القنبلة الديموغرافية لمنح الجنسية صناعة ايرانية

عبد السلام الطائي

كل جسم غريب يدخل للجسم يرفضه الإنسان ويصف له الأطباء المضادات الحيوية.

تساؤلات للتأمل والحوار

  • هل هدف منح الجنسية للأصول الفارسية تحويل اصلاء العراق إلى"جالية عراقية" داخل بلدهم؟

  • هل هدف التجنيس استبدال التبعية بجيل الولادات الغير الشرعية لأولاد الحرام لحكم العراق !

  • هل هدف تجنيس الأفغان "الهزارة" و "القزلباش" والهنود عبدة الجاموس للتلاقح مع مربي الجاموس في الأهوار جوار إيران؟

  • وهل تسمية "مجهولي النسب" ب"كريمي النسب" كان اعتباطا ام ارتباطا بقانون تجنيس اللقطاء؟

منح الجنسية لعبدة النار والبقر!

سيق وان حذرنا من مخاطر قلب الهرم السكاني أثناء إلقائنا بحثنا الموسوم" التغير الاجتماعي"Social change بمقر الأمم المتحدة في جنيف للدورة 22 لمجلس حقوق الإنسان خلال مؤتمر المساءلة والعدالة للعراق وغيره من الندوات، سواء تلك التي عقدت بجامعة ستوكهولم أو النمسا..

ابتداء لعله من الضروري فك الارتباط بين مفهومي الجنسية الأصلية والمكتسية عن طريق التجنيس لتعريف المواطن بالفرق بينهما وبحقيقة نواياهما، بغية تجنب الخداع والتضليل بالقانون الجديد، فالجنسية الأصلية لا يجوز إسقاطها، خلاف الجنسية المكتسبة بالتجنيس والمشروطة بمدة صغرى وبمبدأ الولاء للوطن الجديد، والتي يجوز إسقاطها حال ارتكاب مكتسبها لجرائم محددة. (د.نزار السامرائي)

إن متلازمة التواؤم بين قانون منح الجنسية والإستراتيجية الديموغرافية لها تنبع من  تطابق وتناغم غايتها مع علم وفن تحويل الرجال والمرتزقة الى جنود للسيطرة على الأراضي، لكون الأرض عنصرا هاما من عناصر القوة الديمغرافية للسلطة التي تسعى إلى: إما قلب أو توازن  النسق والنظام، السكاني والسياسي. 

هناك اليوم جدل شعبي عام رافض ومستهجن، بينما الجدل البرلماني والحكومي وما زال مزدوجا بشأن استصدار قانون شاذ دوليا لتعدد نواياه، والذي يسمح فيه منح الجنسية لغير العراقيين للذين امضوا عاماً واحداً في العراق.

من المتعارف عليه أن امتيازات منح"الجنسية المكتسبة بالتجنيس" وليس منح "الجنسية الأصلية" تمنح  فقط في الدول التي تعاني نقصا حادا في القوة البشرية العسكرية والقوى المنتجة العاملة، ولا تمنح لتلك التي تعاني بما يزيد على نسبة 30% من البطالة مثل العراق. و الشئ بالشئ يذكر فان الحكومة السويدية قررت منح الجنسية "المكتسبة" للحاصلين على الدكتوراه من جامعاتها حصرا ولم تمنحها للسواح ولمن هب ودب رغم معاناتها من نقص حاد في القوى العاملة.

لم يكن صدفة إعادة النظر بتعديل قانون الجنسية العراقي لغرض منح الجنسية للإيرانيين والأفغان "الهزارة" والهنود المتسولين والمشردين من مجهولي النسب ، فقد سبقه قانون آخر اعتبر الولادات غير الشرعية ل"مجهولي النسب" واسماهم ب"كريمي النسب" في العراق، والذين اخذوا بالازدياد من خلال توافد الجنس الأبيض الإيراني مع "الترياك" بحجة "الزيارات الدينية"  ذات الطابعين السياسي والسياحي الترفيهي.

إن تكريم أولاد الحرام  على أولاد الحلال، لهو اعتبار غير قانوني ومجاف لكل الشرائع والأديان السماوية ، إنها إستراتيجية إيرانية  إقليمية بعيدة المرامي، لإيران فيها مآرب أخرى بالعديد من الدول، مثل، تركيا وسوريا ولبنان العراق واليمن. فقد قامت إيران سابقا بتقديم تسهيلات إلى "علويي" تركيا ولبنان للحصول على الجنسية السورية لزيادة كثافة الطائفة العلوية وتشجيع التعددية والإنجاب بشتى الطرق خاصة داخل الطائفة العلوية وبإشراف مباشر من قبل رفعت الأسد، فضلا عن التسهيلات المقدمة للشيعة القادمين إلى العراق من لبنان وإيران وأفغانستان، فقد  تمكنت إيران من تجنيس أكثر من نصف مليون شيعي في سوريا حتى15/3/2011م ويزيد على هذا العدد بكثير في العراق.

