الحملة العالمية للتضامن تؤكد ضرورة مناصرة #ديالى المنكوبة

يتواصل مسلسل القتل والتهجير والترويع للسكان الآمنين في قضاء المقدادية/ ديالى بعد المجزرة ‏المروعة التي تعرض لها العرب السنة قبل أيام هناك والتي ذهب ضحيتها 100 شهيد و 50 جريحا ‏وتزامن ذلك مع تدمير 11 مسجداً من مساجد السنة وتوقف رفع الآذان للصلوات الخمس في المدينة ‏ونواحيها.

 

لم تكن هذه الحملة  هي الاولى ولن تكون الاخيرة في مسلسل التطهير الطائفي والذي أنطلق منذ عام ‏‏2005 ولازال متواصلا حتى اللحظةوبشكل منهجي بهدف إحداث تغيير ديمغرافي في هذه المحافظة ‏الملاصقة لحدود إيران وتفريغها من العرب السنة لأسباب جيوسياسية لم تعد خافية على أحد ، حيث ‏وظفت ايران في هذا المجال ميليشيات طائفية تشكلت خارج إطار الدستور والقانون وعبثت في أمن ‏وإستقرارالعديد من المحافظات ذات الاغلبية السنية بحجة ملاحقة تنظيمات داعش .‏

إن هذه الجرائم بل المذابح التي ترتكبها المليشيات تحت مسمى الحشد الشعبي هي الارهاب بعينه، بل ‏إنها ترقى الى جرائم ابادة لأنها تستهدف شريحة كبيرة من المجتمع العراقي هم العرب السنة ، ورغم إن ‏هذه الجرائم تكررت وتم توثيقها من جانب منظمات حقوقية دولية معروفة فأن المجتمع الدولي ممثلا ‏بمجلس الامن والدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن لازالت تتردد في تصنيف هذه الجرائم ‏كونها إرهابية وأعتبار الضالعين فيها إرهابيون، ان هذه المليشيات باتت تمثل الوجه الاخر للارهاب بعد ‏إن ثبت أن جرائمها اشد وحشية و دموية من إرهاب تنظيم الدولة ، إن هذا الموقف غير المسؤول من ‏جانب المجتمع الدولي هو الذي  شجع  هذه المليشيات للتغول أكثر في دماء وأرواح وأعراض وممتلكات ‏أهل السنة في العراق بلا اي رادع ، لقد بلغ السيل الزبى وأصبح من  المستحيل الصبر على هذه الجرائم ‏‏.‏

ماكانت هذه الجرائم لتحصل لو قامت حكومة حيدر العبادي وكذلك الحكومة المحلية بواجباتها وفق ‏الدستور والقانون لكن ثبت بالدليل القاطع أن الكل كان يتستر ويوفر الحماية ويسهل تنفيذ الجريمة بل ‏ويوفر الملاذات الآمنة للمجرمين بعد إرتكابهم الجريمة وهذا ما اكدته الاحداث عندما كانت القوات ‏المسلحة والاجهزة الامنية تكتفي بالتفرج ولا تتدخل  تاركة المدنيين الابرياء تحت رحمة الإرهابيين ‏ليعملوا بهم قتلا وتهجيروترويعا ، ماحصل ليس دليل عجز إنما هو دليل تفاهم وتواطئ ليس إلا .‏

‏ إن الاوضاع في العراق كارثية وإن مخاطر متنوعة تهدد السكان المدنيين ،حيث لايقتصر الارهاب على ‏تنظيم الدولة بل ايضا على افرازات وتداعيات  نفوذ إيران التخريبي إضافة الى عبث وارهاب مليشيات ‏الحشد الطائفي التابعة له ، لهذا نناشد العالم أجمع بتحمل مسؤوليته والتدخل لحماية العرب السنة في ‏العراق، وفق القوانين والمعاهدات الدولية المرعية ، ولاسيما القانون الانساني الدولي ، وفي هذا المجال ‏لابد من تصنيف هذه المليشياتكمنظمات إرهابية تمهيدا لتفكيكها وملاحقة قادتها المتورطين أصلا في ‏جرائم إرهابية دولية .‏

إن حملة المجتمع الدولي على التطرف والارهاب في العراق وهي تستهدف تنظيم الدولة ‏‏(داعش) حصرا ينبغي أن تتسع لتشمل  جميع الفصائل والمنظمات الارهابية ومن ضمنها مليشيات ‏الحشد الطائفي وإذا لم يتحقق ذلك وتم التغاضي عن جرائم المليشيات فأن ذلك سيقود الى دفعالمزيد من ‏شباب العرب السنة وبسبب حرمانهم من حقهم المشروع في الحياة الحرة والكريمة  للتحول الى التطرف ‏وقد تدفعهم هذه التداعيات للانخراط في صفوف تنظيم الدولة مايجعل مهمة المجتمع الدولي في القضاء ‏على الارهاب صعبة ان لم تكن مستحيلة ، ونحن هنا ننبه ونحذر، آخذين بنظر الاعتبارمستقبلا قاتما ‏يدعو لقلق حقيقي  والحاجة باتت ماسة لأن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته دون مزيد من التاخر ‏والتردد.‏

لقد نكأت المجزرة التي تعرض لها سكان قضاء المقدادية الجرح الذي لازال ينزف منذ سنوات والمجتمع ‏الدولي يتفرج ولا يحرك ساكنا رغم التقارير الدورية الرصينة التي تصدرها منظمات حقوقية من وقت ‏لآخر، إن من حق العرب السنة كما هو حق بقية شركائهم في الوطن بل كما هو حال بقية شعوب ‏الارض العيش بأمن وكرامة وطالما أن الفرصة باتت معدومة في ظل حكومة حيدر العبادي فقد بات ‏تدخل المجتمع الدولي وتدويل القضية أمرا لامفر منه .‏

 

الامانة العامة ‏

‏ الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,413,083

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"