عندما عبرت قناة السويس في حرب اكتوبر 1973

محسن حسين

لا انسى ذلك اليوم من عام 1973 رغم مرور 47 عاما فقد اتيح لي بحكم عمل الصحفي ما استطيع ان افتخر به ففي مثل يوم 6 تشرين الاول من عام 1973 حققت مصر انتصارا عربيا رائعا بعد هزائم عسكرية متكررة امام العدو الصهيوني.

وقد أتيح لي ان اعيش تلك الايام الخالدة مراسلا صحفيا وكان لي الشرف ان اعبر قناة السويس واشهد النصر الذي حققه الجنود المصريون في خط بارليف على الضفة الاخرى من القناة وهو الخط المنيع الذي كانت تفتخر به (اسرائيل).
في تلك الايام عبرت مع عدد من الصحفيين قناة السويس في قارب عسكري بينما كانت الأجواء تعج بالطائرات المقاتلة ذهابا وإيابا في المعركة، وصعدت مع بعض المراسلين الساتر الترابي الكبير الذي صنعه الصهاينة بعد احتلال سيناء عام 1967 واستطاع الجنود المصريون إيجاد ثغرات فيه باستخدام المياه ومن ثم الدخول إلى خط بارليف وتدميره.


غنائم من أرض المعركة

في الضفة الشرقية من قناة السويس دخلت إلى المخابئ (الإسرائيلية) المحصنة داخل خط بارليف والتقطت للذكرى بعض الأشياء منها خوذة جندي صهيوني وعلبة ذخيرة وصحيفة صهيونية وتحدثت إلى الجنود المصريين الذين كانت فرحتهم لا توصف بعد انتصارهم على العدو وتحقيق ما كان يعد مستحيلا.
وبعد ساعات عدت إلى القاهرة حيث أرسلت تقارير صحفية الى وكالة الانباء العراقية (واع) التي كنت مدير مكتبها في مصر عما شاهدته في ارض المعركة، كما أشرت طبقا لمعلومات من مصادر عراقية في مصر إلى مشاركة الطيارين العراقيين في المعركة وهو دور مشرف سيظل التاريخ يذكره بكل فخر.


الطيارون العراقيون في المعركة

شاركت الطائرات العراقية في الضربة الأولى في السادس من أكتوبر، وقامت بمهاجمة العدو في مجموعات قتالية مكونة من 3 إلي 4 طائرات، وفي بعض الأحيان كانت الطائرات، وهي من طراز هوكر هنتر، تطير جنباً إلي جنب مع طائرات ميغ 17 المصرية وذلك ليسهل على رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، خاصة وان هوكر هنتر غير مستخدمة في صفوف القوات الجوية المصرية، كما ان شكلها الأمامي يشبه طائرة الفانتوم الأميركية، وقد تمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو.
وامتدت العمليات التي اشترك فيها الطيارون العراقيون من أول أيام الحرب 6 تشرين حتي توقف إطلاق النار في 24 تشرين وتسلم السفير العراقي سمير النجم من وزير الحربية المصري أحمد إسماعيل، وسام نجمة الشرف العسكرية الذي منحه الرئيس المصري أنور السادات إلي قائد السرب العراقي الذي حارب علي الجبهة المصرية.
ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلي أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول "نريد السرب العراقي" أو "نريد سرب هوكر هنتر" وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر.
اشتركت في المعارك 20 طائرة عراقية سقط منها في ارض المعركة ثمان طائرات وخسرنا ستة طيارين عراقيين في الحرب.
تحية لمصر وللجيشين المصري والعراقي في ذكرى انتصار 6 أكتوبر (6 تشرين الاول 1973).


comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,412,529

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"