ولعله من اللافت للنظر حقا والمثير للاستغراب تعاقب طرح مشروع قانون الجنسية بعد فترة من"سرقة الحاسبة الإلكترونية المركزية" التي تحتوي على وثائق هامة لربما أو بلا شك تخص المواطنين والمستوطنين الجدد لأهمية محتوياتها بما فيها " صرف 3 ملايين ونصف جواز سفر حسب التقديرات الأولية مع المستمسكات الوطنية الأربعة وهي شهادة الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن والتي يعرف الكثير من العراقيين أنها منحت الجنسية لتجنيس الشيعة الإيرانيين والباكستانيين والهنود والأفغان منذ الاحتلال ولحد الآن وأخص بالذكر منهم ال 500 ألف أفغاني الذين اقتحموا الحدود الإيرانية والعراقية بحجة أداء الزيارة الأربعينية والذين رفضت إيران إدخالهم أراضيها عند عودتهم بحجة أنهم لم يدخلوا العراق من إيران كونهم لم يحملوا أي مستمسكات إيرانية".

ونظرا لما لهاتين الحادثتين من تداعيات على تجزئة وتفكيك الهوية الدينية والوطنية والثقافية الجامعة والموحدة إلى ولاءات وثقافات وطقوس متفرقة ومفرقة للمجتمع والدين، من قبل معممي دولة العنكبوت الأسود الفارسية الميتافيزيقية والماورائية لمنح الجنسية للطوائف الهندوسية والأفغانية  لقبائل طائفة "الهزارة" ذات الأصول الفارسية المرشحة للتجنيس وكذلك الأفغان "القزلباش"، بقايا الجيش الإيراني الذي احتل كابل قبل قرنين، علما أن تلك الطائفتان تشكلان ثقلا في تنظيم القاعدة الإرهابي.

المعلن والمبطن بمنح الجنسية

من المفيد بيانه إن من بين مخرجات مدخلات قانون (التنغيل) الديموغرافي الذي اعتبر اللقطاء كرماء، مستبدلا تسمية "مجهولي النسب ب "كريمي النسب"، لهم فيه مآرب أخرى، عراقيا وإقليميا منها:

1. تفكيك الانتماء الوطني العراقي لصالح الولاء الإيراني

إن منح الجنسية الأصلية لعبدة النار -الفرس- والبقر- الهنود والحجر سيؤدي لا محال إلى تفكيك الهوية الوطنية والثقافية والدينية الجامعة، كما سيشوه معالم كل ديانات وثقافات الفسيفساء العراقي الجميل، قدر ما لها من مآلات على ازدواجية الانتماء والولاء للعراق، أم لإيران، وتداعياتها على الانتخابات القادمة ومستقبل العراق والمنطقة، وبهذا الصدد نود أن نبين، فقد سبق وان أعلن قادة أحزاب (شيعية) في العراق ولاءهم المطلق لإيران دون وجل أو خجل رغم انتمائهم (العراقي) بالولادة، ومازالوا يتفاخرون بقتالهم مع إيران لقتل الشعب العراقي رغم كونهم (مسلمين) بالهوية، بينما، أعلن نائب رئيس الطائفة اليهودية- غير مسلم -بغض النظر عن مصداقيته-، لكنه، على الأقل قالها احتراما منه لديانات ومشاعر العراقيين، وقد ابدي استعداده للقتال مع الشعب العراقي ضد (إسرائيل) حال نشوب حرب بين العراق و(إسرائيل) !!

ومن المفيد بيانه بهذا الصدد أيضا، فانه حتى (إسرائيل) لم تتجرأ أن تمنح الجنسية (الاسرائيلية) لليهود بعد مضي "سنة" رغم حاجتها القصوى لها وهم من بني دينهم وجنسهم، الذين نزحوا كتجار او كزوار لمقدساته.

2. كي نصبح "جالية عراقية"  في العراق !

إن هدف منح الجنسية هو "تعريق" الدخلاء حتى يصبح الاصلاء أقلية، اي بمثابة "جالية عراقية" في موطنهم! وفق إستراتيجية الحضور والغياب الديموغرافي، الرامية إلى تغيب العراقيين الاصلاء وحضور المستعرقين  الدخلاء لقلب النسق والنظام في الانتخابات القادمة التي سيصبح فيها العراقيون أقلية كما هو الحال في بعض أقطار الخليج العربي.

