عادل العبدالله
تطورات الحدث وردود الأفعال
في العشرين من شهر حزيران/ يونيو الجاري أعلنت البحرين عن إسقاط جنسيتها عن الشيخ عيسى أحمد قاسم، الأب الروحي لتيار المعارضة الشيعي في البحرين، وورد في بيان وزارة الداخلية البحرينية عن حيثيات القرار أن "مملكة البحرين ماضية قدما لمواجهة كافة قوى التطرف والتبعية لمرجعية سياسية دينية خارجية، سواء تمثل ذلك في الجمعيات أو أفراد يخرجون على واجبات المواطنة والتعايش السلمي، ويقومون بتعميق مفاهيم الطائفية السياسية، وترسيخ الخروج على الدستور والقانون وكافة مؤسسات الدولة، وشق المجتمع طائفيا سعيا لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبية".
https://www.bna.bh/portal/news/733082
فيما لم يصدر أي رد فعل حتى ساعتها من الشيخ قاسم على قرار حرمانه من الجنسية، احتشد أتباعه عند بيته مساء ذات اليوم رافعين شعار “بالروح بالدم نفديك يا فقيه” لابسين أكفانهم، ومعلنين تحدي النظام وأنه لن يصل إلى الشيخ إلا على أجسادهم، وما تزال الحشود متجمهرة عند بيته، ولا يوجد تقدير دقيق للأعداد.
[https://www.youtube.com/watch?v=YHkP3xMUT3A]
20/6 عبرت الخارجية الأميركية عن قلقها من تجريد البحرين الشيخ عيسى قاسم من جنسيته وأكدت أنها ستتابع هذه القضية، وفي 21/6 أصدر الكونغرس تقريره بشأن الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان في البحرين الذي اتهم الحكومة بالتقصير في تنفيذ توصيات التقرير الدولي (تقرير بسيوني) لمعالجة الانسداد السياسي منذ 2011.
http://www.foxnews.com/us/2016/06/22/us-bahrain-falls-short-on-political-human-[rights-reforms.html
فيما عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من القرار، واعتبر أن ذلك يقلل من فرص قيام حوار وطني. ووصفت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القرار بأنه “غير مبرر وفقا للقانون الدولي”.
20/6 من ناحيتها أدانت إيران الإجراء بشكل خارج عن حدود الدبلوماسية المتعارف عليها في العلاقات الدولية، فالخارجية الإيرانية أدانت القرار بشدة واصفة قرار الحكومة البحرينية بإسقاط الجنسية تصعيدا “الممارسات الأمنية ضد الزعماء الدينيين والوطنيين” وأن هذه “الإجراءات التعسفية تبدد الآمال بإصلاح الأمور في البحرين عن طريق الحوار والوسائل السلمية، ونصحت الحكومة البحرينية بإنهاء الإجراءات الخارجة عن القانون، وتجنب تدمير جسور التواصل مع الشعب والزعماء المعتدلين في هذا البلد، والقبول بالحقائق الراهنة في البلاد، وعقد حوار وطني جاد لتسوية الأزمة الراهنة”.
أما مؤسسة المرشد فقد كانت أكثر حدة في تصريحاتها التي اتسمت بالتهديد الصريح للعائلة الحاكمة؛ إذ حذر المرشد الأعلى علي خامنئي النظام الحاكم داعيا إلى “عدمِ السكوتِ على هذا الظلمِ من قبلِ السلطاتِ البحرينية، مؤكدا أنَ نظام آلِ خليفة أقدمَ على خطوةٍ خطيرةٍ وبعيدةٍ عن العقلِ وذلكَ في إطارِ خدمتهِ لأميركا وأتباعِها وخاصةً السعودية”.
من جانبه أدان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الإجراء وأن “ذلك يدلل على أن أسرة آل خليفة تلفظ أنفاسها الأخيرة” وفي إشارة لا تخلوا من تهديد بثورة قادمة ستطيح بالنظام “حكام البحرين ينبغي لهم أخذ الدروس والعبر من مصير الشاه السابق، وأن يفهموا أنهم لا يمتلكون واحدا بالألف من جيشه وسلاحه”.
كما هدد قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بأن “التعرض للشيخ عيسى قاسم سيشعل النار في البحرين والمنطقة” واعتبر أن “أن غطرسة آل خليفة وصلت إلى حد أنهم زادوا من جرائمهم يوما بعد يوم وشددوا الضغط على الشعب البحريني” وأن الإجراءات التعسفية ستكون “بداية لانتفاضة دامية تقع مسؤوليتها على من يشرعون غطرسة حكام البحرين”.
وأصدرت السلطة التشريعية الإيرانية بيانا وقعه 252 نائبا “ندد هؤلاء بانتهاك النظام البحريني لحرمة الشيخ عيسى قاسم عبر تجريده من جنسيته وحقوقه، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تتنافى وميثاق الامم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.”
http://kayhan.ir/ar/news/40600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A2%D9%84-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9
20/6 صرح زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بصيغة التهديد بأن هذه الإجراءات “تدفع الشعب البحريني إلى خيارات صعبة ستكون عاقبتها وخيمة على هذا النظام الديكتاتوري الفاسد” وعلى غرار التصريحات الإيرانية وصف نصر الله القرار بأنه “نهاية الطريق” في تعاملها مع ما وصفه بـ”الحراك الشعبي السلمي”، ودعا شعب البحرين إلى التعبير الحاسم عن غضبه وسخطه بسبب النيل من رمزه الكبير، وتحدث نصر الله في خطاب متلفز حول هذه القضية الجمعة 24/6.
شاهد الخطاب هنا
https://www.youtube.com/watch?v=Sw6FZN7YCTQ
https://arabic.rt.com/news/828632-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86/
21/6 دخلت الميليشيات العراقية في المشهد بتهديد البحرين بالأعمال الانتقامية، حيث عبر قائد الحشد الشعبي قيس الخزعلي عن أن الحشد مستعد لنصرة إخوانهم البحرانيين، وانطلاق العمل المسلح لتحرير المظلومية بحق الشيعة.
https://youtu.be/-GEeu_wNgrc
23/6 أجرى المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني اتصالا هاتفيا مع الشيخ عيسى قاسم، أعرب فيه عن دعمه لآية الله عيسى قاسم، وأشاد بجهوده في الدفاع عن حقوق الشعب البحريني سلميا؛ في سياق متصل أجرى نجل المرجع الديني آية الله السيستاني بممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العراق، أبلغه فيه امتعاض المرجع السيستاني مما جرى لآية الله قاسم، مطالبا بالتحرك السريع للضغط على السلطات البحرينية للعدول عن قرارها.
من ناحيته عبر عبدالله الدقاق الممثل والمتحدث الرسمي عن عيسى قاسم من إيران في مؤتمر صحافي متلفز بأنهذا القرار يعني بداية العد التنازلي لحكم آل خليفة.





