لعدم التنسيق وبسبب التهديدات، الأمم المتحدة تتخوف من إعادة نازحين عراقيين إلى مناطق سكناهم

 أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق السيدة مارتا رويدس عن قلقها بشأن وسائل وطرائق نقل النازحين الذين يعيشون في مخيماتٍ في محافظة نينوى خلال الأيام العشرة الماضية.

منذ 23 آب/ أغسطس، بدأت سلطات محافظة نينوى في إعادة النازحين الذين لم يعودوا من نينوى إلى محافظاتهم الأصلية؛ وفي كثير من الأحيان دون سابق إنذار أو تخطيط واضح. الوضع الميداني متقلبٌ، وتتغير الأرقام المُبلَّغ عنها، ولكن حتى الآن، تمت إعادة حوالي 300 أسرة (أي ما يقدر بنحو 1,600 شخص) من مخيمات حمام العليل والسلامية ونمرود في نينوى إلى مناطق في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة رويدس: "أشعر بقلقٍ إزاء الافتقار إلى التنظيم والتواصل الجيد مع المجتمعات المتضررة والشركاء في المجال الإنساني". "مع الاعتراف برغبة حكومة العراق المعلنة للنازحين في العودة إلى ديارهم في أقرب فرصة ممكنة، يجب أن تتم جميع عمليات العودة ضمن الأطر المتفق عليها مع إيلاء الاعتبار الواجب للمبادئ الإنسانية."

جرت الجولة الأولى من عمليات العودة في 23 آب/ أغسطس من مخيم حمام العليل 1 و2 إلى محافظة الأنبار، واتسمت بنقص تبادل المعلومات والتنسيق بين السلطات في محافظتي نينوى والأنبار. دعا شركاء الحماية بالنيابة عن أسر النازحين الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامتهم الشخصية إنْ أُجبروا على العودة إلى مناطقهم الأصلية، لكن السلطات نينوى تجاهلت هذه المخاوف. بعد ذلك، حرمت سلطات الأنبار بعض الأُسر من التصاريح الأمنية لدخول المخيمات في المحافظة، وثم نزحوا لمرة ثانية.

بدأت سلطات محافظة نينوى عملية إعادة الأُسر من مخيمات حمام العليل إلى محافظة كركوك في 25-26 آب / أغسطس. أعربت العديد من الأُسر النازحة، وخاصة تلك الموجودة في الحويجة، مرة أخرى عن مخاوفها من تعرضهم للتهديد فور عودتهم. وتفيد التقارير أنهم تلقوا مكالمات هاتفية تهديدية من أفراد المجتمع في مناطقهم الأصلية تحذرهم من العودة. على الرغم من هذه المخاوف، صادرت الجهات الفاعلة الأمنية الهويات المدنية للنازحين، وأبلغت الأسر بأن وثائقهم لن تُعاد إليهم إلا بعد ذهابهم مع القافلة. وفي 28 آب/ أغسطس، تم نقل 116 أسرة (651 شخصًا) من مخيمات نينوى إلى مخيم ليلان 1 في محافظة كركوك.

تم نقل 135 عائلة من مخيم حمام العليل و15 عائلة من مخيم السلامية من نينوى إلى مخيم بساتين الشيوخ في محافظة صلاح الدين في 31 آب/ أغسطس. أكدت جمعية الهلال الأحمر العراقي استعدادها لدعم الوافدين الجُدد. وفي الساعات الأولى من 1 أيلول/ سبتمبر، تم إلقاء 3 قنابل يدوية على مخيم البساتين من خارج محيطه. القنابل اليدوية لم تسبب أي أضرار أو إصابات، ومع ذلك، فهي مصدر قلقٍ كبيرٍ على سلامة سكان المخيم. وفي موازاة ذلك، يُقال إنه يتم إرسال رسائل التهديد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من أفراد المجتمع الذين يعارضون الوافدين الجُدد.

المجتمع الإنساني على استعداد للتعاون مع السلطات العراقية لدعم العودة المنظمة والطوعية والآمنة للنازحين. على الأقل، يجب أن يتلقى النازحون إشعارًا معقولًا بحركات العودة المنظمة إلى محافظاتهم الأصلية، ومعلومات كافية حول خيارات نقلهم، والقدرة على اختيار ما إذا كانوا سينتقلون إلى المخيمات في محافظاتهم الأصلية أو إلى مناطقهم الأصلية، ورسائل المغادرة قبل أن مغادرة المخيمات لتمكينهم من الحصول على التصاريح الأمنية لاجتياز نقاط التفتيش عند الوصول إلى محافظاتهم، والحصول على منح العودة للمساعدة في استقرارهم. يجب على السلطات أيضًا التأكد من أن المجتمعات المضيفة على دراية كافية بحالات العودة الوشيكة وبذل كل ما هو ضروري لتخفيف التوترات بين النازحين وأفراد المجتمع. سيكون تبادل المعلومات والتنسيق بين سلطات المحافظات المختلفة، وبين السلطات والجهات الفاعلة في المجال الإنساني، أمرًا بالغ الأهمية لضمان التخطيط الملائم لعمليات العودة المنظمة والطوعية والآمنة.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,414,225

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"