صلّى العراقُ فأمّتهُ الملايينُ وأمّنتْ حينما نادى الميامينُ
كأنَّ بغدادَ ما فلّتْ جدائلَها إلا لتكتظَّ بالحبِّ الميادينُ أبناؤُها حملوا عرشَ الحياةِ على أكتافِهمْ فنمتْ فيها الرّياحينُ تجمهرتْ في عروقِ المجدِ صرختُهمْ وهلّلتْ كي تفدّيها القرابينُ
هنا الجزائرُ تمشي في شوارعِها مشيَ العروسِ هنا تحيا فلسطينُ
هنا على صدرِ هذي الأرضِ قدْ نطقتْ لمّا تحسّسَها الخلدُ النّياشينُ
قد زلزلوها فما ارتجّتْ مدائِنُها إلا تلحّفَ بالخوفِ السّلاطينُ
كأنَّ مضمونَها ما فزَّ منتفضاً إلا لتهزأَ بالظّلمِ المضامينُ
بغدادُ يا أمَّ هذي الجمهراتِ ألنْ يأتي على أهلِها كي يفرحوا حينُ؟!
بلى سيأتي إذا ما أورقتْ حِمماً على الطّغاةِ ليصلوها البراكينُ
وإنْ ترفّقَ شعبٌ كي تمدَّ على أبطالِهِ الفيءَ في الرّمضا الأفانينُ
على الفراتِ وعينُ اللهِ تحرسُهُ تشابكتْ كي ترى الماءَ البساتينُ وفي دماءِ بني الفيحاءِ مرَّ كما يرجو العراقُ على الثّوّارِ تشرينُ