حروب الموانئ بعد حروب الحدود، وثائق

مقدمة

كتبت مس بيل بعد إحتلال العراق وسقوط العثمانيين، وترسيم حدود العراق مع الكويت من قبل بيرسي كوكس "لقد وضعنا العراق داخل قنينة" وكانت تقصد رأس القنينة هو خور عبدالله البحري، وكانت صادقة.

 

لو أجلنا الحديث عن عدم قانونية الحدود بين العراق والكويت التي فرضت بعد الحروب التي رسمها كوكس ثم الجامعة العربية عند خط العرض في مطلاع- الجهر،  وأخيراً لجنة الأمم المتحدة بعد حرب الخليج التي قفزت فوق حدود الجامعة العربية بنحو 80 كيلو مترا، وهي تحتوي على14 بئراً نفطياً وجزءاً من حقل الرميلة العراقي إضافة لحقل الروضتين العراقي وهو أحد أكبر الحقول عالمياً، ولو أجلنا الحديث عن عدم الإعتراف بهذه الخطوط بالعرض أو بالطول من قبل جميع من حكموا العراق إبتداء من الملك غازي ونوري السعيد، وعارف، وقاسم وأخيراً الرئيس صدام حسين، لوجدنا النتائج، كما يأتي:

أولاً- إن الدول الكبرى هي التي رسمت وخططت لحروب الحدود والنفط ولم يكن لحكومات العراق الضعيفة قوة لتثبت هذه الحدود لصالحها وإنهاء مسلسل الحروب.

ثانياً- إن سلسلة تقزيم العراق كدولة من قبل الدول الكبرى لا تشمل فقط الحدود البرية وحقولها النفطية، بل تشمل الحدود البحرية والثروات في المياه الإقليمية، ولم يكنكلٌ من  مس بيل وبيرسي كوكس من الأغبياء، بل كانوا من الأذكياء الذين توقعوا ما سيحدث بعد 100 سنة!

ولتحضير حروب جديدة تسمى "حروب الموانئ "بانت ملامحها حين اصبحت الدولة العراقية كما هي الآن مقسمة عسكرياً ومالياً وطائفياً ولا قوة لها سياسياً واقتصاديا في المنطقة على الإطلاق.

 

حرب الموانئ

بدأت التهيئة لحروب الموانئ هذه بدفع الكويت الى بناء "ميناء مبارك" خارج جزيرة بوبيان شرقاً، بحيث اصبحت الأرصفة مجاورة للخط الملاحي الدولي وتعرقل السفن الكبيرة الذاهبة الى ميناء ام قصر العراقي،

في حين كان بإمكان الكويت بناء الميناء على أي ساحل ممتد بين خليج الكويت الى ميناء الخفجي وهي مسافة تقدر بمئات الكيلومترات، فلماذا ذهبت الى عنق الزجاجة كما قالت مس بيل، بالتأكيد لتجبر العراق مستقبلاً على الإستيراد عن طريق ميناء مبارك بدلاً من أم قصر، كما يستورد الان عن طريق العقبة الأردني أو اسكندرون التركي.

بعدها دعت الكويت وزراء النقل والمالية والأحزاب الشيعية وشخصيات تدعي تمثيل العراق وعارضت بناء ميناء مبارك دعتهم جميعا الى الكويت لتدفع حصة مالية لكل حسب حجمه ووزنه، ليعود مباركا لبناء الميناء ويلتزم الصمت، وهذا واضح، فلا وزير الخارجية السابق، هوشيار زيباري، مهتم بما يحصل لميناء العراق الوحيد لأن هدفه ككردي هو الإنفصال، ولا اقطاب المليشيات يفهمون معنى الموانئ وبناء الدولة فهدفهم شيئ آخر وهو أن يستورد العراق عن طريق ميناء بندر امام الإيراني.

منحت الكويت بعد ذلك عقد إنشاء ميناء مبارك الى شركة هونداي الكورية بمبلغ باهظ على أن ينجز بوقت قصير لأنه مشروع حربي قتالي، اقتصادياً، لتدمير موانئ العراق.

