رامي مالك.. المهاجر المصري يتربع على عرش "الأوسكار"

"عادة يحلم الانسان بأن يكبر ويصبح لديه وظيفة ما، ولكن أن تصبح ممثلا وتترشح لجائزة الأوسكار هو شيء لم أكن اتخيله أبدا في أحلامي الجامحة".

هكذا وصف الممثل الأميركي صاحب الأصول المصرية رامي مالك مشاعره للصحفيين أثناء سيره فوق السجادة الحمراء للحدث السينمائي الأكبر في هوليوود عن تجسيده للمطرب البريطاني الراحل فريدي ميركوري في فيلم "بوهيميان رابسودي".

وبعد عدة ساعات من هذه الكلمات، تم الكشف عن اسم مالك، فجر اليوم الإثنين، ليفوز بجائزة أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأميركية (أوسكار) "أفضل ممثل" عن دوره في الفيلم الموسيقي "الملحمة البوهيمية".

وفوق خشبة مسرح الأوسكار في نسختها الـ91 بلوس أنجلوس، ظهر مالك مسيطرا عليه الحماس، والفرحة، ناظرا إلى الآلاف من عملاقة الفن في العالم، وبدء كلمته بقوله: "يا آلهي".

** جذور مصرية

ينحدر "رامي سعيد مالك" من أسرة قبطية أرثوذكسية مصرية هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1978 من مدينة سمالوط بمحافظة المنيا وسط مصر.

وولد مالك في 12 أيار/مايو 1981 في مدينة لوس أنجلوس الأميركية. وقبل الهجرة، كان يعمل والده مرشدا سياحيا في العاصمة المصرية القاهرة، أمّا والدته فكانت تعمل كمحاسبة.

ولدى مالك أخ توأم مطابق له في الشكل يدعى سامي يعمل مدرسا، وأخت كبرى تعمل كطبيبة.

ودرس مالك في مدرسة Notre Dame الثانوية في منطقة Sherman Oaks California، وتخرج منها عام 1999.

ورغم رغبة أسرته في أن يصبح طبيبا، إلا أن مالك لم يستجب لرغبتهم، وحصل على شهادة في الفنون الجميلة عام 2003 من جامعة Evansville في ولاية إنديانا.

** نجاحات فنية غير متوقعة

وبدأ مالك حياته الفنية بالعمل في أدوار صغيرة في برامج مثل Gilmore Girls وMedium.

لاحقا، ظهر في عدة أدوار ثانوية في أفلام مثل The Pacific ،Night at the Museum ،The Twilight Saga: Breaking Dawn ،The Master.

وبعد أعمال كانت تضعه دائما في دور الأجنبي والشرق أوسطي، انطلق مالك إلى عالم النجومية بعد تجسيده لشخصية إليوت ألديرسون "قرصان الانترنت" في المسلسل التلفزيوني الشهير Mr. Robot.

وأبدع مالك في دوره بمسلسل "السيد روبرت" في أجزائه الثلاثة، ما أهلّه للفوز بجائزة إيمي Emmy المقابل التلفزيوني للأوسكار عام 2016.

** التربع على عرش هوليود

برز مالك كأفضل مرشح لنيل جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في الأسابيع القليلة الماضية بعد فوزه بجائزة جولدن جلوب (الكرة الذهبية)، وجائزة رابطة ممثلي السينما البريطانية (بافتا)، عن الدور نفسه الذي يجسد فيه شخصيه فريدي ميركوري، المغني الرئيسي في فرقة الروك البريطانية (كوين).

ونافس مالك على الجائزة كل من فيغو مورتينسين عن دوره في فيلم "غرين بوك"، وبرادلي كوبر عن فيلم "إيه ستار إيز بورن" وكريستيان بيل عن فيلم "فايس" فضلا عن ويليم دافو عن فيلم "على عتبة الخلود"، وجميعهم أسماء عمالة في عالم السينما الأميركية.

ورغم صعوبة الحلم في حد ذاته وفقا لنقاد كثيرين، إلا أنه صار حقيقة، وحصد مالك أول ممثل أميركي من أصول شرق أوسطية على الجائزة الأهم في عالم السينما، ليتربع على عرش هوليود للمرة الأولى.

ولم يهمل مالك أصوله المصرية في خطابه، وقال: «أنا ابن مهاجرين مصريين، وجزء من سيرتي يُسطر الآن، أشعر بالامتنان إلى جميع الحضور هنا، وإلى كل من آمن بي، وسأعتز بتلك اللحظة طيلة حياتي».

وفي ختام حديثه، أدهش رامي الحضور بقوله: "أعلم أنني لم أكن الخيار الأوضح للعب دور فريدي ميركوري، لكنني أعتقد أنها نجحت".

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :133,410,848

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"