نفط #الأحواز ينعش اقتصاد #إيران.. والفقر نصيب شعبها

الأحواز وتسمى أيضاً عربستان، إمارة عربية اقتطعتها بريطانيا من العراق وضمتها لإيران عام 1925 مقابل تقليص النفوذ الروسي، وتم القضاء على إمارة بني كعب العربية بعد أسر الشيخ خزعل الكعبي في 25 نيسان/ أبريل 1925 من قبل فارس.

ومنذ سيطرة إيران على عربستان اتبعت السلطة سياسات تمييزية ضد العرب في التوظيف وفي الثقافة، فمنعتهم من تعلم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات، وجعلتهم يعانون من التمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية والرواتب مقارنة بنظرائهم من غير العرب.

علاوة على ذلك، اتبعت السلطات سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ عام 1928، وكانت سرعة تكاثر هؤلاء أعلى من سرعة تكاثر العرب؛ وأدى اكتشاف النفط في الإقليم عام 1908 إلى جذب مئات الآلاف من الفرس مما غير التركيبة السكانية.

 

سلة الغذاء الإيرانية

وبالتطلع إلى منطقة الأحواز، والتعرف على خزائنها التي وهبها الله إياها، تجد أن الغاز يُشكّل 100% من ثروة الغاز الإيراني كله، والنفط الأحوازي يُشكّل 87% من النفط كله، فضلاً عن وجود 8 أنهار تصب في منطقة الأحواز، وعليه فإن 65% من الأراضي الصالحة للزارعة متوفرة في منطقة الأحواز.

ويؤكد على ذلك المغرد علي قاطع الأحوازي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي قائلاً "نفط الأحواز خيط العقد في الغطرسة الإيرانية وتحريرها سيجعل العداء والتهديد الإيراني في خبر كان".

وبذلك، فقد أجمع الاقتصاديون والخبراء على أن منطقة الأحواز تتربع على أهم الموارد الطبيعية في العالم، بل تعتبر من أهم الركائز الأساسية للاقتصاد الأحوازي، فـ"النفط الأحوازي" من الثروات الطبيعة العديدة التي يمكن أن تؤهلها لكي تصبح من أهم المناطق الصناعية في العالم.

وأشاروا إلى أن الموارد الطبيعية للأحواز أنعشت الاقتصاد الإيراني وقت تعرضه للعقوبات الدولية، وجعلته صامداً في وجه المشاكل السياسية والاقتصادية، في حين يعيش الشعب الأحوازي تحت خط الفقر المدقع، ويتطلع إلى أبسط حقوقه في العيش الكريم.

الغصة التي وضعها البريطانيون في المنطقة العربية قبل انسحابهم منها إبان الاحتلال في القرن الماضي، مكنت إيران من احتلال الأحواز عام 1925، لتقوم بدور معادٍ للدول المنافسة لبريطانيا إذا رغبت تلك الدول في الدخول والتمكن من تلك المنطقة.

 

أقدم مصفاة بترول في الشرق الأوسط

في أيار/ مايو 1908، اكتشف أول حقل نفطي في مسجد سليمان، تبعه اكتشافات واستثمارات نفطية كثيرة وخاصة في جحر السبع، وسيد جري والعاصمة الأحوازية وبينك وبي بي حكيمة ومارون.

وعلى إثر هذه الاكتشافات، تأسست مصفاة عبادان التي تعتبر أقدم مصفاة في منطقة الشرق الأوسط، وفي عام 1913 بدأت مصفاة عبادان عملها بطاقة إنتاجية بلغت 2400 برميل يومياً.

وفي عام 1980، توقفت المصفاة عن العمل بسبب تدمير منشآتها بالكامل خلال الحرب الإيرانية-العراقية، إلا أن إيران أعادت بناءها من جديد لتبدأ في العمل بقليل من الإنتاج عام 1993، وفي عام 1997، استعادت المصفاة مكانتها في الإنتاج لتنتج حالياً نحو 420 ألف برميل يومياً.

