خلال تصريحات وصفت بـ«مدوية»، اعترف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد العام الأسبق للحرس الثوري، اللواء محسن رضائي، أن مسؤولين إيرانيين كبارا ضالعون في تجارة المخدرات المربحة وأنهم يدعمون المافيا التي تهرب وتوزع المخدرات في البلاد.
وتم تسريب مقطع فيديو من أرشيف محافظة كردستان غرب إيران، لاجتماع خاص بين بعض مسؤولي المحافظة واللواء محسن رضائي، حيث يتحدث الأخير عن العلاقة بين الفساد المستشري في البلاد واستغلال المسؤولين لمناصبهم والسلطة. وأوضح أن الحدود التي يتم من خلالها تهريب المخدرات إلى البلاد هي منطقة معينة، لكنه بسبب الأرباح الكبيرة التي يجنيها بعض المسؤولين من الاتجار بالمخدرات، لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة وقطع تهريب المخدرات. وكشف أن مسؤولين كبارا في مختلف المستويات ومنها الحكومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يدعمون المافيا التي تهرب وتوزع المخدرات في البلاد، وأنهم ضالعون في هذه التجارة المربحة للغاية، مضيفاً أن بعض المسؤولين المعنيين بملف مكافحة المخدرات وآخرين يتساهلون في محاربة هذه الظاهرة. وشدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني على أنه طالما لم يتم قطع الارتباط بين السلطة ومؤسسة الحكم في البلاد مع مافيا المخدرات، لا يمكن منع تهريب وتوزيع والإتجار بالمخدرات في إيران. وكان وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، قد كشف عن الأرباح الخيالية بمبلغ أكثر من 3 مليارات دولارات في السنة، التي افسدت مؤسسات عديدة في النظام الإيراني ومنها النظام الإداري والقضاء وأسواق البورصة والاقتصاد وثقافة البلاد. وقال إن 46% من السجناء في إيران سُجنوا بسبب قضايا المخدرات والجرائم التي حصلت بسبب الإدمان، مضيفاً «الإدمان وتجارة المخدرات هما سبب أكثر من 52% من الجرائم الأخرى مثل السرقة والقتل والعنف ضد النساء». وفي سياق الكشف عن الأضرار الناجمة عن الإدمان في إيران، أشار البرلماني الإيراني السابق، رسول خضري، عضو لجنة إلى تأثير ظاهرة الإدمان على ما يقارب 10 ملايين إيراني، وقال «ازداد عدد نساء المدمنات بنسبة ضعفين في البلد وانخفض سن المدمنين بشكل عام». وكشف رسول خضري أن الخسائر الناجمة عن الإدمان تعادل كل ميزانية الأمور الصحية في البلاد سنوياً أي أكثر من 6 مليارات دولار. واعتبر أحمد رضا أحمد بور، رجل الدين المعارض، أن سياسات النظام الإيراني لمكافحة المخدرات فاشلة تماماً، وقال إن «تأثير المخدرات على المجتمع الإيراني أصبح أكبر من تأثير رجال الدين». ويوجه نشطاء حقوق الإنسان انتقادات لاذعة للجمهورية الإسلامية بسبب أنها تنفذ أشد العقوبات على موزعي المخدرات بالتجزئة، وتستثني العديد من تجار المخدرات الكبار من المعاقبة. ويصف هؤلاء النظام الإيراني بكونه «جمهورية المخدرات» وأنه يسهل تصدير أنواع من المخدرات للعديد من الدول الآسيوية والأوروبية ويدعم هذه التجارة المربحة جداً.