دور الميليشيات الارهابية في التغيير الديموغرافي في #العراق.. #ديالى أنموذجا

عثمان حامد

التدخل الايراني السافر في شؤون العراق والهيمنة الايرانية على القرار السياسي العراقي والنفوذ الذي يتمتع به السياسيون الايرانيون في بغداد جعل من هذا البلد واحة يستظل بها الايرانيون ويعيثون فسادا وظلما وطغيانا بأمن وسلامة مواطنيه.

 

وامتدت ايادي الاجهزة الامنية الايرانية والمؤسسات العسكرية التابعة لها على تنفيذ خططها الاستراتيجية والمستقبلية للهيمنة على العراق وشعبه وتفتيت وحدة المجتمع العراقي وتغيير طبوغرافية ارضه باستخدام الوسائل والامكانيات التي تتيح لهم تحقيق مآربهم الخبيثة ومخططاتهم العدوانية، وتعاملت مع طموحات واماني وامال الشعب العراقي وبدفع وسكوت من قبل حكومة بغداد بكل ظلم ووحشية عندما اندلعت الاصوات الحرة المطالبة بالحرية والانعتاق من الظلم والاستبداد والقهر الاجتماعي في ساحات الاعتصام عندما بدأت ثورة العشائر العربية الأصلية في محافظات (الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وبغداد) مطالبة بحقوقها وحماية ابنائها والحفاظ على كرامتها وعزتها.

من هنا عمدت السلطات الايرانية على ارسال عدد من قادة فيلق القدس الايراني للعراق لتأسيس مراكز تدريب مهمتها البدء بإنشاء قوات خاصة مدعومة بميليشيات مسلحة غايتها ضرب تواجد العشائر العربية المنتفضة واسكات صوتها واغتيال قادتها .

وبدأت المواجهة الفعلية عندما أمر نوري المالكي الذي كان يشغل مهام رئاسة الوزارة في العراق باقتحام ساحات الاعتصامات في عموم العراق وضرب وقتل المتظاهرين وإلقاء القبض على الكثير منهم وزجهم في السجون والمعتقلات ،وشرع باطلاق العنان للميلشيات الشيعية المرتبطة بإيران وأجهزتها الأمنية للسيطرة على المدن والاقضية في محافظتي ديالى وصلاح الدين واعلان حرب طائفية لا هوادة فيها ضد ابناء المحافظات السنية ومنها بالتحديد محافظة ديالى والتي ستكون مدخلا مهما لنا لإلقاء الضوء على دور الميلشيات الارهابية في العراق وما مارسته من دور مشبوه واعمال عدوانية من قتل وارهاب وسفك للدماء وحرق للمساجد وهدم للدور واتلاف للمزارع في المناطق السنية التي شهدت ثورة وانتفاضة حقيقية ضد حكام بغداد  ضمن خطة مرسومة ودقيقة اتخذت من محافظة ديالى بداية لتحقيق اهدافها وتنفيذ المخطط الايراني ضد العراق وفق الاتي:

1.في بداية عام 2014 أرسلت ايران عددا من قادة فيلق القدس المرتبط بالاستخبارات الايرانية الى العراق وبدأت بتكوين خلايا وتجمعات ميليشاوية تابعة لها ووضعت خطط لتدريبهم واعدادهم لدخول المدن وقمع الاهالي.

2.بعد اكتمال تهيئة هذه المجاميع وبالتنسيق مع مكتب نوري المالكي تم ارسال مجموعتين الى ايران للتدريب في مراكز خاصة اعدت لهذا الغرض ولمجاميع لها سوابق في الاعمال الارهابية في العراق .

3.كانت مهمة هاتين المجموعتين بعد عودتها من طهران جمع المعلومات الميدانية عن ساحات الاعتصام وقياداتها والمؤثرين فيها، وتم تحديد مجموعة خاصة كانت مهمتها متابعة الحراك الشعبي في مدينة ديالى وبإشراف هادي العامري وأبو مهدي المهندس اللذان عملا على دمج هذه المجموعة مع عدد من الميليشيات المرتبطة بإيران بهدف تجنيد عناصر محلية في مدن وقصبات محافظة ديالى ذات المكون الشيعي لاحتواء الاوضاع الامنية فيها والسيطرة على المدن السنية.

