فضحت اعترافات مقتدى الصدر، هيئة علماء المسلمين: كل من شارك في العملية السياسية الطائفية مسؤول عن دماء العراقيين ومعاناتهم

أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق على أن كل من شارك في العملية السياسية الطائفية من كل المكونات منذ احتلال العراق مسؤول عن دماء العراقيين ومعاناتهم.

 

وتابعت الهيئة، في بيان أصدرته، الجمعة، والمتعلق بتصريحات زعيم ميليشيات التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأخيرة، ظهور الصدر الأخير بعد عودته من إيران، في حوار مع إحدى القنوات الفضائية مساء يوم (24/2/2020)، والذي تناول فيه عدة موضوعات وأدلى بتصريحات خطيرة وغير مسؤولة؛ أوجبت على الهيئة التنبيه على عباراتها ودلالاتها.

وأشارت إلى تهديد مقتدى للشعب العراقي باللجوء إلى العنف وإعادة جيش المهدي والعودة إلى الحقبة الظلامية التي كان يسودها إرهاب الميليشيات الطائفية. موضحة أن هذا التهديد بحد ذاته هو اعتراف صريح بمسؤوليته عن إدارة "جيش المهدي" المشارك في أحداث العنف الطائفي في عام 2006 وما قبلها وما تلاها، ومسؤوليته المشتركة -مع غيره- عن خطاب الكراهية والعنف والعمليات الإرهابية وممارسة الخطف والتعذيب والقتل على الهوية ومهاجمة المساجد واغتصابها وتدميرها والتهجير الطائفي.

وسلّطت الضوء على اعتراف مقتدى الصدر باشتراك من يسمون (القبعات الزرقاء) في قتل المتظاهرين واختطافهم وتغييبهم وحالات الطعن التي تعرضوا لها في ساحات التظاهر في بغداد والنجف وغيرهما من المدن، وتصريحه بأنها بأمر منه، واصفاً إياها بأنها (جرة أذن)، فضلاً عن تهديده كل من يخرج عن توجيهاته بالتصفية.

وكشفت الهيئة عن عدم جدية تصريحات مقتدى الصدر السابقة وقراراته والطلبات المعلنة على لسانه، إذ إنه كان يقوم بالخداع الإعلامي، وذلك باعترافه بأنه طلب من اتباعه ترك ساحات التظاهر علنًا، وطلب منهم البقاء فيها سرا.

وذكرت التناقضات في تصريحات مقتدى الصدر، فمن جهة يتبنى دعم المظاهرات ضد من يسميها (الطبقة السياسية الفاسدة)، ومن جهة أخرى يعترف بأنه جزءٌ رئيس من هذه الطبقة، التي يقول إنه لم تتشكل حكومة منذ الاحتلال إلا بموافقته، ومن جهة يهدد كل من يقف ضد تمرير حكومة محمد علاوي، وفي الوقت نفسه يقول لم أوافق على علاوي والتزمت السكوت!

وبيّنت محاولة مقتدى الصدر تبرير الهيمنة الإيرانية على العراق، وآثارها المأساوية، وإظهارها بمظهر الحرص على العراق ودعم الاستقرار فيه، على الرغم من اعترافه بسطوة الميليشيات الطائفية الموالية لإيران واستعدادها، لحرق البلد إذا لم تتسلم السلطة، ومحاولة فرض آرائه ومواقفه السياسية الداعمة للأحزاب الفاسدة -كما وصفها- على الجميع، على الرغم من تناقضها التام مع مطالب المتظاهرين الذين يزعم أنه يحميهم!

وقالت الهيئة إن تصريحات مقتدى الصدر هي رسالة واضحة إلى الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم أجمع بأن العراق يسير في طريق خاطئ، وأن المتسلطين على الحكم فيه غارقون في دماء العراقيين، وأنه لا خلاص منتظر للشعب بواسطة هذه الأدوات التي –للأسف - يعوّل عليها بعضهم في الداخل والخارج، وأنه لا حل حقيقي إلا بتحقيق مطالب ثورة تشرين وإنهاء العملية السياسية في العراق من خلال مراعاة مصالح العراقيين أولا، لا المصالح الخاصة لهذه الجهة أو تلك.

وأدانت الهيئة خطاب الكراهية والتحريض على العنف وقتل العراقيين من أي جهة كانت ومن أي شخص مهما كان اسمه أو رسمه، وشجبت المحاولات المحمومة لإنهاء التظاهرات وترهيب المتظاهرين وتخويفهم بهذا السلاح أو تلك الميليشيا أو هذا الجيش، وحذرت أشد التحذير من مخططات الانقلاب الميليشياوي على إرادة الشعب وخياراته، وتنفيذ التهديدات المعلنة وغير المعلنة من القوى السياسية الحاضنة لإرهاب الميليشيات.

وركزت الهيئة على أنه لابد من وضع نهاية لنظام المحاصصة الطائفي والعرقي المقيت، ولا سيما بعد إصرار العراقيين على مواصلة كفاحهم لتحقيق مطالبهم المشروعة، وكشف حقيقة كل من يُظهر الحرص على العراق وشعبه، ويُبطن غير ذلك.


comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,413,003

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"