مع الرئيس صدام حسين في مسابقة صيد السمك

محسن حسين

في مثل هذا اليوم 21 اب عام 1986 (قبل 34 عاما) نظمنا في مجلة الف باء مسابقة لقراء المجلة لصيد السمك بالصنارة.

كان يوما لا ينسى للمجلة ولقرائها الذين توافدوا الى جزيرة بغداد السياحية قبل موعد المسابقة بساعات حاملين صناراتهم باشكال مختلفة.
في ذلك الوقت وحتى الان كنت وما زلت أعتقد أن من الضروري أن تقوم المؤسسات الصحفية بفعاليات اجتماعية لتوطيد العلاقة بينها وبين قرائها.
وعندما كنت اعمل لمدة ربع قرن سكرتير تحرير في مجلة ألف باء كبرى مجلات العراق على مدى تاريخ الصحافة العراقية بادرت إلى العديد من هذه الفعاليات منها سباق للدراجات في منطقة الأعظمية ببغداد ومهرجان للطفولة في فندق شيراتون ومسابقة للطائرات الورقية وبطولة الشطرنج ومسابقة صيد السمك موضوع حديثنا هذا، وقد تمت هذه الفعاليات بدعم من الأستاذ كامل الشرقي رئيس تحرير مجلة (ألف باء) آنذاك وكان له الفضل في تنظيم كل تلك الفعاليات وتشجيعها.

مشاركة اكبر مما توقعنا
كانت مسابقة رائعة حقا شارك فيها 220 مواطنا سجلوا أسماءهم بعد أن نشرنا في المجلة خلال الشهر الذي سبق تاريخ المسابقة الكثير من المواضيع المتعلقة بهذه الهواية الجميلة في حملة إعلامية صحفية أثارت اهتمام القراء، ولذلك فقد كان عدد الذين جاءوا للمشاركة في المسابقة أكبر مما كنا نتوقع!
جرت المسابقة في جزيرة بغداد السياحية وبالتعاون مع إدارتها ومديرها سعد الزركة المقيم حاليا في الدنمارك وكنت رئيساً للجنة تنظيم المسابقة.
كان موعد إجراء المسابقة الساعة الخامسة بعد الظهر وفي تلك اللحظة حدث ما لم يكن يخطر على بالي مطلقا.

مفاجأة قبل بدء المسابقة
كان المتسابقون قد اصطفوا على الجانب الغربي من البحيرة الواقعة في منتصف الجزيرة منتظرين مني إشارة بدء المسابقة ليرموا صناراتهم في مياه البحيرة. في تلك اللحظات جاءني شخص وسألني هل أنت رئيس لجنة المسابقة؟
ولما أجبته بنعم فاجأني بالقول إن السيد الرئيس صدام حسين يريدك.
ارتبكت للمفاجأة.
فما الذي يريده مني رئيس الجمهورية؟
ثم أين هو وماذا أفعل بالمسابقة والمتسابقين؟
ولما لاحظ الرجل ارتباكي طمأنني قائلا إن الرئيس موجود هنا.
وذهبت معه وكان معي المرحوم رسام الكاريكاتير غازي عبدالله وهو من أشهر هواة صيد السمك وكان عضوا في اللجنة.
وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها أبدا.
كان الرئيس صدام في الجزء الشمالي من الجزيرة يمسك بيده خيط الصنارة وإلى جانبه أمين العاصمة آنذاك خالد عبدالمنعم الجنابي.

الرئيس من هواة صيد السمك
قال لي انه يهوى صيد السمك وانه قرأ في مجلة "الف باء" عن المسابقة وجاء إلى هنا كمواطن يمارس هوايته المحببة. وشاهدت إلى جانبه سمكة كبيرة اصطادها بالفعل وبينما كنت أراقبه اصطاد سمكة أخرى.
سألني عن المسابقة والمتسابقين وأبدى وجهة نظره بالموعد الملائم لمثل هذه المسابقة.. قائلا إن الجو حار في آب ومن الأفضل أن تنظموا المسابقات المقبلة في تشرين الأول وهو ما فعلناه في السنوات اللاحقة. وبعد أن استمعت إلى حديثه وجدت في نفسي الجرأة أن أقترح عليه أن يتجول بين المتسابقين لتشجيعهم وليعرفوا ان رئيس الجمهورية مثلهم من محبي هذه الهواية الجميلة.
أبتسم الرئيس وقال: هيا ولكن عليك أن تعلم أن مشاركتي هنا ليست للنشر (وقد التزمت فعلا بذلك لنحو عشر سنوات).
تجول الرئيس بين المتسابقين وكان معنا من حمل السمكتين اللتين اصطادهما، والطريف أن أيا من المتسابقين ألـ 220 لم يوفق باصطياد مثل هاتين السمكتين مطلقا، ولاحظت لدى الرئيس معلومات دقيقة عن صيد السمك وعن الأوقات الملائمة للصيد وعن المادة التي يضعها في الصنارة حسب نوع السمك.

صنارته بسيطة: خيط وشص
أما الصنارة نفسها فانه يستعمل ابسط الأنواع: خيط فقط مع الشص من دون ذراع طويلة من تلك التي يستعملها بعض الصيادين أو البكرات التي تسحب الخيط. وداعب صدام صغار المتسابقين وناقش كبار السن ومنهم من بلغ السبعين من العمر مؤكدا للجميع إن صيد السمك يحتاج إلى مهارات خاصة والى صبر طويل.
ثم التفت إلي متسائلا عن الجوائز التي نمنحها للفائزين فلما ذكرتها أمر بمنح العشرة الأوائل جوائز منه، وبالفعل جاءت الجوائز في اليوم التالي مباشرة ومعها هدايا (ساعات) لي ولبقية أعضاء اللجنة المنظمة للمسابقة.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,413,393

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"