الميليشيات تمنع سكان بلدة العوجة العراقية من العودة إليها

رغم استعادة الحكومة العراقية بلدة العوجة الواقعة جنوب مدينة تكريت مسقط الرئيس العراقي الرحيل صدام حسين، من قبضة مسلّحي تنظيم «الدولة الإسلامية» فإن أغلب سكان هذه البلدة ما زالوا يمنعون من العودة إليها من قبل فصائل شيعية مسلحة نافذة لها ارتباطات مع إيران.

الحاج أبو عدي الناصري التكريتي ذو الأربعة وستين عاما قال إن «السلطات العراقية وقادة الحشد الشعبي أعطوا وعودا بإعادة نازحي العوجة إلى بيوتهم التي فروا منها وأنها باتت آمنة ومستقرة أمام عودة الأهالي، لكن العكس وقع، إذ قامت الميليشيات بمنع العائدين وأفرغتها مجددا من سكانيها، وأيضا، تعرضت البلدة إلى عمليات تخريب للمنازل وتجريف للأراضي الزراعية بشكل واسع وبطريقة متعمدة لمنعنا من الرجوع». ويخشى السكان «من اتهامهم بالإرهاب أو تعرضهم للإبادة هم وعائلاتهم على يد جماعات مسلّحة مرتبطة بإيران ضمن قوّات الحشد الشعبي، في حال عودتهم دون حماية دولية وعراقية»، وفق أبو عدي، الذي أوضح أن «البلدة تمثل عمقا سكانيا سنيا وامتدادا لعشيرة وأقارب صدّام حسين، وهذه بحد ذاتها تهمة وجريمة».
ويسكن الحاج أبو عدي مع عائلته في قرية الحجاج التابعة لقضاء بيجي منذ أكثر من أربع سنوات، وأمضى سنتين في إقليم كردستان لكنه لم يكن يتوقع أن المقام سيطول به إلى هذا الحد، هو عائلته، فهم الان ينتقلون من منزل لآخر بحثا عن الاستقرار، بعدما خسر كل ممتلكاته وأملاكه في بلدة العوجة فمنزله تعرض للتهديم، وفق ما قال. عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة صلاح الدين، عبد القهار السامرائي، قال إن «ملف عودة مواطني بلدة العوجة لايزال بيد جهات مسيطرة بشكل فاعل على هذه البلدة، وتضغط باتجاه منع عودة أهلها إليها». وأضاف: «فاتحنا الجهات الأمنية العراقية المعنية وقادة الحشد الشيعي، وعلى أعلى المستويات والجواب دائما أعطونا فرصة، وبعد أيام شاهدنا عبر وسائل الإعلام اجتماع جمع كل من أبو مهدي المهندس ومجلس محافظة صلاح الدين والمحافظ وقادة شرطة المحافظة مع وجهاء وشيوخ بلدة العوجة، وعلى ضوء هذا اللقاء سمح لهم المهندس وبشكل مباشر بالعودة إلى ديارهم وأعطاهم الموافقة للأجهزة الأمنية لعودة الأهالي لكن للأسف بعد يومين أبلغوني أن إدارة الشرطة ذهبت لاستلام بلدة العوجة تمهيدا لترتيب اجراءات استقبال عودة النازحين لكن ميليشيات الحشد الشعبي لم تسمح لهم بمسك الأرض وطالبتهم بالانسحاب». وحسب السامرائي فإن «قرار عودة بلدة العوجة هو بيد فصائل شيعية مسلّحة أقوى من سلطة الدولة وأجهزتها ولا تملك الحكومة أن تتدخل فيه».

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,038,406

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"