المؤتمر الشعبي العربي، جبهة كبرى لمواجهة التحديّات

عبد الجبوري

في ظل المخاطر الجسام التي تحيق بكافة اقطار الأمة العربية دون إستثناء، يأتي انعقاد ‏المؤتمر الشعبي العربي الذي شهدته مدينة الحمامات في تونس للأيام 9 - ‏‏11 كانون الأول الجاري، كضرورة مُلحة ومُلبيّة لحاجة الجماهير العربية ‏المؤمنة الصادقة في التصدي لتلك المخاطر والمؤامرات التي تستهدف مُقوّمات ‏وجودها (أرضاً وشعباً وتراثاً).‏

 

وبدا جليّاً ان الشعب العربي من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي يعيش في هذه الفترة بالذات ‏حالة فريدة من اليقظة القومية والتنبه الوطني والإحساس بالأصالة التأريخيّة ‏بشكلٍ يكاد يتميّز فيختلف عن الفترات السابقة من تاريخنا المعاصر. ‏

ونتيجة لهذا الوعي المتطلع بإخلاصٍ وحماسة الى التمسك بثوابت الأمة وتراثها ‏وقيّمها ومآثرها، جاءت إستجابة المؤتمرين من ممثلي الأحزاب والحركات ‏والمنظمات والشخصيات العربية للحضور والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الشعبي ‏العربي الأول، مُثمنين دور المناضلين الداعين لعقدهِ ورسم برامج عمله ‏الآنيّة والمستقبليّة في حوار وتشاور علني حُر نقلتهُ العديد من وسائل الإعلام ‏المرئي المسموع والمقروء، على عكس المؤتمرات التي كانت ُتعقد باسم العروبة ‏والقومية الزائفة ممن ترفض الإدانة الصريحة للممارسات المجرمة التي يقوم بها ‏النظام الإيراني الفارسي العنصري وأدواته واتباعه في المنطقة العربية.‏

قطعاً حينما تعقد القوى القومية الأمينة مؤتمراً مُمولاً تمويلاً ذاتيّاً يتكفلُ فيه ‏المشاركون مصاريف الذهاب والإياب والسكن وغيره، تصبح الرؤى ‏والقرارات حُرة مُجردة غير خاضعة لإملاءات خارجية وتدخلات تُمليها الجهات ‏الداعمة ، كما هو حاصل مع من يتشدق ويتبجح بالفكر القومي، والعروبة منه ‏براء.‏

بناءً على ماتقدم جاءت مُقررات البيان الختامي ملبيّة لطموحات الجماهير ‏العربية ومعبرة أصدق التعبير عن آمالها واحلامها ، ومُشخصة للمخاطر ‏والتحديات التي تواجه امة العرب بكافة أقطارها وعلى رأسها قضيتها الأولى (‏القضية الفلسطينية) وقدسها الشريف.‏

وفي تلك الأجواء المخلصة الرائدة قرر المؤتمرون تشكيل (جبهة وطنية عربية‏‏) تحمل على عاتقها مواجهة النفوذ الإيراني الصفوي والإعتراف بالأحواز ‏العربية المحتلة كدولة مستقلة والسعي لإنشاء ممثليّات دبلوماسية لها في الجامعة ‏العربية ومؤسسات الأمم المتحدة ومحاولة تمثيلها في المنظمات الدولية الأخرى.

ومما لاشك فيه فإن المؤتمر الشعبي العربي أثار اهتمام قاعدة عريضة وواسعة ‏من حملة الفكر ورجال القلم وأهل الرأي، ممن تميّزوا بشعورهم القومي ‏وإحساسهم الوطني وارتباطهم المخلص والمتين بتراث الأمة وتاريخها، وتحققَ ‏للمجتمعين ما أرادوا من فعلٍ وتأثير.‏

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,412,577

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"