4.ولكي يكون الدور الايراني بارزا في دعم وإسناد حكومة المالكي آنذاك جاء تصريح اللواء (ابنوش) قائد الحرس الثوري  في محافظة قزوين الإيرانية في منتصف عام 2014 ليؤكد في كلمة ألقاها بمناسبة الاسبوع العقائدي السياسي لقوات الحرس الثوري عن تشكيل قوات عراقية تقوم بمهام وادوار خطيرة في العراق.

5.انشاء معسكر تدريبي في منطقة الابراهيمية بمحافظة كربلاء لتدريب عدد من المتطوعين البالغ عددهم (250) شخصا معظمهم من اهالي محافظة ديالى والذين تم تجنيدهم واعدادهم للارتباط بتنظيمات هادي العامري واعدادهم للقيام بعمليات تخريبية واستهداف اهالي وعشائر محافظة ديالى .

6.استخدام مكتب منظمة بدر في مدينة الخالص ليكون مقرا لعدد من قادة فيلق القدس الإيراني لإدارة وتوجيه التدريب في المعسكرات التي اعدت من قبل ايران واعداد مناهج التدريب فيها .

7.تم فتح معسكر تدريبي آخر في منطقة (تل الزبيبة) بمحافظة كربلاء خصص لتدريب الميليشيات الارهابية التابعة لمنظمة بدر وعصائب الحق وبمشاركة فعلية وتوجيه واتفاق بين قيس الخزعلي وهادي العامري .

8.قامت حكومة بغداد وبإشراف نوري المالكي على ارسال حمولات من السلاح والمعدات والذخائر والصواريخ والهاونات وبكميات كبيرة لتسليح ودعم الميليشيات المتواجدة في محافظة ديالى، ووجهت جميع المؤسسات الامنية والعسكرية بتقديم كل الدعم والاسناد لهذه الميليشيات .

 

الأعمال الإرهابية والعدوانية التي قامت بها الميليشيات المسلحة في محافظة ديالى:

1.ترويع وقتل الاهالي والبدء بإبادة وحشية لأبناء ديالى وشن حرب طائفية يقودها هادي العامري وبإشراف وتنسيق مباشر من قبل قاسم سليماني ومجموعة من قوات الحرس الثوري الايراني، والظهور العلني للميليشيات الايرانية في مدن المحافظة واقضيتها ومشاركتها في القتال مع قوات بدر المدعومة من ايران، واستهداف الشخصيات والكفاءات العلمية والدينية وشيوخ العشائر الوطنيين .

2.قيام الاجهزة الامنية والاستخبارية الايرانية بتعزيز نفوذها وقوتها في مدن محافظة ديالى بعد ان ثبت لها عدم مقدرة المؤسسة العسكرية العراقية من السيطرة على الوضع الامني في المحافظة وتحقيقا لمصالحها الذاتية وأهدافها الإستراتيجية في هذه المنطقة .

3.الاعتداء على المكون السني في المحافظة وخطف ابنائهم وقتلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم واموالهم ومزارعهم وحرق دورهم ومنعهم من العودة اليها باستخدام عناصر منظمة بدر وعصائب الحق للتنفيذ، واستعمال القوة والبطش في مواجهة ابناء ديالى من السنة وتشريدهم وايذائهم وتغيير التركيبة السكانية والديمغرافية للمحافظة في مواجهة طائفية واضحة وعلنية .

4.التنسيق مع قيادات الحرس الثوري الايراني واعتماد محافظة ديالى حزاما امنيا لإيران وامتدادا لتحقيق تفوقها الامني وحماية لمنظومة الامن القومي الايراني ودعما لتوجهات مؤسسات ايران الامنية والاستخبارية .

5.تنفيذ التصفيات الجسدية والاغتيالات المباشرة والاعتقالات خارج القوانيين لأبناء وعشائر السنة وإلقاء جثثهم في الشوارع والطرق الرئيسية لإرهاب الأهالي ودفعهم لترك منازلهم ومغادرة مناطقهم وهذا ما حصل في منطقتي (شهربان والسعدية) .

6.استخدام جميع الامكانيات والادوات العسكرية في توجيه ضربات صاروخية مكثفة للقرى والمناطق السنية الاهلة بالسكان مما يؤدي الى قتل العديد من المدنيين والابرياء ومداهمة منازل المواطنين في عمليات مباغتة ليلية وحرق ونهب محتوياتها من قبل عناصر الميليشيات الارهابية .

