صنداي تايمز: هكذا يتم ابتزاز الفتيات العراقيات على الإنترنت

نشرت صحيفة "صنداي تايمز" تقريرا أعدته لويزا كالاهان من بغداد، عن استخدام عصابات الجريمة في العراق منابر التواصل الاجتماعي وسيلة لابتزاز النساء.

ويصف التقرير، مشهد بنات يرقصن وهن يرتدين التنانير القصيرة، وسط مسرح تنعكس عليه الأضواء الخضراء، وفي إحدى الزوايا وقفت بنت شابة ترتدي تنورة قصيرة مرقطة بخطوط النمر، وفي يدها ويسكي، وكانت ليلة الجمعة في ناد ليلي في بغداد، وكان الجميع يقضون وقتا ممتعا، مشيرا إلى قول غيث البالغ من العمر 20 عاما: "هذه هي الحفلة الوحيدة في بغداد.. هناك تصرف مختلف في هذا المكان، والناس هنا سعداء".

وتقول كالاهان إن غيث وأصدقاءه هم جزء من جيل نشأ بعد عام 2003، الذي شهد الغزو الإنجلو أميركي للعراق، لافتة إلى أنه بعد معاناة سنوات من الحرب فإن هذا الجيل يحاول البحث عن هوية جديدة له.

وتشير الصحيفة إلى قولهم إن العراق ليس مجرد سلاح ودين ومعركة مستميتة للتأثير بين أميركا وإيران، لافتة إلى قول أرشد فخري (29 عاما) إنه بدأ النادي مع أصدقائه قبل عام وروجوا له عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال أشرطة فيديو معدة جيدا، ولم تكن لتبث في أي بلد آخر، ولديهم متابعون بمئات الألاف على "فيسبوك" و"يوتيوب"، وأضاف فخري "نحن نقدم العراق للعالم.. ونجلب العالم إلى العراق ونقول إن لديه الكثير". 

ويفيد التقرير بأن هذه الفيديوهات لم تلق أي دعم من المتشددين، بل الشجب الذي دفع إلى زيادة المشاهدات، خاصة لشريط "فتيات عاريات في بغداد". 

وتقول الكاتبة إن "العاصمة العراقية كانت هادئة نوعا ما منذ الحرب الطائفية الفظيعة، فيما خفت الهجمات الإرهابية قبل عامين، وبدأت الحركة تدب في العاصمة، والناس يخرجون من بيوتهم، ويذهبون إلى المقاهي، لكن الطريقة القديمة للحياة مستمرة، فيما تقود الحياة الجديدة إلى آثار مؤلمة".

وتلفت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي انضم فيه قطاع صغير من الشباب العراقي إلى الجيش والميليشيات الشيعية هناك، فإن الكثير من النساء لا يزلن في البيوت يواصلن الحياة التقليدية، لكن بطريقة مختلفة.

وينوّه التقرير إلى أن الرجال والنساء في معظم العراق يعيشون حياة، سواء كانت عصرية أم تقليدية، لكن معظمها على الإنترنت، فالنساء اللاتي لا يستطعن مغادرة البيت يقمن بالاتصال مع الرجال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويطورن علاقة معهم دون لقائهم أو معرفتهم سابقا.

وتبين كالاهان أن هذا الأمر أدى إلى شكل جديد من الجريمة المنظمة، فالأعراف الاجتماعية المحافظة، ونسبة البطالة التي تصل إلى 17% وربما أعلى، وانتشار شبكات الإنترنت، أدت مجموعة إلى ظهور حالات الغش والخداع، مشيرة إلى أنه يتم دفع الفتيات لوضع صور لهن على الإنترنت دون حجاب، وقد لا تكون في أوضاع مغرية لكنها قد تتحول إلى سلاح في يد المبتزين، فيما تقول الحكومة، التي قامت بسلسلة من الاعتقالات، إن الأمور تحت السيطرة، لكن عمليات الغش تبدو عامة وعادية. 

وتذكر الصحيفة أن راوة (25 عاما) تعرضت للابتزاز من خلال صورة جواز سفرها، ففي العام الماضي وعندما كانت تبحث عن عمل بعد تخرجها من كلية القانون، عثرت على صفحة "فيسبوك" تعلن عن وظائف في وزارة الصحة، وأرسلت صورة لها كما طلب، بحجم صور الجواز، وبعد أيام اتصل بها شخص يهدد بوضع صورتها على الإنترنت إن لم تعطه الرمز السري لصفحة "فيسبوك"، ورفضت وهدد بإرسال الصورة إلى زوجها وأصدقائه، والزعم بأن بينهما علاقة عاطفية، ولأن راوة جاءت من عائلة متحررة فإنها لم تهتم بالتهديدات، لكن غيرها من الفتيات المحافظات الخائفات من إخبار عائلاتهن وأقاربهن بالأمر فإن النتائج تكون خطيرة. 

وبحسب التقرير، فإن وزارة الداخلية أنشأت خطأ ساخنا لمواجهة حالات كهذه، وقال مدير العملية عدي محمد، إن النساء عادة هن اللاتي يستهدفن، و"يقوم بعض الأشخاص بسرقة صورة ووضعها على الإنترنت من أجل الابتزاز"، مشيرا إلى أن المرأة في العراق تضع صورا لوجهها وبحجاب، إلا أن هذه الصورة قد تستخدم من شخص يكشف لها عن إعجابه بها أو حبه. 

وتختم "صنداي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ثمن الابتزاز قد لا يتجاوز في بعض الأحيان 5 جنيهات إسترلينية، لكن إن جاءت الفتاة من عائلة مؤثرة وتريد تجنب الفضيحة فقد يكلفها الأمر 500 ألف جنيه إسترليني.


المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,410,409

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"