جرائم نهب وخطف لعصابات مسلحة بالزيّ العسكري تستبيح أحياء #بغداد

مصطفى العبيدي

تجتاح العاصمة العراقية حملة واسعة من جرائم الخطف والسرقة والاغتيالات، تقوم بها جماعات مسلحة ترتدي الزي العسكري. ويمكن اعتبار حي تبوك غرب العاصمة العراقية، نموذجا لتنامي النشاط الإجرامي، حيث ذكرت المصادر أنه شهد في أقل من شهر، عدة عمليات سطو مسلح للدور والمحلات مع عملية خطف لشخص مع سيارته قامت بها مجموعات من العناصر المسلحة ترتدي الزي العسكري.

 

فقد اقتحم ثمانية مسلحين دار أحد المواطنين في الحي بعد خروجه من البيت الى العمل، وقاموا بسلب مبالغ من المال والمصوغات الذهبية والأجهزة الكهربائية، بعد أن قاموا بتقييد الزوجة والبنات وحصرهن في إحدى غرف البيت.

وقامت مجموعة أخرى ترتدي الزي العسكري بمداهمة بيت المواطن عبدالله الحمداني بعد منتصف الليل بحجة التفتيش، بعد أن قدموا أنفسهم على أنهم من منتسبي الأجهزة الأمنية. وعندما دخلوا البيت شهروا السلاح بوجه العائلة وقيدوهم وحجزوهم في إحدى غرف الدار، ثم قاموا بسرقة الأموال والمصوغات الذهبية والمستمسكات الرسمية، كما أخذوا سيارة العائلة معهم قبل المغادرة.

وفي المنطقة نفسها وقعت سرقة أخرى، ولكن هذه المرة أثناء النهار، عندما حضرت مجموعة مسلحة إلى دار أخرى واقتحموها بعد تهديد سكانها بالسلاح وقاموا بسرقة كل ما وجدوه من أموال وأجهزة ثمينة وخفيفة، ثم غادروا بعد أن هددوا العائلة بقتلهم إذا صرخوا طلبا للنجدة.

وفي الحي ذاته، قامت مجموعة مسلحة بسرقة عدة مولدات كهرباء عائدة إلى أسواق ومحلات المنطقة وبعضها كبير الحجم يتطلب رافعة وسيارة شحن لنقلها، حيث تمت العملية في عدة ليال، علما أن موقع المحلات قريب جدا من سيطرة أمنية ثابتة في مدخل المنطقة تابعة للشرطة.

أما السيد عمار الزوبعي، فقد طرقت باب بيته بعد منتصف الليل مجموعة مسلحة ترتدي الزي العسكري وتستقل سيارات حكومية قرب قرية الحمدانية غرب بغداد، وذلك بحجة كونهم من الأجهزة الأمنية ويريدون تفتيش البيت، إلا أن صاحب البيت شك بهم وطلب منهم إبراز مذكرة التفتيش، وعندها ارتبكوا فصعد إلى السطح وهو يحمل بندقية كلاشنكوف وهددهم بإطلاق النار عليهم إذا لم يغادروا المكان، وفعلا غادروا مسرعين ولم يعودوا لاحقا مما يدل على أنهم عصابة هدفها السرقة وليس التفتيش.

وأفادت مصادر أمنية بأن عناصر ميليشيات اقتحمت أحد المنازل في منطقة الغزالية، غرب بغداد، واحتجزوا أفراد العائلة في إحدى غرف المنزل تحت تهديد السلاح. وسرقوا مبلغ 42 مليون دينار عراقي وكمية من المصوغات الذهبية قبل أن يلوذوا بالفرار.

وفي المنصور، أحد أحياء بغداد الراقية، ذكرت مصادر موثوقة أن مجموعة مسلحة تستقل سيارتين، قامت باعتراض سيارة حديثة وسط الشارع وأنزلوا سائقها منها تحت تهديد السلاح واختطفوه هو وسيارته وغادروا المنطقة دون أن يعترضهم أحد. وقد صورت كاميرات تابعة للمواطنين منتشرة في المنطقة، الحادثة التي ظهر فيها الخاطفون وهم يرتدون الزي العسكري ويستقلون سيارات مدنية.

ويشير المحامي عدنان الدليمي أن معظم أحياء العاصمة العراقية بغداد شهدت في الآونة الأخيرة قيام القوات الأمنية بتنظيم العديد من حملات التفتيش عن السلاح والنازحين من المناطق الساخنة الذين جاءوا الى بغداد، ولذا فقد اعتاد البغداديون على مجيء جماعات مسلحة بزي عسكري وسيارات حكومية للتفتيش في البيوت، وهذا الأمر وفر الغطاء للعديد من العصابات الإجرامية لكي تقوم باقتحام البيوت تحت ذريعة التفتيش، حيث تأتي بالزي العسكري وتقوم بالسرقة بعد دخول البيوت وتهديد سكانها بالسلاح.

وأوضح المحامي أن هذه الظاهرة ازدادت أيضا بعد انتشار عناصر مسلحة ترتدي الزي العسكري من الحشد الشعبي ويتنقلون بسيارات مدنية في أحياء العاصمة وباقي المدن العراقية، حيث شجع ذلك بعض العصابات على القيام بجرائمها وقد ارتدى عناصرها الزي العسكري ويحملون السلاح معهم وبهويات مزورة أحيانا، دون أن تتمكن نقاط السيطرة الأمنية المنتشرة في الشوارع من ايقافهم، بدليل تنفيذهم جرائمهم في أوقات متأخرة من الليل في وقت تكون الأجهزة الأمنية منتشرة في الشوارع.

وأكد الدليمي أن وزارة الداخلية تعلن بين آونة وأخرى القبض على عصابات أو مجموعات ضمن الأجهزة الأمنية تقوم بعمليات سرقة بيوت ومحلات أو خطف أشخاص للحصول على فدية مالية.

وتعرض قنوات عراقية، الكثير من قصص إلقاء القبض على عصابات مسلحة تقوم بارتكاب جرائمها وهي ترتدي الزي العسكري لإخافة العائلات ولكي يسمحوا لهم بدخول البيوت بحجة التفتيش. كما يعتبر المراقبون أن تصاعد النشاط الإجرامي يعود في أحد أسبابه، الى انشغال القوات الأمنية في المواجهات مع تنظيم «الدولة» الذي يأخذ الكثير من تلك القوات ويبعدها عن القيام بمهمة حفظ الأمن في المدن.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,962,014

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"