قال مسؤولون قريبون من المحادثات بين القوى العالمية الست وايران ان الموعد النهائي لحل النزاع المستمر منذ 12 عاما بشأن برنامج طهران النووي قد يمد من يوم الاثنين حتى آذار/ مارس المقبل بسبب الخلافات الحادة بين الجانبين.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف ومبعوثة الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لمحاولة كسر الجمود لكن الحديث عن مد المهلة اثار دعوات بتشديد العقوبات في واشنطن.
وتأمل واشنطن وحلفاؤها أن تكون محادثات فيينا الحالية تتويجا لشهور من الدبلوماسية الصعبة بين ايران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا.
والهدف هو رفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على برنامجها الذري لكن المحادثات اصابها الجمود منذ وقت طويل. ويمثل توقيت رفع العقوبات والنطاق المستقبلي لتخصيب ايران لليورانيوم النقاط الشائكة الرئيسية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري الذي اجتمع معه في باريس قبل توجهه الى فيينا الخميس "نقاط الخلاف الرئيسية لاتزال قائمة."
وسلط المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، الخميس، الضوء على عقبة أخرى وهي أن ايران لم تفسر بعد للوكالة ابحاثا نووية مثيرة للشبهات وهو احد شروط القوى الكبرى لرفع العقوبات.
وبدأت احدث جولة من المحادثات بين الجانبين، الثلاثاء، ومن المرجح ان تستمر حتى 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الذي حدده الطرفان موعدا نهائيا للتوصل لاتفاق شامل.
وقال دبلوماسي غربي بشرط عدم نشر اسمه "من المرجح ابرام نوع من الاتفاق المؤقت في هذه المرحلة او ربما اتفاق اطار كأفضل احتمال بحلول الاثنين على أن تصاغ التفاصيل في الاسابيع والشهور القادمة.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي توني بلينكن هذا الاسبوع إن التوصل لاتفاق شامل مع ايران سيكون صعبا لكن ليس من المستحيل انجازه بحلول الاثنين. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند انه ليس متفائلا لكن قد يكون هناك سبيل لمد الموعد النهائي.
وعبَّر مسؤول ايراني كبير عن توقعات مشابهة.
وقال "نحتاج مزيدا من الوقت لحل المسائل الفنية ولا تنسوا ان الاطار الزمني لرفع العقوبات ما زال موضع خلاف هائل." واضاف أن من الممكن المد حتى آذار/ مارس. واشار مسؤولون غربيون أيضا الى آذار/ مارس كخيار مطروح مع استئناف المحادثات في كانون الثاني/ يناير.
لكن المسؤولين قالوا ان ايران والقوى الكبرى لم تبدأ بعد بحث تغيير الموعد بجدية وستسعى من اجل اتفاق بحلول الموعد النهائي الذي سبق مده بالفعل من تموز/ يوليو.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله إن "المحادثات تمضي في اجواء متوترة بصورة بالغة. الوقت ينفد." واضاف ان اجتماعات عديدة جارية ولا أحد يتحدث عن اطالة المحادثات. وقال "اتمنى ان نصل لاتفاق قبل 24 نوفمبر."
التوقيت
وعبر بعض الاعضاء المتشددين في الكونغرس الاميركي عن الاحباط بشأن احتمال مد الموعد النهائي. ويصر كثير من الجمهوريين الذين سيسيطرون على مجلسي الكونجرس اعتبارا من كانون الثاني/ يناير على أن تشديد العقوبات سيجبر ايران على تقديم تنازلات.
وقال السناتور الجمهوري مارك كيرك المشارك في تقديم مشروع قانون لتشديد العقوبات على ايران إن "أكثر ما يحتاجه الايرانيون هو الوقت لاكمال قنبلتهم الذرية. لا يجب ان يمنحه لهم الرئيس."
ويقول مسؤولون قريبون من المفاوضات التي بدأت في شباط/ فبراير إن ايران تريد انهاء كل العقوبات الاساسية على صادرات النفط والقطاع المصرفي بصورة شبه فورية وليس مجرد تعليقها كما قال مسؤولون اميركيون واوروبيون.
ويقول دبلوماسيون إن خلافا يثور ايضا بشأن مدة أي اتفاق حيث تريد القوى الغربية ان تستمر القيود الايرانية 20 عاما في حين يسعى الايرانيون لتكون المدة شهورا او بضع سنين.
ويتزايد أيضا تبادل الاتهامات بخصوص المسؤولية عن الجمود في المحادثات النووية.
ويقول مسؤولون غربيون ان ايران ترفض ايضا تقديم تنازلات بشأن التخصيب رغم عروض متكررة بتنازلات محتملة من القوى الست ومنها الولايات المتحدة.
واضافوا ان الغرب مستعد لتسوية لكن ايران ليست مستعدة الى حد كبير لأن الزعيم الاعلى علي خامنئي لم يعط المفاوضين الحرية لتقديم تنازلات حقيقية في المحادثات.
لكن الايرانيين يلقون باللوم على القوى الغربية التي يتهمونها بتوقع تنازلات من ايران اكبر مما ينبغي.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الثلاثاء، ان ايران ستقاوم الضغط الغربي لتقديم ما تعتبره تنازلات زائدة في محادثات فيينا.