إن تلك الإستراتيجية أدت وستؤدي إلى المزيد من خلط "الأجناس الدساسة الوافدة" غير المنتجة في العراق، ما تجدر الإشارة إليه بهذا الصدد، فإن تضخيم عدد زوار الحسين القادمون من الخارج إعلاميا لم يكن اعتباطا، فقد أشير إليه لأكثر من مرة  بأنه قد وصل قرابة 15 مليون زائر للعتبات الدينية إن لم يكن أكثر لمدينة صغيرة لا تسع لا مساحتها ولا عدد فنادقها لأكثر 100 آلاف زائر !

فالغرض من بيانات الحكومة من ذكر هذا العدد الهوائي للزوار القادمين للسياحة الاستخبارية بغطاء ديني لما يزيد على 15 مليون زائرا منذ 2003 وما بعدها، لهي إشارة مبيتة  ل"استحقاق" هؤلاء للجنسية العراقية، وحينها سيصبح عدد العراقيين أقلية قومية ومذهبية ودينية وقد سبق وان أشار إلى ذلك ربما كانت زلة لسان أو بقصد، نوري المالكي مسميا المسيحيين ب "الجالية المسيحية" !!

3. تأمين الطريق بالمجنسين لإعادة تشغيل خط نفط كركوك - بانياس - حيفا!

كان ولا زال التخادم الإيراني (الإسرائيلي) المشترك للأقليتين الديموغرافيتين الفارسية واليهودية وراء عمليات الطرد والجذب السكاني بالتجنيس، فإيران تطمح إلى تأسيس "ممر شيعي"يمتد من الخليج العربي وحتى البحر المتوسط ليكتمل الهلال الشيعي "بدرا" في البحر الأحمر، ولا يختلف ذلك عن مشروع دولة (إسرائيل) من النيل إلى الفرات، إضافة إلى التطلعات الإيرانية بإقامة قواعد جوية وبحرية على شواطئ البحرين الأحمر والأبيض، وبناء عليه فهي بحاجة إلى منح الجنسية وتجنيس المزيد من الجماعات البشرية الطائفية الموالية لولاية الفقيه ليكونوا جسرا ووقودا لمشروعها.

لذلك تحتاج إيران إلى قوة بشرية موالية لها كي تتولى امن الطرق والمواصلات البرية والبحرية للتجارة النفطية والهيمنة العسكرية ، وتعتبر إيران هؤلاء المجنسين بمثابة عمالة  خدمية وأمنية لها تتولى مهمة مسك الأرض برا عبر حديثة وكركوك والموصل وتلعفر باتجاه سوريا وتركيا، وباتجاه ايران عبر ديالى والبصرة والأهوار، وعبر كربلاء باتجاه نفط الدمام بالمنطقة الشرقية للسعودية لإثارة الفتن فيها، لذلك تم نقل الملف الأمني والعسكري لمنطقة النخيب المجاورة للسعودية من محافظة الانبار إلى كربلاء والى "قيادة عمليات  منطقة الفرات الأوسط".

وبناء عليه سيكون هؤلاء المجنسون بمثابة "خفر سواحل" بحرية في المناطق النفطية المحاذية لسوريا بانياس - حيفا  وتركيا ولبنان باتجاه البحر المتوسط، كما أن مسك امن الطرق البرية والبحرية بالمجنسين الجدد، وبحزب الله في لبنان وسوريا والحشد الشعبي في العراق وسوريا هدفه تأمين الطريق بعد إعادة تشغيل خط نفط كركوك- بانياس- حيفا في المستقبل القريب، من جهة، ومن جهة أخرى، لحماية أنبوب إيصال النفط العراقي الممتد من البصرة إلى حديثة ثم إلى العقبة المجاورة إلى (إسرائيل)، قد يحمل نفس الهدف.

ولا يخفى بأن الهدف الطويل بمنح الجنسية للأعراق الدساسة من "المستعرقين" وتوليهم لإستراتيجية "شد الأطراف" لضرب الأكثرية بأقليات لتمزيق النسيج الاجتماعي عبر إشعال الفتن بين العراقيين الاصلاء بمختلف مذاهبهم وقومياتهم ودياناتهم، عربا وكردا شيعة وسنة وتركمان ومسيحيين ويزيديين.. ونظرا لكوننا أكاديميون تهمنا "الأجيال القادمة" وليس "الانتخابات القادمة" عليه، أصبح لزاما علينا دق ناقوس خطر القنبلة الديموغرافية القادمة في العراق ودول المنطقة، كي لا نصبح قومان، قوم يلطم اليوم على الحسين وقوم يلطم غدا على اليمن والبحرين والحرمين الشريفين ! بعد ضياعنا لأولى القبلتين وثالث الحرمين.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,410,299

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"