عقد قسم الثقافة في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ جلسة حوارية تعنى بنقد وتحليل أدب المقاومة وقصصها في العراق، ولاسيما رواية الشاعر العراقي مكي نزال التي طُبعت مؤخراً بعنوان (كاميرا الحب والحرب).
واشتمل منهاج الجلسة 3 أقسام؛ اهتم الأول منها بقراءة ورقة تحليلية للرواية قدّمها مسؤول قسم الثقافة في الهيئة، حارث الأزدي، فيما خُصّص القسم الثاني لحديث الكاتب نفسه الذي وضع الحاضرين في جوّ روايته وما صاحب ظروف كتابتها من انفعالات وأحوال تركت بصمتها على صياغتها الأدبية، ثم اختتمت الجلسة بحوار موسع بين الحضور والكاتب الذي تولى الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم. وفي هذا الصدد؛ أوضح الأزدي أن رواية (كاميرا الحب والحرب) هي فصول منتقاة، بطلُها ومحورُ أحداثِها مصورٌ يرى الأحداث بعدسة كاميرته ويوثقها لتكون شاهداً على مرحلة افتقد العراقيون فيها إلى ناصر يُنصفهم ويَنتصف لهم، فكانت أحداثها وثيقة دامغة على فعل عراقي واقعي له أثر، بما يمتلك كاتبها من قدرة ممتازة في نقل الصورة كاملة بتفاصيلها الدقيقة ليرسم بطولة متفردة في منعطف تاريخي تحتاجها الأجيال القادمة. وسلط الأزدي الضوء على الحبكة القصصية للرواية التي تمثلت بتخيلات متدفقة وثرية حيث استدعت طيبة الإنسان في زمن الطغيان المادي وأظهرت صفاء معدنه وأصالة نسبه وتجلى ذلك بين نصوص البطولة على أرض الواقع. من جهته؛ قال كاتب الرواية، مكي نزال، في شرحه لفصول روايته إنه أراد منها أن تكون توثيقاً لمحطة تاريخية فاصلة برواية أدبية، لاسيما وأنها تضمنت أحداثاً وبطولات وشخصياتٍ ومكابداتٍ لا يمكن للذاكرة مهما كانت متعبة أن تنساها. وأضاف في هذا السياق؛ بأن ما ورد في هذا المنجز الأدبي قد يحسبه البعيدُ عن الفعل العراقي محضَ خيالٍ من كاتب روائي، ولكن الحقيقة تؤكد أنه واقع معاش في مدينة الفلوجة وباقي مدن العراق المقاومة، وشواهده أكثر من أن تعد. وأوضح أن الرواية شخّصت صموداً عراقياً منقطع النظير وجسّدت الشخصية العراقية بخصوصية الثابتين وبتوقيع الأبطال الميامين، بأسلوب مازج بين الوجدان والعنفوان، وأكّد على البطولة العراقية التي ظهرت واضحة في عناوين فصول الرواية، حيث تتجلى فيها الألفة المجتمعية لدى العراقيين بأسلوب شيق لا يعتمد الطرح المباشر. وشارك في الجلسة أدباء وشعراء ومثقفون من الأردن وفلسطين وأبناء الجالية العراقية في عمّان؛ وعبّر عدد منهم من خلال مداخلاتهم عن رؤية فاحصة ونقدية للأدب العراقي الذي يمتاز بتجدد الإبداع من حين لآخر، ولاسيما في مجال شعر وقصص المقاومة وما يتعلق بها من صمود وتضحيات.