7.تفجير مساجد اهل السنة وحرق دورهم في مناطق (العطافي والججان والقراغول والجف وجميلة والغار وأبو صيدا وقرى الحساوية وذيابه وبروانه وضباب واركبه) وطرد الاهالي من هذه المناطق وباشراف القوات الامنية وبمشاركة فعلية من عناصر الميليشيات الارهابية المرتبطة بايران، وتهجير اكثر من (8000) عائلة سنية ساكنة المناطق المذكوره انفا وافرغت من اهلها الحقيقين مع تفجير للجامع الكبير والمدرسة الدينية التاريخية .

8.تهجير اهالي قرى (ابو خنازير والمحولة وساطي وشيخي والمخيسة والكبة وابو كرمة وابو صيدا الصغيرة) والبالغ عددهم أكثر من (5000) عائلة وتفجير مساجد هذه القرى وعددها (9) مساجد، وتلاها تهجير اهالي قرى (العبارة ودورة والهويدر والدركزلية) .

9. تنفيذ مجزرة جامع سارية والتي استشهد فيها اكثر من (70) شخصا وعشرات الجرحى بعد خروجهم من صلاة الجمعة حيث نصبت لهم عبوة نافورية بالقرب من جسر سارية، وكانت المنطقة محمية من قبل القوات الامنية، ثم تلاها مجزرة جامع ابو بكر الصديق في منطقة الوجيهية والتي راح ضحيتها اكثر من(50) شهيدا، ثم مجزرة مقبرة ناحية كنعان بعد ان نصبت عبوة ناسفة في طريق المقبرة استشهد على اثرها أكثر من (30) شخصا وعشرات الجرحى .

10.بإشراف مباشر من هادي العامري تم اعدام (35) رجلا من اهالي السنة في ناحية بهرز وتهديم جميع مساجد الناحية وتنفيذ مجزرة قرية المخيسة التي هاجمتها الميليشيات الإرهابية بإمرة حارث الربيعي مدير ناحية ابو صيدا ومجزرة جامع مصعب بن عمير التي استشهد فيها (76) شخصا وعد كبير من الجرحى.

11.قيام سلطات السجون بارتكاب جريمة نكراء بحق المسجونين العزل من ابناء السنة وذلك بحرق (58) سجينا في سجن فوج سنسل واعدام (40) معتقلا في سجن المفرق واعدام (39) معتقلا في سجن مركز ابو صيدا .

12.الظهور العلني لقاسم سليماني في مناطق ديالى وهو يشارك الميليشيات المسلحة قتالها وتنفيذها لأعمالها الاجرامية، وتعيين هادي العامري نائبا له يؤكد بشكل واضح ان جميع الميليشيات سواء من العصائب او منظمة بدر يعملون تحت قيادة وتوجيه اجهزة الاستخبارات الايرانية .

13.قيام العامري باستقدام نحو (240) من المسؤولين السابقين في منظمة بدر من المحافظات الجنوبية الى محافظة ديالى وزج معظمهم في الهجوم على ناحية العظيم التي كانت تحت سيطرة ثوار العشائر بالمحافظة، وبعد السيطرة على الناحية حضر المدعو (كاظمي) من قادة فيلق القدس الايراني ومعه مجموعة من القيادات الايرانية يرافقهم هادي العامري وابو مهدي المهندس وقائد ميليشيات حزب الله في العراق للإشراف على مواقع الميليشيات الارهابية ومباركة سيطرتهم على الناحية وتقديم الدعم والمساندة لهم بالمال والسلاح والعتاد ثم استقر فريق مكون من (5) خبراء من فيلق القدس الايراني في مدينة الخالص لمتابعة العمليات في محافظة ديالى .

14.تقديم العون المادي لكل المشاركين في الميليشيات المسلحة والمدعومة من ايران وبراتب شهري مقداره (625) الف دينار عراقي اضافة الى رواتبهم المخصصة لهم في الوظائف الحكومية المعنين فيها.

ان ما تقوم به الميليشيات الارهابية المسلحة في العراق من تهجير وقتل وايذاء وتشريد وهدم للدور وحرق للممتلكات وتجريف للمزارع لأهالي السنة في العراق انما هو مشروع مخطط له بدقة ومرسوم بأهمية بالغة وبإسلوب واضح وصريح غايته الهيمنة الايرانية على جميع هذه المناطق، وتنفيذ المشروع الايراني البغيض بالسيطرة والتحكم بمقاليد الامور في العراق وتحديد مسارات الحكم فيه بما يخدم وينسجم مع الطموحات والاهداف الايرانية

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,405

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"