 

أفول السيادة العربية

وفي عام 1925، احتلت إيران آخر إمارة أحوازية لتنتهي بذلك السيادة العربية في الساحل الشرقي من الخليج العربي، وترتب على ذلك سيطرة إيرانية على حقول النفط والغاز كافة في الأحواز، تكفلت بذلك الشركة الوطنية لنفط إيران (NIOC) والتي تأسست في مارس/ آذار 1951، وباتت تشرف على كافة الحقول والمنشآت والمصانع وجميع مصادر الإنتاج والتكرير والنقل إلى المصافي المحلية ومحطات تصدير النفط الخام.

وفي عامي 1968 و1975، نجحت إيران في بناء وتشغيل مصفاتين بالقرب من العاصمة طهران، لتنقل النفط الخام إليهما عبر أنابيب من الأحواز، كما أنشأت مصفاة شيراز لتصل طاقته الإنتاجية إلى 40 ألف برميل يومياً لتوفير المشتقات البترولية إلى الأجزاء الجنوبية والشرقية من إيران.

ورجح الخبراء أن مصفاة عبادان هي أكبر مصافي إيران، البالغ مجموعها 9 مصافٍ، حيث تنتج حالياً نحو ثلث المنتجات المكررة في إيران.

 

مشروعات إيرانية جديدة بالأحواز

وتخطط إيران، حالياً، لإنشاء مصفاة جديدة في جزيرة قسم الأحوازية بطاقة إنتاجية مقدارها 120 ألف برميل يومياً.

وبعد ثورة 1979م في إيران، تم تحويل جميع الأنشطة النفطية في الأحواز لـــــ"الشرکة الوطنية لنفط الجنوب" (شرکت ملي نفت خيز جنوب) وهي فرع من الشرکة الوطنية لنفط إيران (شرکت ملی نفت إيران)، ثم في عام 2004م تأسست شرکة نفطية جديدة في الأحواز باسم "شرکة نفط وغاز أروندان"، ونجحت في الحصول، حصراً، على حق الاستثمار في الحقول النفطية الجديدة التي تم اكتشافها بعد عام 2004م.

 

إيران وروسيا يتلاعبان

وبعد مرور أقل من قرن من احتلال إيران للأحواز، انقلبت الموازين لتصبح روسيا هي الدولة المنقذة لها أمام العقوبات الغربية، فعرضت موسكو شراء نصف مليون برميل نفط مقابل اقتناء الأخيرة السلع الروسية بقيمة مليار و500 ألف دولار شهرياً.

وفي الوقت الذي لا تحتاج فيه روسيا إلى المزيد من النفط، فإن عرضها بات مثيراً للشكوك، إذ قد يعني أن الخطوة الروسية تعني لعبها دور الوسيط لبيع النفط والغاز من إيران إلى الأسواق العالمية.

 

من أين يأتي تمويل المشروع النووي الإيراني؟

وفي بيان للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، جددت فيه رفضها لمشروع إيران النووي العسكري، مؤكدة أن المشروع يشكل خطراً كبيراً على المواطنين الأحوازيين.

أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، أبو شريف الأحوازي، قال إن المشروع النووي العسكري الإيراني يهدد الحياة بشكل عام في الأحواز المحتلة، كما أنه يُمول بأموال نفط الأحواز.

وهذا ما أكده المركز الإعلامي للثورة الأحوازية، الذي أصدر بياناً في تموز/ يوليو 2014، أكد فيه أن "الاحتلال الإيراني يعتمد كلياً على نفط الأحواز لبناء ترسانته العسكرية وإنعاش اقتصاده المتقهقر وكذلك تنفيذ خططه التوسعية في العالم العربي، هذا وفي الوقت نفسه يحرم الأحوازيين من جميع خيراتهم ولا يعطهم أي حصة من الثروات التي يسرقها من أرضهم بل وحتى لا يوظفهم بالمشاريع التي يعملها في الأحواز، وإنما يجلب المستوطنين لكي يغير من معالم الأرض وهويتها لصالح الفرس المحتلين"، حسب ما ذكره في البيان.

وختاماً، فإن إيران تسعى إلى ذر الرماد في العيون لتبرر تدخلاتها في منطقة الأحواز بدعوى وجود أجهزة مخابرات عديدة تصل إلى 17 جهاز مخابرات، إلا أن خبراء سياسيين والشعب الأحوازي نفوا الدعوات الكاذبة.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,411,061

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"