تستمر الاحتجاجات لليوم الرابع في إيران مع تكتم شديد على المعلومات والأحداث، إثر قطع الحكومة الإنترنت في البلاد. وفي حين تقول الحكومة إن الأوضاع بدأت تهدأ، إلا أن وسائل إعلام إيرانية معارضة أكدت امتداد الاحتجاجات إلى مدن أخرى.
وقال علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون: «استعمل مثيرو الشغب السكاكين والمسدسات (…) لقي عدد من عناصر الأمن ورجال الشرطة حتفهم أو تم احتجازهم رهائن»، لكنه أكّد أن الوضع بات أكثر هدوءاً أمس الإثنين، مضيفاً في مؤتمر صحافي في طهران أنه لا يزال هناك «بعض المسائل الصغيرة، ولن تكون لدينا غداً أو بعد غد أي مشكلات بشأن أعمال الشغب».
وتابع: «هناك تجمعات في بعض المدن والمحافظات». وعندما طلب منه الكشف عن أرقام الإصابات في الاضطرابات، قال: «ما أستطيع أن أقوله اليوم هو أن التجمعات هي أقل بنسبة نحو 80٪ عن اليوم السابق». وقالت السلطات في ايران إنها اعتقلت أكثر من 200 شخص وفرضت قيوداً على استخدام الإنترنت. وذكر موقع «نيتبلكس» الذي يراقب حركة «تويتر» أنه: «بعد 40 ساعة من حجب إيران الإنترنت بشكل شبه تام، لا يزال الاتصال مع العالم الخارجي عند نسبة 5٪ من المستويات العادية». في المقابل، قال موقع «مجاهدين» التابع لمنظمة «مجاهدي خلق» المعارضة للنظام الإيراني، إن الانتفاضة امتدت إلى 107 مدن، وتمكنت المنظمة من تسجيل أسماء 61 منتفضاً لقوا حتفهم في 10 مدن على يد «القوات القمعية». وأضاف الموقع أن النظام الإيراني يقوم باستخدام «مرتزقة أفغان» لمواجهة المتظاهرين «خوفاً من التحاق قوات الأمن بالمتظاهرين». وقال لطف الله ديجكام، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في ولاية فارس (جنوب غرب البلاد)، إن قوات التعبئة العامة «الباسيج»، التابعة للحرس الثوري، ستتدخل ضد الاحتجاجات في مدينة شيراز إذا لم تتوقف بحلول الثلاثاء. وأضاف ديجكام، أمس الإثنين، أن الاحتجاجات المستمرة في مركز المدينة (عاصمة الولاية)، على زيادة أسعار الوقود، يقف خلفها أناس قدموا من الخارج، حسبما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، كما وصف المحتجين بـ«المفسدين»، مضيفاً: «إذا لم يوقف مجلس أمن الولاية الاحتجاجات بحلول الغد، سنقوم بإنزال قوات الباسيج إلى الشوارع». هذا واتهمت وزارة الخارجية الأميركية الرئيس الإيراني، حسن روحاني، باختلاس 4.8 مليار دولار من صندوق التنمية الوطني وذلك «لتمويل الإرهاب». جاء ذلك في تغريدة نشرتها الوزارة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي « تويتر»، أمس الإثنين. وقالت الوزارة في تغريدة ثانية إن «البنك المركزي لإيران سحب مليارات الدولارات واليوروهات في 2018 و2019 لصالح الحرس الثوري الإيراني الإرهابي – فيلق القدس». من جهة أخرى، قالت وسائل الإعلام الرسمية إن الحرس الثوري الإيراني حذر المحتجين المناهضين للحكومة من إجراء «حاسم» إذا لم تتوقف الاضطرابات التي بدأت بسبب رفع أسعار البنزين، مما يشير إلى أن حملة أمنية قاسية ربما تلوح في الأفق. وكانت الاحتجاجات قد انتشرت في مختلف أنحاء ايران منذ يوم الجمعة واتخذت منحى سياسياً مع مطالبة المحتجين بتنحي كبار رجال الدين الذين يقودون البلاد. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى إحراق مئة بنك على الأقل وعشرات المباني. وقال الحرس الثوري، في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: «إذا تطلب الأمر فسنتخذ إجراء حاسماً وثورياً ضد أي تحركات مستمرة لزعزعة السلام والأمن». وأنحى المرشد الايراني علي خامنئي، الأحد، باللائمة في الاضطرابات على معارضي ايران وأعدائها الأجانب، واصفاً المحتجين الذين هاجموا الممتلكات العامة بأنهم «بلطجية» و«مثيرو شغب». وتمكن بعض الإيرانيين من نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت الشرطة وهي تطلق الغاز المسيل للدموع على المحتجين. وقالت السلطات إن شرطياً ومدنياً لقيا حتفهما، وإنه تم إلقاء القبض على ألف من «مثيري الشغب».