أحيا ناشطون قوميون موريتانيون، أمس، في نواكشوط ،الذكرى الثالثة عشرة لوفاة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث نظمت «اللجنة الشعبية الموريتانية لدعم القضايا العادلة» ونادي «ماجدات شنقيط»، حفلة سياسية تحت شعار «فلسطين من النهر إلى البحر وبنهج الشهادة ننتصر».
وأكد محمدو سيدي، رئيس اللجنة التحضيرية للحفلة، أن «الشهيد صدام حسين كان استثناء في كل شيء، حيث دافع بكل ما أوتي من قوة عن أمته حتى قدم نفسه وأبناءه من أجل الوطن».
وخاطب ولد سيدي الجمهور الحاضر: «لولا صدام حسين لما كنا اليوم في هذه القاعة».
وأكد رئيس اللجنة الشعبية الموريتانية لدعم القضايا العادلة، محمد محمود افاه أن «صدام حسين لم يكن رئيساً لبلد عزيز اسمه العراق، ولا أميناً عاماً لحزب البعث فحسب، بل كان فعلاً نضالياً جباراً ودفقاً إيمانياً هائلاً وتجربة إنسانية خلاقة».
ودعا إلى «الوقوف ضد ما سماه «الاحتلال الفارسي الصفوي الذي يجتاح المنطقة»، وإلى مناصرة ثورة الشعب العربي في العراق وليبيا، ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد المحتل الإسرائيلي».
وكان حزب الصواب (البعث الموريتاني) قد أكد في افتتاحية تأبينية سابقة للرئيس العراقي الراحل «أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين هو من أنقذ موريتانيا عسكرياً خلال نزاعها مع السنغال عام 1989 بعد أن رفضت السعودية والكويت مساندة موريتانيا في هذا الظرف مفضلة لزوم الحياد».
وكشف في معلومات نشرها في افتتاحية صفحته الرسمية على «فيسبوك» عن القرار الذي اتخذه صدام حسين خلال لقائه العقيد الشيخ سيد أحمد ولد باب، وزير الخارجية الموريتاني، أواخر سنة 1989 التي انفجرت في ربعها الأول أحداث دامية بين موريتانيا وجارتها الجنوبية، في ظل ميزان قوة مال تاريخئذ بشكل كامل لصالح السنغال التي لديها جيش نظامي يفوق عددياً جيش موريتانيا، وتعاون عسكري وثيق مع فرنسا التي تقيم على أرضها قواعد بحرية وجوية دائمة، وحركة نشطة للطائرات البريطانية في مطار داكار الذي سبق أن استخدمته الحكومة البريطانية بكثافة عام 1986 كمحطة للتزويد في حرب المالوين عام 1986، إلى جانب دعم دبلوماسي إفريقي وعربي كبير عُبّر عنه أحياناً بوضوح يتجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية، كان ذلك كله مدعوماً، يضيف حزب الصواب، بتحريض داخلي شرس، ذكر تفاصيله الرئيس السنغالي عبدو ديوف في مذكراته».
في هذه الأثناء، نقل حزب الصواب في افتتاحيته بشكل موثق عن الشيخ سيد أحمد ولد باب، تأكيده بأنه «سافر في رحلة خليجية إلى السعودية والكويت طالباً الدعم العسكري والدبلوماسي، وكان يجابه غالباً بجفاء مغلف بشعارات أنهم يفضلون الحياد بين بلدين مسلمين، وأن أقصى ما يمكنهم القيام به هو الوساطة، متناسين حجم التهديد الوشيك والتصريحات النارية الناتجة عن الاختلال الكبير في ميزان القوى بين موريتانيا والسنغال». وأضاف الحزب: «في عودته من رحلته الخليجية طُلب من الشيخ سيد أحمد المرور بالعراق الذي كانت تخيم على علاقة موريتانيا معه أجواء محاكمات البعثيين في تشرين الأول/اكتوبر 1988 وأحكامها القاسية ضد عشرات الشخصيات الوطنية التي وجه لها النظام تهمة الانتماء لحزب البعث، وصاحب ذلك بتسريح ما يزيد على 550 من الضباط وضباط الصف والجنود البعثيين دون محاكمة وبمجرد تهمة الارتباط بهذا التيار».
«عند وصوله، يضيف الحزب، استقبله في المطار وجه الدبلوماسية العربية البارز الراحل طارق عزيز، وهو يفيض مما عرف عنه من نبض المروءة، وقيم التضامن العربي والدهاء الدبلوماسي والثقافة الواسعة، وهيأ له وفق أسرع صيغ الترتيبات البروتوكولية، لقاء بالشهيد صدام حسين، لم يطلب منه الشهيد سوى أن يقدم تفصيلاً عن حجم الدعم العسكري الذي تريده موريتانيا، وفي الأسبوع الموالي فُتح أكبر جسر جوي في تاريخ موريتانيا، بين مطار مدينة الرشيد، عاصمة الخلافة بغداد، وبين مطار نواكشوط، تم من خلاله على الفور نقل ما يزيد على 40 دبابة ومئات من قطع مدفعية الميدان والصواريخ التكتيكية وراجمات الصواريخ، وأجهزة التوجيه والملاحة النهرية والجسور العائمة وأجهزة مراقبة الأهداف الدقيقة، قبل أن تبدأ السفن العراقية العملاقة جوب المسطحات تحثها نَواتِيها في اتجاه ميناء الصداقة بنواكشوط، حاملة الدعم العسكري الذي غير في أشهر قليلة ميزان القوى لصالح موريتانيا، وهو الذي بفضله لم تقم الحرب، وتمت صيانة سيادة موريتانيا».
المصدر





