إيران: صراع في وزارة المخابرات على وقع فضيحة تلفيق ملفات لأبرياء اتهموا باغتيال علماء نوويين

يتواصل الجدل في إيران حول ما كشفته قناة «بي بي سي» البريطانية الناطقة بالفارسية، حول تلفيق وزارة المخابرات الإيرانية ملفات مزيفة لأشخاص أبرياء لاتهامهم باغتيال علماء نوويين إيرانيين، بهدف التستر على هوية المنفذين الحقيقيين لعلميات الاغتيال تلك.

وأكمل الرئيس السابق لمركز الأبحاث السياسية في وزارة المخابرات ومستشار وزيرها الأسبق، عبد الله شهبازي، حلقة محاصرة وزارة مخابرات حكومة حسن روحاني من خلال إعلانه بأن مسؤول ملف اغتيالات العلماء النوويين الإيرانيين في وزارة المخابرات قد هرب إلى (إسرائيل).
وأكد المتحدث باسم الحكومة الإيراني، علي ربيعي، ما نشرته قناة «بي بي سي» البريطانية، وقال إن «تلك الاعترافات المزيفة تم أخذها خلال الحكومة السابقة، وأن الحكومة الحالية لا علاقة لها بذلك».
وفي 3 آب/أغسطس، بثت قناة «بي بي سي» برنامجاً وثائقياً عن خبايا ملف اغتيالات العلماء النوويين الإيرانيين، وأجرت مقابلة مع مازيار إبراهيمي، أحد أولئك الذين تم تعذيبهم من قبل وزارة المخابرات الإيرانية لفترة 7 أشهر، لتلفيق ملف مزور واتهامهم بتنفيذ تلك الاغتيالات.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني وقناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنجليزية والتي تتخذ من لندن مقراً لها، فيلم «كلوب الاغتيال» على أساس الاعترافات الملفقة وغير الحقيقية التي انتزعتها وزارة المخابرات الإيرانية من مازيار إبراهيمي و12 آخرين تحت التعذيب في عام 2012.
وأعدمت إيران مجيد جمالي فشي على أساس تلك الاعترافات الملفقة، لكنها أفرجت عن 12 متهماً آخرين، ومنهم مازيار إبراهيمي الذي هاجر إلى ألمانيا قبل عام ونصف.
وكان جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري قد تمكن من الكشف عن خطة وزارة المخابرات لحرف مسار التحقيقات في ملف اغتيال العلماء النوويين، صدفة، بعد استجوابه مازيار إبراهيمي»الذي اتهمته وزارة المخابرات زوراً وكذباً بالتورط في عمليات اغتيال حسن طهراني مقدم، قائد برنامج الصاروخي السابق ومسؤول مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي في الحرس الثوري، في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011.
لكن لاحقاً تبين أن عناصر في الحرس الثوري التي نقلت آلافاً من الوثائق السرية عن برنامجي التسلح الكيميائي والنووي الإيرانيين إلى (إسرائيل)، نفذت عمليات اغتيال حسن طهراني مقدم. وكان من المقرر أن يحضر المرشد الإيراني، علي خامنئي، في فعاليات المعرض للصواريخ البالستية الذي تم اغتيال حسن طهراني مقدم فيه. لكنه ألغى خامنئي زيارته إلى المعرض بضع دقائق قبل التفجير الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 177 شخصاً.
وخلال فترة 2009 إلى 2011، تم اغتيال 4 من العلماء النوويين الإيرانيين في طهران، وفشلت الأجهزة الأمنية الإيرانية في إلقاء القبض على منفذيها.
وفي هذه الأثناء، طالب القيادي السابق في الحرس الثوري، علي رضا زاكاني، بتطهير وزارة المخابرات من الفاسدين، واتهم مساعدي وزير المخابرات بأنهم ضالعون في ملفات فساد كبيرة.
وردت وزارة المخابرات في بيان لها على تصريحات زاكاني، متهمة إياه بأنه «كذاب ومفترٍ»، وأن الوزارة «ليست لديها نشاط اقتصادي، حتى يتورط مسؤولوها في ملفات فساد».
ويظهر توقيت تحريك هذا الملف بأن القادة الجدد للحرس الثوري وبالتنسيق مع مكتب خامنئي عازمون على حسم موقف وزارة المخابرات لصالحهم، مع اشتداد معركة خلافة المرشد الإيراني والتصعيد المتواصل ضد حلقة أحد مرشحي الخلافة، أي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، صادق لاريجاني.
ولدى وزارة المخابرات دور مؤثر، ويريد قادة الحرس الثوري ومكتب خامنئي حسم موقف الوزارة لصالحهم قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن حسن طهراني مقدم، قائد برنامج الصاروخي السابق ومسؤول مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي في الحرس الثوري، قُتل في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011 إثر تفجير معرض إنجازات الحرس الثوري في مجال الصواريخ البالستية في معسكر أمير المؤمنين في منطقة «لارْد» جنوبي طهران.
وكانت إيران قد أعدمت مسؤول قسم (إسرائيل) في استخبارات الحرس الثوري، واسمه الرمزي حمد دبيري، بتهمة التجسس لصالح تل أبيب رمياً بالرصاص بداية شهر تموز/يوليو 2015. وتمت محاكمة دبيري (46 عاماً) من قبل محكمة عسكرية، وأدين بتزويد (إسرائيل) بمعلومات سرية وحساسة حول تحركات قادة «فيلق القدس» والحرس الثوري في سوريا، وشحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا و«حزب الله» في لبنان.

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,412,448

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"