تطولُ الطريقُ.. وفي الخطو تكبو وتنهض رغم الحُفرْ.. وحسبُك تمشي، وخلفك نهرٌ.. وما من نهرْ..
تُقدّمُ خطواً.. وتعثرُ حيناً.. وقد يستجيب المطرْ، ولا يستجيب المطر..
*
الشوارعُ مزْكومةٌ بالوباءْ وملائكة الموت تسرحُ في لحظةٍ قد تصادرُ روحك فيها كشربةِ ماءْ تشبّثْ بصبرك من كل داءْ هي الروحُ تسمو بهذا الفناء الفظيعْ فلا شكل للموتِ غير الحياةْ وﻻ عزف للناي دون الرعاةْ وﻻ حُلم للعشبِ دون القطيع .... بيوتٌ تنامُ بعينين مفتوحتين ومفزوعتين كأن الوباءَ الهواءْ يغطي الفضاءْ ولا تستجيبُ السماء لغوثِ الدماء..
* أراكَ حزيناً وروحك كَلْمَى وجُرحكَ ينزفُ غمّا وأفنيتَ عُمرك ..ترنو انتظاراً لعلَّ الحمامَ الذي أطلقته يداك يّعودُ هلالاً ونجما .... ليسَ في الشمسِ ما يُرتَجى غير أن نحلبَ الضَرعَ قبل الطلوع ثم نمضي إلى البحر نحرثهُ ونكفكفُ عنه الأسى والدموع.. .... مِثْلَما البحر في لُجَّة العصف أبقى أدور فتأخذني الهاويةْ موجةَ عاليةْ والأسى ذِئبتي العاويةْ .... كلُّ شيءٍ هُرَاءْ جثةُ الأرض فارعةٌ والوقاياتُ مثل الوساوس محضُ افتراءْ.. * غرفٌ مُعتمة عتّمتَها النفوسْ بليلٍ عبوسْ غرفٌ عشّش الوهمُ في سقفها.. في البيوت.. واُخرى تراها هُنا في الرؤوس.. .... تمهّلْ.. طريقك أعمى.. وإني ضَرير برمضاء قير! جَزعتُ من الغَوْث، هل ينزلُ الغيثُ؟ فمَا من مُغيثٍ سواهُ الظمأ .... تعتّق حزني.. وذئب الكوارث يجري ولا يستريح لعلّ الزمان القبيح يُطهِّرُ بالصبر أوجاعنَا لحين نزول المسيح .... لستُ منكسراً.. والزمانُ الذي كادَ يَخذُلني لم يَعُدْ زمني.. قامتي البحرُ.. مَنْ يَرتقِ موجَهُ يَرني.