خبراء أميركان: هل نحلم.. أين نجد كنزاً مثل #سليماني؟

"الغرور هو مفتاح اكتشاف ثغرات الخصم ودحره" جملة قالها خبير في معهد دراسات الشرق الاقصى الأميركي وهو يصف شخصية الجنرال قاسم سليماني" قائد فيلق القدس للحرس الثوري" الإيراني المكلف العمليات الاستخبارية والعسكرية الايرانية الخارجية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

في حين قال خبير أمني أميركي متعاقد مع استخبارات البنتاغون، طلب عدم ذكر اسمه "لقد تعبنا كثيراً حتى صنعنا شخصية سليماني، كلما كانت شخصيته تذوي وتتعرض للصدمات والنكسات كنا نعطيه دفعة أوكسجين من اللمعان والأضواء والشهرة والغرور حتى صارت طهران غير قادرة على استبداله بشخص آخر لا تتوافر له سمات الضجة الاقليمية التي تمتع بها سليماني بفضل الأيدي الخفية التي حركته من دون أن يدري". ثم أردف وابتسامة الخبث على شفتيه "تلك هي اللعبة".

وحين سُئل عن سر اللعبة الأميركية في ذلك وقد أصبح نفوذه أكبر من النفوذ الأميركي في العراق فضلاً عن سوريا ولبنان. ضحك الخبير قائلاً "نريده أن يقع على رأسه، وحين يقع يجر معه كل من تعلق به في لحظة الشعور بأنه المنقذ الوحيد فإذا به نراه يتشبث بحثاً عن منقذ ولن يجد. منذ سنوات قليلة وجدنا هذه الشخصية التي تستطيع أن ترتكب أخطاءً قاتلة لإيران في حين تظل في عيني المرشد الايراني المتشدد علي خامنئي شخصية فوق الشبهات ولا تعرف الأخطاء، فكيف إذا ارتكب الخطايا ووجد الايرانيون أنفسهم خلفه في بحر الخطايا لا يستطيعون الانسحاب الى الشاطيء ولا يستطيعون العوم لا شيء يفعلونه سوى الغرق".

في هذا المنظور نفسه يلتقط الكاتب ديفيد ايغناتيوس، الرئيس التحرير السابق لصحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون، خيطاً غير متداول من أخطاء سليماني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 6 حزيران/ يونيو الجاري قائلاً إن "الأضواء لم تسلط بشكل كبير على الأخطاء الكارثية التي ارتكبها الجنرال قاسم سليماني، الذي يفترض أنه كان عبقري فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني". ويضيف الكاتب قائلا إن "التدخل الإيراني في كل من العراق وسوريا قد تسبب برد فعل عنيف حيث تواجه اليوم إيران اوضاعا خطيرة من غياب تام للاستقرار على حدودها لم تشهدها البلاد منذ زمن طويل".

ويمضي الكاتب بالقول "على الرغم من الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية في العراق، فانه ربما بوسعنا أن ننسى قليلا سوء الحسابات الأميركية وأن نلتفت إلى ما تعنيه هذه الأحداث بالنسبة لايران التي تشترك مع العراق بخط حدودي يبلغ طوله أكثر من 1200 كيلومترا والتي تتطلع إلى هيمنة سياسية على المنطقة، في صورة تبدو غير مرضية للايرانيين".

يقول الكاتب إن الحملتين العسكريتين الدمويتين في كل من سوريا والعراق اللتين كانتا من تخطيط سليماني هيأت الظروف اللازمة لاستجابة سنية متطرفة، حيث ينقل عن أحد الاكاديميين المتخصصين قوله بأن سليماني "اخفق في تلقف فرص الاعتدال فيما كان بوسعه في الوقت نفسه أن يحافظ على مصالح بلاده، إذ أن تحالفه مع قوى متطرفة في سوريا تمخضت عن تزايد الخطر في سوريا وتعاظمه في العراق. كما أن رفضه اعتماد سياسة انفتاح سياسي في العراق وفر الظروف المناسبة للآخرين لاستثمار الاوضاع لصالحهم".

ويتابع ايغناتيوس بالقول إن "الاعلان عن قيام دولة الخلافة الاسلامية في كل من سوريا والعراق في مناطق شمال غرب العراق والمناطق القريبة في سوريا يشكل تطورا مأساويا بالنسبة لايران، التي باتت تسعى اليوم إلى تعبئة حلفائها في العراق لوقف زحف المتمردين السنة ووصولهم إلى بغداد".

رأى الكاتب أن الإيرانيين الذي شاهدوا بأم أعينهم انهيار القوات الحكومية التي دربتها الولايات المتحدة الأميركية، استعانوا بالميليشيات الطائفية المدربة من قبل سليماني غير أن الاعتماد على ميليشيات طائفية لن يساهم سوى في تعميق فرص انتشار العنف. كما أن الكارثة الأخرى التي تسبب بها سليماني هي أنه ساهم في تسريع مطالبة الاكراد بالاستقلال، فبعد انهيار القوات الحكومية في الموصل وتكريت، سارع الأكراد للاندفاع غربا للاستيلاء على منطقة كركوك الغنية بالنفط وسط دعم وتشجيع من اسرائيل. إن اقامة دولة كردية من شأنه أن يلهب المشاعر القومية لدى الاكراد الايرانيين الذي يشكلون نحو عشرة بالمائة من السكان الايرانيين، مما سيخلق معه مشكلة داخلية تزيد من حالة عدم الاستقرار في إيران.

ولسوء حظ سليماني، فأن افضل ما يمكنه لإبقاء كردستان في احضان العراق يكمن في خفض سيطرة حلفائه الشيعة على الدولة الفيدرالية المستقبلية. وعلى هذه الشاكلة، فان افضل طريقة للقضاء على الدولة الاسلامية، من دون شن هجوم شامل بدعم ايراني، هو اعطاء مزيد من النفوذ لمقاتلي العشائر السنية. وعليه فإن المعادلة بالنسبة لسليماني تبدو خاسرة من كل الاتجاهات.

وفي هذه الاثناء ينقل الكاتب عن خبير أميركي آخر قوله بأن خلق دولة سنية متطرفة معادية على حدود إيران قد يعطي اعداء إيران فرصة مثالية لزعزعة الأوضاع على الحدود الغربية لايران التي تعاني أساسا من عدم الاستقرار.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,238

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"