خسائر #الحشد_الشعبي في #الأنبار و #صلاح_الدين تدفعه لإجبار شبان الشيعة على التطوع

ماجد الدليمي

تتكبد ميليشيات الحشد الشعبي التابعة للحكومة العراقية والأحزاب الشيعية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بشكل يومي في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، وبدأت الميليشيات بحملة جديدة للتجنيد الإجباري وفتح باب التطوع  للشباب الشيعة من سن 13  فما فوق للانخراط في صفوفها في المحافظات والمناطق ذات الأغلبية الشيعية، لتعويض حجم  الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها في المعارك الدائرة مع مقاتلي تنظيم الدولة  الإسلامية.

 

ذكر مصدر خاص من أحد متطوعي الحشد سابقاً، رفض الإفصاح عن اسمه، أن أهالي هذه المحافظات يرفضون إرسال أبنائهم للتطوع في صفوف ميليشيات الحشد الشعبي، على الرغم من تهديد الميليشيات بإرسال أبنائهم بالقوة إلى جبهات القتال في بيجي والفلوجة، تحت ذرعية الجهاد الكفائي، وحماية المدن والمحافظات الشيعية من بطش مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في حال تمكنوا من السيطرة على العاصمة بغداد، لسبي نسائهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم، لكن كل هذه الدعوات المرعبة لم تلق آذاناً مصغية بين جُموع العوائل الشيعية، المفجوين بأعداد القتلى والجرحى بين صفوف الشبان الشيعة، وسرادق العزاء التي غصت بها أزقة وأحياء وشوارع المدن الشيعية لمقاتلي الحشد، في معركة إستنزاف طويلة الامد ليست لهم.

وقال المصدر “إنّ الميليشيات تمتلك قاعدة بيانات عن أسم وعمر وعمل كل شاب شيعي يتواجد في بغداد والمحافظات، وأن قسماً من تلك العائلات المتمكنة مالياً اختارت تهجير أبنائها، وإرسالها إلى إقليم كردستان وبعض الدولة الغربية والعربية  بحجة الحاجة للعمل أو اكمال تعليمهم الدراسي، خوفاً على حياة أبنائهم  في ظل الصراع مع تنظيم الدولة.

ويشير إلى أن ميليشيا الحشد حولت جميع المدارس، ودور العبادة، وحتى الدوائر الخدمية والصحية إلى مراكز للتطوع والتدريب ومخازن  لجمع الأسلحة، وكشف عن وجود نحو  200 إيراني يتواجدون في هذه المراكز  لتدريب الشبان المتحمسون لفكرة الجهاد، وغالبيتهم من المغرر بهم، و أعمارهم مابين 13 و 25 عاماً، يتدربون على كيفية استخدام الأسلحة، وهنالك ميادين رمي، ويقومون بتعليمهم طريقة تفكيك العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة.

الشاب أسعد صباح الساعدي، 23  عاماً، يقطن حي البياع الشيعي الواقع إلى الجنوب الغربي من بغداد، وهو واحد ممن أدرجت الميليشيات اسمه للتطوع الإجباري بصفته مقاتل يدافع عن الوطن إلى جانب صفوف الحشد الشعبي.

يقول إنه “لا يحبذ الإشتراك للقتال في الحشد في المناطق السنية خشية الموت، أو الإعاقة، وأنه يتطلع لمستقبل مشرق بعد إكمال دراسته الجامعية، كما أن والدته ترفض التفكير بهذا الأمر، وتفضل أن يذهب للإقامة في إقليم كردتسان، لأن حماية الوطن من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ليست منوطة بي وحدي”، على حد قوله.

ويقول "ماذا سأفعل بالضبط لو تم إرسالي إلى جبهة القتال، هل أقاتل قوة مدربة تمتلك الأرض والسلاح المتطور، والعقيدة للموت في سبيل الجنة وحور العين، بالتأكيد سأقتل في هذا القتال الذي هو واجب الحكومة والأجهزة الأمنية".

يضيف الساعدي “حي البياع يشهد تدفق عشرات الشباب الشيعة يومياً، ويسقطون في قواطع العمليات في مدن بيجي والكرمة والصقلاوية، وصور القتلى لرفاقي معلقة على الجدران وفي كل مكان، أحزن عليهم كثيراً لكن لا أفكر بالانتقام بقدر ما أفكر لماذا هؤلاء الشباب يموتون في تلك المناطق ولحساب من؟”.

أما أم علي 44 عاماً، هي زوجة لأحد مقاتلي الحشد الشعبي الذي قتل في معارك تطهير جرف الصخر جنوبي بغداد، بانفجار لغم أرضي جعل من جسده هباءاً منثورا، فتروي عن الضغوط النفسية التي تمر بها  بعد غياب زوجها  ذو الفقار عن المنزل، وتركه لثلاثة شباب ومعاناتها معهم في محاولة اقناعهم بالابتعاد عن الانخراط في صفوف الحشد حتى لايلقوا نفس المصير.

زوج أم علي كان يعمل موظفاً في إحدى الوزارات الخدمية في الدولة العراقية قبل انتمائه للقتال مع ميليشيات الحشد الشعبي، هبّ لنداء فتوى السيستاني بضرورة الجهاد ضد تنظيم الدولة “لندفع الثمن الباهظ  أنا وأولادي فالحكومة العراقية لم تخصص لي أي راتب أو قطعة أرض”، بحسب ماتقول أم علي.

وتضيف “ما أطلبه من الحكومة والمرجعية في النجف هو إصدار فتوى تمنع فيه تجنيد الأطفال والشباب للزج  بهم بالمعارك خاصة من العوائل التي دفعت ضريبة الحرب أباً، أو اخاً، أو أبناً”.

 

المصدر 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,950,125

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"