ولما تحركت بعض الدوائر العراقية ودعت الى إنشاء ميناء الفاو ليكون بديلا لميناء أم قصر بعد غلق الخط الملاحي للسفن الكبيرة، وكلفت شركة إيطالية كإستشاري لبناء الميناء، اتفق العراق مع شركة دايوو الكورية للبدء ببناء كاسر الأمواج وطوله 18كيلومترا.

هنا تحولت الكويت الى أسلوب جديد لتأخير بناء ميناء الفاو أو إفشاله أو نسفه من الداخل، وذلك بشراء الأطراف داخل العراق، وهكذا ضغطت لتحويل احد مدراء شركة هايونداي الكورية التي تبني ميناء مبارك، ليصبح مديراً لشركة دايوو التي تبني ميناء الفاو. 

كذلك اتفقت مع الإستشاري العراقي للمشروع، أسعد راشد، ومعاونه، محمد جودت موسى، ومدير الشؤون البحرية، هادي جاسم عبد الحسن، على خلق العراقيل فنياً وتأخير المشروع، ونفذ الجميع الطلبب أفضل مما توقعه الكويتيون!

 

مؤامرة الحجر

عند وصول أول سفينة محملة بالأحجار من إمارة الفجيرة- الإمارات، واسمها سيكون فكتوري، يوم 9 آب/ أغسطس 2015، وهي تحمل 9300 طن، بادرت "عصابة الثلاثة" إلى منعها من إفراغ حمولتها عند كاسر الأمواج، ووطلبوا منها إفراغ حمولتها في عرض البحر، وتحديدا عند النقطة المسماة نقطة رقم (5) التي تبعد (40) كيلومتراً عن الكاسر، ثم تنقل بعد ذلك بواسطة الجنائب (الدوب) إلى موقع إنشاء الكاسر، وما تزال السفينة متوقفة لغاية الان، اي بعد وصولها بأكثر من شهر في حين كان المفروض تفريغها بمدة أقصاها ثلاثة أيام.

 

كما إن "عصابة الثلاثة" اختارت النقطة المسماة نقطة رقم (5) لأنها قريبة من أنابيب تصدير النفط العراقي، وإذا غرقت إحدى الجنائب، أثناء الشتاء أو العواصف فستحدث تلفاً للأنابيب ويتوقف تصدير النفط وهذا ما تتمناه الكويت وإيران.

واذا تم تفريغ هذه السفينة خلال شهر، ونقلها بالجنائب إلى موقع الكاسر، وكذلك باقي كميات الأحجار اللازمة لتشييد الكاسر، فإن كمية أحجار المرحلة الأولى من المشروع وهي 20 مليون طن، ستحتاج الى زمن طويل جدا، عشرات السنوات، وفق هذا المعدل البطيء للغاية!

 

ثم اقترح الثلاثة بالإتفاق مع مدير دايوو (الكوري جو) أن يتم استيراد الأحجار من إمارة رأس الخيمة، وليس الفجيرة، رغم ان احجار رأس الخيمة أقل كثافة وأغلى سعراً، حيث تبلغ كثافة أحجار رأس الخيمة نحو 2.65 للطن بينما تبلغ كثافة أحجار الفجيرة نحو 2.86 كما ان سعر الطن المستورد من راس الخيمة يبلغ 28 دولاراً بينما يبلغ سعر طن الحجار المستورد من الفجيرة 24 دولاراً، وبالرغم من فشل هذه الأحجار في مشروع جزر العالم في دبي اذ اختفى كاسر الأمواج بعد سنوات، في حين إن الأحجار الأكثر كثافة المستوردة من الفجيرة نجحت بتغطية نخلة جميرا التي اصبحت رمزا لدبي، أما السعر فيدفع العراق ثمنه إضافة الى العمولات المتفق عليها مع شركة "ستيفن روك" برأس الخيمة.

