الترنيمة الأولى: إلى صباح في عيد ميلاده الاربعين وذكرى استشهاده
أتذكرك الان .. وبعد 10 اعوام على رحيلك كما كنت دوماً حاملاً كيس حلوى وفرح إلى صغيرتك التي كنت تصرّ على انها ما زالت صغيرة رغم انها تجاوزت السابعة عشر .
اتذكرك الان .. جالسا على سطح الدار تنثر البذور لطيورك التي ألفتها اكثر من ألفتك لأحد من البشر. تحدق عيناك في البعيد وتهمس كعادتك:
كل الاشياء إلى زوال الا الذكريات الحلوة. كل الاشياء إلى زوال.
اتذكر اسطرا كتبتها قبل رحيلك عن الشهيد. اسميته مجازا عبدالله.
يومها دخلت المكان الذي قرأت فيه كلماتي وعنقك. كما اخبرتني يكاد يطاول السماء فخرا بصغيرتك التي اصبحت. تكتب. وبعد اسابيع استشهدت.
اتذكر رسالة استلمتها من شاب سمعني ألقي مقالي ذاك يقول: شكرا على ما كتبته في حق الشهداء. شهيدك عبدالله يشبه في بطولته وذكراه شقيقي الذي استشهد، عدا ان اخي يدعى صباح.
قرأت رسالته وهمست وعبدالله ايضا يدعى صباح.
لم اعلم انني كتبت مرثيتك قبل ان تذهب.
اخي ايها الساكن بين نبضات القلب والقلب تملؤه مسافات الذاكرة فرحاً ودموعاً.. تنساب ذكرياتك الان كحلم طفولي رائع رحل تاركا ضوعه.. دفأه.. وشيئا منه يذكرنا بأنه كان كبستان ليمون في ليلة ممطرة .
كعطر وردة تأبى قبل الذبول الا ان تمنح كل ما في أريجها من أريج.
كرنّة ضحكة قديمة قدم العمر كله.
كمسافر ترك اثار اقدامه على الطريق ليذكرنا أنه ذهب وليذكِّر الطريق ان خطواته لم ترسم عليه بل حفرت في قلوب من بقي بعده . .
كطائر مهاجر.
كما انت.. راحلا في الثلاثين.. باقيا مدى العمر. وصغيرتك التي كبرت الان تحدق كما كنت تفعل في الافق البعيد تحلم بكيس حلوى وفرح واسراب طيور. وبذكرى من احلى ما يكون تدعى صباح.
يتردد صوتك في قلبها: كل الاشياء إلى زوال الا الذكريات الحلوة. كل الاشياء إلى زوال..
......
الترنيمة الثانية: إلى أبطال العراق الراحلين..
في مطلع كل كانون تجتمع ايام اعمارنا جميعا لترفع الشعلة التي برحيلكم اوقدتموها. لنقل لكم على دربكم نحن سائرين وليحفظ الله العراق. ليحفظ الله العراق. ليحفظ الله... العراق