فَليُهَيِّئ هـواة الحَرائِق ِأنفـسـَهم .. التاريخ: 2015-01-10 05:13:59 Tweet عبدالرزاق عبدالواحد مَن يَرى الآنَ أبعَـدَ مِن أنفـِهِ؟ مَن يدافِع عن كـَفـِّهِ فـَيَقـول تـَحَسـَّسْـت حتى نـخاع ِالأصابعْ وهوَ مَقطوعَة ٌكـَفـّه وأصابعه؟ سوفَ أعـلِـن أنـِّي مصَدّقه فإذا كانَ مِن دون ِصَوتٍ، فإنـِّيَ سـامِعـه إنـَّما يَصرَخ الحـرّ مِن حَبل ِصوتِ الضَّميرْ ! منذِرا ًأو بَشـيرْ سـَأقـول بأنَّ القـيامَة َلـَمّا تـَقـمْ، رَغمَ هذا الحَريقْ إنـَّهـا في الطريقْ فـَليـهَيِّءْ هـواة الحَرائِق ِأنفـسـَهم .. جـِذعـَهم والنـِّطاقْ مثـلـَما هَيـَّأوأ لاشـتِعال ِالعراقْ ! سـأقول بأنـّا دَفـَعـنا بأبنـائِـنا وبأحشـائـِنا وَبـِما لا يُرى مِن خـَرابِ النـّفوسْ وَسـَيَدفـَع مَن أوقـَدوها بـِضَوءِ المَحاجـِر ِ حـَدَّ اشـتِعـال ِالـرّؤوسْ يا لـَحَربِ الـبَسوسْ ! سـَأقول بأنَّ الذين َيَجوبونَ مِلْءَ شـَوارِع ِعَمـّانَ يَسـتـَنجـِدونَ بأبوابِ كلِّ السـَّفاراتِ لـَن يَغـفِروا .. كلـَّما عَبَرَتْ في الشـَّوارِع ِسـَيّارَة ٌ وَعلـَيهـا اسم بَغـداد طارَتْ مَحاجـِرهم خَلـفـَهـا وهيَ عالـِقـَة ٌبـِحروفِ العراقْ ! سـَأقول بأنـَّهمو إذ يَطوفونَ كلَّ الأزِقــَّةِ بَحثا ً زقـاقا ًزقـاقْ لـَنْ تـفـارِقـَهم شـرفات الـرَّشـيدِ ولا شـَكل بابِ المعـَظـَّم ِ لـَن يَجـِدوا مثـلَ ذاكَ الهـَواءِ هـَواءً ولا مثـلَ مائِـكِ دَجلـَة ماءً لـَه نـَفس هـذا المَـذاقْ طائـِلا ًما يَطول الفـِراقْ.. وَسـَيَنظر ناظِرهم في الوجوهْ وَسـَيَسـأل هَل كلّ مَن يَتـَكـَلـَّم بالعـَرَبيـَّةِ فـِعلا ًأخـوهْ؟! أفـَيبصِر مَن يبصِر الآنَ أبعـَدَ مِن أنفـِه؟ كلّ كـَفٍّ عـلـَيهـا عَلامة كلّ نـَصْـل ٍتـَخَضَّبَ مِن دَمِنا سوفَ يَبقى يَـنِـزّ دَما ًلـِلـقـيامَة! والذينَ بَكى مِقبـَض النـَّصل ِبينَ أصابـِعـِهـِم وهيَ تـَغـرزه في أضالـِع ِأطفالـِنا سوفَ تـَغـدو أصابـِعـهم مثلَ أختـام ِبابِ جَهـَنـَّمْ كلـَّما أمسـَكـَتْ وَردَة ً أحرَقــَتـْهـا.. لـِيـَوم ِالقيـامة ! إنَّ أبوابَنـا الآنَ مَهـجـورَة ٌ والضَّمائِرَ مَسـجورَة ٌ والسـّؤال الذي لا يفـارِقـنـا مَن أفـادَ مِن النـَّار ِمنكـم؟ إنـَّه نـَفس ذاكَ الـدَّم ِالـ أنفـَقَ العـمرَ مسـتـَنزَفا ًبينَ سـاحاتِكم في فلسطين.. في مصرَ.. في عَتـَباتِ دِمشقَ.. وفي كلِّ أرض ٍصَرَختـم عـليها وها أنتـم الآنَ تـلغـونه وتـهـينونه وَتـَخوضونَ فيهْ دونَ أن يَذكـرَ الأخ منكـم ولـَو ذِمَّة ً لأخـيهْ ! هـَل لـِناظِرِكـم أن يَرى الآنَ أبعـَدَ مِن أنفـِهِ؟! أنْ يَرى أنَّ كلَّ بلادِكـم الآنَ تـَنتـَظِر الدَّورَ كي تـَنتـَهي لـِمَصيرِ العراقْ؟ أنَّ هذا الخناقْ إذ يـضَيـَّق حتى على عنـق ِالطفل ِفي أرضِنا .. أنَّ هذا الـدّوارَ وهذا الضّيـاعْ أنَّ هذي الوجوهَ التي تـَتـَسـاقـَط بينَ المَرافئِ باحثـَة ًعن شـِراعْ هيَ أوجهـكـم كـلـِّكـم في غـَدٍ عـندَما يسْـقِـطونَ بَـقـايا الـقِـناعْ؟! لا تـَقـولوا الوَداعْ كلـّنـا في غـَدٍ راحِـلـونْ كلّ هذي العـيونْ سوفَ تـَنشـَف أدمعهـا مِن مَحـاجـِرِها قـَبلَ أن يَشـمَتَ الشـَّامِتونْ .. ولأهـلي الذينَ بـِعـَمـّانَ دَمعي وَكـَسـْرَة ضِلعـي لأوجاع ِهذي القـلـوبْ لـِحَيرَتـِهـا في الـدّروبْ لـِتـَوطينـِهـا أنْ تـقـَطـِّعَ كلَّ شـَرايينـِهـا ثمَّ تـَمضي إلى أيِّ مَجهـولـَةٍ لا تـَؤوبْ .. أيـّهـا الحـائِرونَ بأولادِكـم أينَ تـَمضونَ عـنهم وأينَ بـِهـِم تـَرحَـلونْ أيّهـا الموجَعونْ يا شـَريدي مَنازِلكم يا مقـَطـَّعَة ًكلّ أرسـانِهم وَمهـَدَّلـَة ًكلّ أغـصانهـِم يا غـَريبونَ حـَدَّ الهـَوانْ يا مقـيمونَ في لا مَكانْ لـَكـم زاخِرات دموعي وَدامي ضلوعي وأوقـِد في كلِّ ليل ٍشـموعي لأبكي بـِلـَيـل ِالـعـراقْ على وَطن ٍكلّ شـَمْـل ٍبِهِ موغـِلٌ في الفـِراقْ ..