الصبر في لغة الضاد وفقه الصمت جبلٌ من شجرالشوك البريّ
الصبرُ في أزمنة الغربة، ترحالٌ بُعدٌ تيهٌ.. وعذابْ. والصبرُ في المنفى، إيلامٌ مرٌ، وبكاءٌ.. الغربةُ يا أمي جارحةٌ عمياءْ. نفد الصبرُ وجفً الماء والزادُ قليلْ لا زال الدربُ طويلْ والبحرُ عميقْ. لا زلنا تحت سماء الغربة نقرأ لائحة الطقس، أخبار الوطن، و(مكاتيب) الصحبة والاحبابْ. طيرُ السمان في بستان الكرخيّ ينوحْ يوقظ أشجان الروحْ تلك أصداء عربة "قيس النوري" يعرفها الشرق الاوسط؛ صوت المرسيدس، إيقاع المزمارْ.. صرير الأبوابْ.. أزيز (البستمْ).. نتلهى نقرض مرئيات الكون بـ(الكبة) وقصص الباجة والنرجيلة والمشويات.. الأيامُ تتوالى والغربةُ تأكل أطراف أصابعنا.. تنسينا المرح، الحلم، الأمل. في الليل يا أمي تنهض من رقدتها فاجعةُ المنفى فتفيض الروح باللوعة والذكرى، (عزاوي) يتلهى يخرج من دائرة الوقت يلج الأرض الأخرى يبكي نبأ الرجل العائد من أرض الحرب.