إلى الطارمية. أرشيفية.

ما تزال مناطق حزام العاصمة العراقية تتعرض لأكبر عملية تغيير ديموغرافي يقودها نظام المنطقة الخضراء وميليشياته الطائفية المجرمة، بحجة محاربة (الارهاب وتنظيم الدولة) في ظل صمت إعلامي مطبق، وتحذيرات من حدوث كارثة إنسانية في هذه المناطق.

 

فقد نقلت الانباء الصحفية عن مصادر محلية في قضاء الطارمية شمال بغداد قولها ان "الحكومة الحالية عازمة على تهجير سكان القضاء بالكامل، تحت ذريعة محاربة (الإرهاب وخلايا تنظيم الدولة) موضحة ان مسؤولين وقادة عسكريين في الحكومة الحالية بينهم رئيس مجلس محافظة بغداد، رياض العضاض، عقدوا اجتماعاً طارئاً مع رئيس المجلس المحلي للقضاء بحضور عدد من شيوخ العشائر لمناقشة الملف الأمني داخل القضاء.

واشارت المصادر الى ان الاجتماع تمخض عن عدة نقاط، أبرزها ضرورة ترحيل النازحين الى القضاء، وتهجير سكانه الأصليين، وإسكانهم في مخيمات تقام في مناطق صحراوية نائية خارج القضاء لعدة اشهر قبل ان يسمح لهم بالعودة تدريجياً شريطة تزكيتهم من قبل المجلس المحلي للمدينة وموافقة القوات الأمنية الحكومية، لافتة الانتباه الى ان تهجير الأهالي بهذه الطريقة يعطى إشارة واضحة بأن الحكومة الحالية عازمة على تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة، تنفيذا لأهداف وأجندات خارجية.

الى ذلك، اكد عدد من اهالي القضاء ان القوات الامنية الحكومية والميليشيات الطائفية قامت بتدمير آلاف الدونمات الزراعية والبساتين، وطمر العشرات من بحيرات الأسماك التي تعود للمواطنين، اضافة الى تدمير عشرات المنازل، فضلاً عن تنفيذ حملات دهم واعتقالات ظالمة طالت مناطق واسعة من القضاء، بهدف الضغط على الأهالي واجبارهم على ترك منازلهم، مشيرين الى ان النهج الطائفي الذي يرمي الى تهجير العائلات الآمنة قسراً أصبح مغطى بالكتب الرسمية، تحت ذريعة حفظ الأمن وتطهير المناطق من (الارهاب).

وفي هذا السياق، نسبت الانباء الصحفية الى أحمد السلماني، وهو أحد سكان الطارمية، قوله "ان سكان المناطق الواقعة شمال بغداد، وخاصة الطارمية، يتعرضون لأكبر عملية تهجير ممنهجة منذ عام 2003 ولغاية هذه اللحظة" مؤكدا ان عشرات العائلات بدأت تترك المدينة خشية اجبارهم على السكن في الخيام التي وصفها بـاللاإنسانية، بعد أن كانوا يسكنون بيوتاً تتوفر فيها كل الخدمات.

وحول هذا الموضوع، اكد المحلل السياسي زيد الأوسي إن ما يتعرض له اهالي قضاء الطارمية اليوم من قتل وتهجير أمام مرأى ومسمع الحكومة الحالية واجهزتها الامنية المختلفة يأتي في اطار مخطط تم اعداده منذ سنوات بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة التي اصبحت الملاذ الآمن الوحيد لسكان المناطق الجنوبية والغربية من العاصمة بغداد بعد فرض المليشيات الطائفية سيطرتها الكاملة على تلك المناطق، اذ لم يبق سوى محيطها الشمالي متمثلاً بقضاء الطارمية.

وكان قضاء الطارمية قد شهد الاسبوع الماضي حملات دهم وتفتيش تعسفية شنتها القوات الحكومية لمدة ثلاثة ايام على التوالي واسفرت عن اعتقال عدد كبير من المواطنين الابرياء، فضلا عن الاهانات والكلمات البذيئة التي  وجهتها تلك القوات المسعورة الى العائلات وتهديدها بالتهجير الى المخيمات، ما يؤكد السياسة الطائفية التي تنتهجها الحكومة الحالية وميليشياتها الإجرامية الرامية الى إشاعة الخوف والرعب بين صفوف المدنيين، واجبارهم على إخلاء مناطقهم والهجرة منها.

الجدير بالذكر ان العديد من مناطق حزام بغداد ولا سيما اليوسفية، جرف الصخر، اللطيفية تشهد منذ عامين سيطرة الميليشيات الطائفية التي لا تسمح لاهلها بالعودة اليها في الوقت الذي استولت فيه على اراضهيم وممتلكاتهم، فيما تحاول بعض الأطراف المتنفذة تغيير العقود الزراعية في ناحية جرف الصخر ومنحها لآخرين من خارج الناحية.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,413,071

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"