 

أما عن الفساد الأعظم لهذا المشروع فهو يتضح لو علمنا انه لا وجود لأحد في ميناء الفاو يتحقق من كميات الحجر التي تفرغ فوراً في البحر، والواضح ان هناك ما لا يقل عن 10 % من الكميات، أي نحو مليوني طن، لن تحمل ولن تفرغ بسبب هذه الثغرة!

 

البطاط

كذلك اتفق الكويتيون مع عصابة البطاط وشركتهم المسماة (شركة وطن الخليج) ويملكها كل من الشيخ عزيز البطاط وسيد عدنان البطاط وسرمد العبيدي وعلاء الموسوي، وذلك في أعقاب تهديد الارهابي واثق البطاط بضرب ميناء مبارك، وتوجيهه إحدى الصواريخ إلى الموقع فعلا، حيث اشترت الكويت سكوت البطاط مقابل ملايين يحصل عليها من اموال العراق.

ان ملكية هذه الشركة هي المعدات والرافعات والمواد التي سرقها المجرمون من مخازن شركة نفط الجنوب الحكومية بعد الاحتلال ثم كوَّنت ميليشيا عسكرية مسلحة لا تسمح لأي شركة نفطية اجنبية بالعمل جنوب العراق الا بعد أن تستأجر منهم المعدات والخدمات والحراسات .
هذه الشركه تهدد حاليا الموانىء العراقية وموظفيها وتتعاون مع المهندسين الاستشاريين لمنع دخول السفن المحملة بالحجر وتفريغها للمشروع، وحادثة السفينة "سيكون فكتوري" المشار اليها في أعلاه دليل واضح على ذلك.

كما ان هذه العصابة ترفض تشغيل العمال العراقيين دون موافقتها حصراً، الأمر الذي دفع بعدد من الشباب الى الاعتصام مقابل أمام بوابة الشركة الكورية للمطالبة بتشغيلهم، وتم إغتيال احد الشباب وجرح ثاني الذي توفي أيضاً.

تدخلت الفرقة الذهبية وتمركزت في موقع الشركة وارسل الجيش زورقاً حربياً لحماية أرصفة المشروع والممتلكات.

هاجم المتظاهرون ليل الإثنين الماضي مكاتب الشركة، وحطموها بالكامل، وترك الكوريون الموقع الى زوارق في عرض البحر، وذهب قسم منهم الى الكويت.

من المهم الإشارة إلى انه وصلت إلينا معلومات من داخل مقر شركة دايوو الكورية، مفادها أن الكوريين يخططون الى إلغاء المشروع، بسبب هذه العراقيل والمخاطر الأمنية المتزايدة، الأمر الذي سيسبب ضرراً استراتيجياً للعراق، اذ لا يمكن ادخال السفن الكبيرة الى ميناء أم قصر العراقي بعد إكمال مشروع ميناء مبارك الكويتي.

هنا يجب القول أليست هذه تحضيرات جدية لحرب في المستقبل؟

ونسأل: هل سيبقى الأشخاص الثلاثة يخططون لنسف مشروع الفاو مقابل عدة ملايين من الدولارات تدفعها لهم الكويت من قيمة نفط الرميلة المسروق من العراق أصلا؟!

 

*معلومات عن مشروع كاسر الأمواج الغربي في ميناء الفاو الكبير

المقاول: شركة دايوو الكورية

كلفة بناء الكاسر: 550 مليون دولار كمرحلة أولى.

يحتاج الكاسر الى نحو 20 مليون طن حجر من المقرر استيرادها من إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

المالك: الشركة العامة لموانئ العراق

*****

 

المقاول /شركة دايوو

Daewoo E&C

Mr. Ki- Chul Choi

Tel: +964 780 9280224

Fax: +882 2288 1727

Mobile: +8210 2458 7151

Email: [email protected]

www.daewooenc.com

P.O. No. 2825 Daewoo E&C camp, AL Faw Grand Port, Basra, Iraq.

 

 

 

 

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,410,666

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"