#إيران تحتضن رؤوس الفساد في #العراق

وليد صبري

قبل أكثر من شهرين، لجأ عدد من المسؤولين العراقيين المتورطين في قضايا الفساد، للسفر إلى إيران هرباً من الإجراءات التي يتخذها رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، وسط اتهامات للأخير بالتغاضي عن خروج بعضهم، تجنباً لمشكلات قد تمزق التحالف الشيعي، بينما استطاعت إيران- بوصفها الداعم الأول للفساد في العراق- بكل بساطة أن تخرق إجراءات العبادي الإصلاحية وتفرض شروطها عليه، وتوجه دعوة رسمية إلى نائب الرئيس العراقي المقال ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي، لزيارة طهران!

 

وبالتزامن مع خرق المالكي حظر السفر المفروض عليه، ومغادرته إلى طهران، وصل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إلى بغداد، يرافقه وفد من شخصيات دينية وسياسية رفيعة في مهمة احتواء التظاهرات الحاشدة المناهضة للفساد في البلاد، والتي تهدد النظام الحليف.

وسجلت مطارات بغداد والنجف وكربلاء، 29 رحلة جوية في غضون أسبوع واحد من العراق إلى طهران، وهو ضعف عدد الرحلات المعتادة، وفق مصادر حكومية عراقية.

وأكد عضو بارز في لجنة النزاهة البرلمانية العراقية «سفر 41 مسؤولاً سياسياً وعسكرياً ومحلياً في المحافظات الجنوبية وبغداد إلى إيران منذ نحو أسبوع»، مشيراً إلى أن «غالبية هؤلاء صدرت بحقهم مذكرات استقدام أو استدعاء أو وردت أسماؤهم في تحقيقات بقضايا فساد».

وبحسب النائب العراقي فإن «هناك تسهيلات أو تغاضياً غير مفهوم عن سفر المسؤولين. كما إن الحكومة لا تقدم أي تفسيرات حول ذلك إلا رغبتها بخروجهم من العراق وابتعادهم عن إجراءات القضاء لتجنب مشاكل أكبر كما في حالة المالكي أو مساعديه».

وكشف المصدر أن «زوجة المالكي ونجله وابنتيه غادروا العراق إلى إيران بعد يومين من مغادرة المالكي ولا نعلم هل سيعودون أم لا».

كذلك، كان من بين الفارين إلى إيران، مدير الاستخبارات العسكرية السابق الفريق حاتم المكصوصي، وقائد الفرقة الثانية في الجيش العميد الركن عبدالمحسن فلحي، والشيخ علي الطويرجاوي المفتش العام بمكتب المالكي والمتهم بجرائم غسل أموال وتهريب عملة صعبة إلى إيران بالعامين 2011 و2012.

في السياق ذاته، طالب عضو البرلمان العراقي، محمد الجاف بـ»إغلاق الحدود والمطارات بوجه المسؤولين المطلوبين وأقربائهم من الدرجة الأولى قبل أن تضيع أموال الفقراء من عامة الشعب ببطونهم».

ورأى مراقبون أن إيران تحاول إنقاذ المالكي ومسؤولين آخرين، لإرسال إشارة إلى حلفائها الآخرين بعدم التخلي عن دعمهم، فيما أعرب القيادي في جبهة الحراك الشعبي، محمد عبدالله، عن اعتقاده أن «العبادي يسهل خروج المتهمين لعدم إثارة صراعات داخلية داخل التحالف الوطني، ولإبعاد المسؤولين الفارين عن طريقه مستقبلاً».

وأكد برلماني بارز أن زيارة سليماني أتت بعد إشارات وبرقيات صريحة وواضحة من إيران تعارض التظاهرات وتُبدي امتعاضها من تمزيق صور زعامات وقيادات دينية موالية لها في كربلاء والديوانية جنوب العراق وبغداد، مشيراً إلى أن «إيران غير راضية عن إصلاحات حكومة حيدر العبادي وتعتبرها غير صحيحة».

وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى بحكومة العبادي إن «سليماني وصل إلى مطار بغداد برفقة وفد سياسي وديني، وهي المرّة الأولى التي يصل فيها إلى العراق بمهمة سياسية وليست عسكرية منذ أكثر من عام».

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,950,646

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"